أعلن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع عن تكليف فصائل محلية ورجال دين دروز بمسؤولية حفظ الأمن في محافظة السويداء، جنوب سوريا، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة التي تشهد توترًا أمنيًا.
وفي خطاب موجه إلى الشعب السوري، قال الشرع: "قررنا تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء"، مشيرًا إلى أن حكومته أرسلت قواتها العسكرية إلى المحافظة في محاولة لوقف الاقتتال الذي نشب بين مجموعات مسلحة داخل السويداء ومجموعات أخرى من المناطق المجاورة بسبب خلافات قديمة.
وأضاف الشرع أن القوات الحكومية نجحت في مهمتها في وضع حد للقتال، لكن في المقابل، اتهم إسرائيل بشن هجمات موسعة على المنشآت المدنية والحكومية في المنطقة، وهو ما وصفه بأنه "يهدف إلى تقويض جهود استعادة الاستقرار".
واعتبر أن هذه الهجمات أدت إلى تعقيد الوضع الأمني بشكل كبير، مهددًا بفتح "حرب مفتوحة" مع الكيان الإسرائيلي في حال استمرت الاعتداءات.
تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الجنوب السوري تصعيدًا أمنيًا، وسط القلق من تنامي النفوذ الإسرائيلي في المناطق المجاورة، ما يزيد من تعقيد الأوضاع في ظل الأزمات المتلاحقة التي تمر بها سوريا.
واندلعت مواجهات دامية في محافظة السويداء جنوب سوريا منتصف يوليو 2025، بين فصائل مسلحة درزية وأخرى من العشائر البدوية، نتيجة خلافات قديمة تفجّرت إثر عمليات خطف متبادل ونهب.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ما يزيد عن 200 شخص، بينهم مدنيون وأطفال، في واحدة من أعنف موجات العنف التي شهدتها المحافظة ذات الغالبية الدرزية منذ بداية النزاع السوري.
على خلفية التصعيد، دفعت الحكومة السورية بقوات أمنية وعسكرية إلى السويداء لاحتواء الوضع، مما أثار توترًا مع الزعامات الدينية الدرزية التي تحفظت على هذا التدخل، قبل التوصل إلى اتفاق مؤقت تضمن انسحاب الجيش تدريجيًا بعد "تمشيط" بعض المواقع.
وفي خضم ذلك، اتهمت دمشق إسرائيل بشن غارات جوية على مواقع في محيط السويداء ودمشق، بدعوى حماية الطائفة الدرزية، ما اعتبرته السلطات السورية محاولة لتقويض جهود التهدئة.
بموازاة ذلك، أعلنت شخصيات درزية داخل سوريا وخارجها، وعلى رأسهم مشايخ عقل وزعماء من داخل فلسطين المحتلة، دعمهم الكامل للفصائل المحلية في السويداء، وسط دعوات لاحتواء الموقف ومنع انزلاقه نحو صراع أهلي أوسع.
وفي 17 يوليو، أُعلن عن وقف جديد لإطلاق النار بين الأطراف المتصارعة، في ظل مساعٍ لتثبيت الاستقرار الهش وتفادي التدخلات الخارجية التي تهدد بتفجير الوضع مجددًا.