قالت المنتجة ماريان خوري، إن من أبرز فعالیات مھرجان الجونة السينمائي ھذا العام، هو الاحتفال بمئویة ذكرى میلاد المخرج یوسف شاھین، الذي لم یكن فقط مخرجًا استثنائیًا، بل الأب الروحي لموجات السینما العربیة الجدیدة.
وأضافت أنه في يوم 25 ینایر 2026 ستمر مئة سنة على میلاده، ولا یقتصر الاحتفال بالمناسبة على مصر فقط، بل سیجوب العالم من فرنسا إلى الیابان وسویسرا وغیرھا. بعض المھرجانات العالمیة بدأت فعلًا استعداداتھا كاحتفال مبكر بمئویة یوسف شاھین مثل مھرجان مونبلییه الذي یخصص قسمًا یختار فیه الشباب من مختلف أنحاء فرنسا مخرجًا لمناقشة أفلامه، وكان اختیارھم ھذا العام لیوسف شاھین.
وأوضحت ماريان خوري، أن مھرجان الجونة قرر أن يحتفل بالمناسبة في ھذه الدورة من خلال اختیار زاویة مختلفة للنظر إلى مسیرة شاھین، وھو تسلیط الضوء على أثره في جیل كامل من السینمائیین العرب، الذین حذوا حذوه في صناعة أفلام ذاتیة، مردفة: "فھو لم یفتح الطریق فقط أمام السیرة الذاتیة في السینما العربیة بفیلمه إسكندریة ليه؟، بل ألھم مخرجین من تونس والمغرب والجزائر ومصر، أن یصنعوا أفلامھم الأولى في ھذا الاتجاه، ونسعى لتقدیم برنامج یضم مجموعة مختارة من ھذه الأعمال سنعلن عنھا قریبا".
وأضافت ماريان خوري، أن هناك جانب آخر من الاحتفال سیكون معرضًا مھمًا على مستوى المحتوى والتصمیم من تنسیق شیرین فرغل، وھي مبدعة بصریة وسینمائیة لدیھا أسلوب ممیز في الربط بین السینما والأرشیف.
وتابعت: "یأتي المعرض في شكل تجربة حسیة شبیھة بمحطة مصر، یدخل الزائر كأنه یركب قطارًا یمر بمحطات مختلفة تمثل مراحل فیلموغرافیا شاھین .تصمیم بصري وسمعي وحركي، وفیه اشتباك استثنائي بین الفن والتقنیة".
وقالت: "أحب أن أؤكد أیضًا أن جانبًا مھمًا من إرث شاھین ھو التركیز على تقدیم المرأة من زاویة مختلفة، سواء عبر الأدوار الكبیرة التي قدم من خلالھا ممثلات مثل محسنة توفیق ویسرا، أو الحضور القوي لشخصیات نسائیة استثنائیة مثل المناضلة الجزائریة جمیلة بوحرید، أو عبر وجود نساء مھمات في فریقه مثل المونتیرة رشیدة عبد السلام. بالتأكید أحدث شاھین فارقًا في النظر للمرأة في السینما لیس فقط أمام الكامیرا بل خلف الكامیرا أیضًا كشریكة في المعنى والتجربة، ھذا كله یجعل احتفالیة یوسف شاھین في الجونة أكثر من مجرد تكریم .إنھا قراءة جدیدة لإرثه، من خلال تأثیره على جیل كامل من السینمائیین العرب، ومن خلال إعادة تقدیمه للشباب كرمز حيّ یلھمھم لیصنعوا ھم أیضًا سینما ذاتیة، جریئة، وصادقة".