250 مسيرة و800 ألف متظاهر محتمل.. فرنسا تواجه يوم غضب اجتماعي ينتهي بـ58 اعتقالًا - بوابة الشروق
الخميس 18 سبتمبر 2025 4:49 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

250 مسيرة و800 ألف متظاهر محتمل.. فرنسا تواجه يوم غضب اجتماعي ينتهي بـ58 اعتقالًا

هايدي صبري
نشر في: الخميس 18 سبتمبر 2025 - 1:45 م | آخر تحديث: الخميس 18 سبتمبر 2025 - 1:45 م

شهدت فرنسا، الخميس، واحدة من أكبر موجات التعبئة الاجتماعية منذ بداية ولاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث خرج مئات الآلاف في أكثر من 250 تجمعًا بمختلف المدن، تخللها إضرابات واسعة في المدارس والنقل والصحة، فيما أعلنت وزارة الداخلية عن توقيف 58 شخصًا وسط توتر أمني غير مسبوق.

اعتقالات وتوترات أمنية

وقالت إذاعة "20 مينيت" الفرنسية، إنه "مع أن السلطات قللت من حدة التعبئة ووصفتها بأنها "أقل مما كان متوقعًا"، إلا أن الأرقام كشفت حجم التوتر القائم بين الشارع والحكومة، حيث سجلت أكثر من 250 مسيرة وتجمع، بمشاركة قد تصل إلى 800 ألف شخص".

وأعلن وزير الداخلية المستقيل برونو ريتايو، أن تسجيل 230 تحركًا و95 محاولة تعطيل، شارك فيها 10 آلاف شخص.

وأكد أن الشرطة نفذت 58 عملية اعتقال، بينها 11 في باريس. أما مرسيليا، فسُجلت فيها 22 حالة توقيف صباحًا قرب مركز "تيراس دو بورت"، حيث صودرت معدات من أقنعة وبخاخات طلاء ومفرقعات.

**تعزيزات غير مسبوقة ورسائل رمزية

ونشرت السلطات الفرنسية تعزيزات أمنية ضخمة، بينها آلية مدرعة جديدة تعرف بـ"السينتور"، مجهزة بكاميرات حرارية وقاذفات غاز مسيل للدموع. هذا الانتشار، الذي اعتبره مراقبون "رسالة سياسية أكثر منه تدبيرًا أمنيًا"، عكس حجم القلق الحكومي من انفلات الشارع، وفقاً للإذاعة الفرنسية.

باريس مركز الزخم ومواكب المدن الأخرى

في العاصمة باريس، حيث تتراوح التقديرات الرسمية بين 50 و100 ألف متظاهر، انطلقت الحشود بعد الظهر من ساحة الباستيل باتجاه الجمهورية ثم الأمة، ضمن مسار تقليدي اعتادته النقابات، بحسب الإذاعة الفرنسية.

ووفقاً للإذاعة الفرنسية، فإن المدن الأخرى لم تكن أقل حضورًا: مرسيليا شهدت تظاهرة ضخمة انطلقت من المرفأ القديم، ليون احتضنت مسيرات طلابية ونقابية مشتركة، فيما تحركت الحشود في ليل شمالًا ورين غربًا، إلى جانب مدن مثل نيس، لوهافر، أفينيون وشيربورج.

**المدارس والصحة في قلب الاحتجاج

أما قطاع التعليم فكان في طليعة التعبئة، إذ أعلن اتحاد SNES-FSU أن 45% من معلمي الثانويات والإعداديات شاركوا في الإضراب، احتجاجًا على ظروف العودة الدراسية وتراجع الأجور.

في المقابل، أغلقت نحو 90% من الصيدليات أبوابها رفضًا لقرار حكومي بتخفيض الحوافز على الأدوية الجنيسة، معتبرة أن هذه السياسة "كارثية للمهنة".

**تحركات الريف ومبادرات رمزية

وفي رين، برز "موكب الغاضبين" على الدراجات الهوائية، حيث جاب العشرات من سكان الأرياف شوارع المدينة لإيصال رسالة مفادها أن "الريف أيضًا يعاني من السياسات الاقتصادية".

واستبقت السلطات المحلية المظاهرات بتغطية زجاج المواقف والأماكن العامة بالخشب لتجنب أعمال تخريب محتملة.

**مواقف متباينة بين النقابات والسياسيين

واتهمت صوفي بينيه، الأمينة العامة لنقابة CGT، وزير الداخلية برونو ريتايو بـ"صب الزيت على النار" عبر "عنف أمني موجه ضد متظاهرين سلميين".

وعلى الجهة المقابلة، دعا زعيم "فرنسا الأبية" جان-لوك ميلانشون إلى الانضباط التام وتجنب أي تجاوزات قد تستغلها السلطة لتبرير العنف. فيما طالب زعيم الحزب الشيوعي فابيان روسيل الحكومة بـ"الاستماع لصرخة الشعب بدل مواجهته بالغاز والهراوات".

تأثير مباشر على النقل العام

حياة الباريسيين تعطلت بشكل واسع: خطوط المترو عملت فقط في ساعات الذروة مع إغلاق عشر محطات رئيسية مثل "أوبرا" و"الباستيل"، فيما شهدت شبكات الـRER اضطرابات ملحوظة، إذ عمل خط RER A بنسبة 75% فقط، بينما انخفضت خدمات RER B إلى النصف، ما أثر بشكل مباشر على الوصول إلى مطار شارل ديغول.

يوم طويل… ورسالة واضحة

رغم أن بعض المسؤولين وصفوا الحراك بأنه أضعف من التوقعات، إلا أن مشهد عشرات المواكب، إضرابات المدارس والصحة، وتعطيل النقل، أعاد إلى الواجهة أزمة ثقة عميقة بين السلطة والشارع الفرنسي.

والرسالة التي خرجت من 18 سبتمبر بدت جلية: الناس يريدون أن يُسمع صوتهم، ولن تكفي الحلول الأمنية لتبديد الغضب الاجتماعي المتصاعد.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك