«بنسلي صيامنا ونعمل خير».. في مشهد إنساني يجسد روح وقيم التكافل الاجتماعي، يحتشد مئات الشباب يوميًا في رمضان كخلية نحل؛ لتجهيز وجبات الإفطار وتوزيعها على الصائمين والأسر الأولى بالرعاية، ورسم البسمة على وجوههم، ضمن فعاليات وأنشطة رمضانية لمؤسسة شير سمايل.
قال محمد شادي أحد المتطوعين بمؤسسة شير سمايل: «عندنا فكرة معينة إن دايما المحتاج مش محتاج في رمضان بس، هو محتاج طول السنة، عشان كدا إحنا شغالين طول السنة مش رمضان بس».
وأوضح شادي، الذي انضم لفريق التطوع قبل 4 سنوت، أن المؤسسة تعمل في أنشطة متنوعة وقائمة على التطوع والتبرعات، وتوفير وجبات الإطعام طوال العام وليس في شهر رمضان فقط، فضلا عن وجود فريق مختص لإجراء بحث ودراسة جيدة حول الأسر المستحقة؛ لكي يصل الخير والإطعام لكل شخص مستحق بالفعل.
أكثر من 5000 وجبة و100 كرتونة يوميا
وبين شادي، أن اليوم الواحد يشهد تجهيز وتوزيع أكثر من 5000 وجبة يوميًا، جزء منهم يصل إلى أسر غير قادرة، والجزء الآخر يوزع مع آذان المغرب على المارة.
وأضاف أن أماكن توزيع الوجبات كثيرة وتم دراستها جيدًا مثل منطقة مصر القديمة، وعين الصيرة، والمرج، والإمام الشافعي، وغيرها من المناطق الأخرى.
وأكد أن الفريق المختص يدرس الحالة جيدًا حتى يكون حريصا على إيصال الوجبة لكل شخص مستحق، معربًا عن سعادته بالتطوع ومشاركة مئات الشباب معه، قائلا: «أنا مبسوط من جوايا جدًا حاجة خير طبعا، والناس دي كلها ثوابها هيروح عند ربنا، بنعمل حاجة ومؤمنين بها ومبسوطين بيها، عشان نساعد الناس اللي محتاجة فعلا».
وبدورها، كشفت نورهان صلاح -متطوعة منذ 5 سنوات- عن تعبئة من 50 لـ100 شنطة أو كرتونة رمضانية يوميًا، لتوزع في اليوم نفسه أو في اليوم الذي يليه للأسر الأولى بالرعاية في المناطق البعيدة.
وأوضحت نورهان، أن الكرتونة الرمضانية تحتوي على أغلب السلع الغذائية التي يمكن أن تستخدمها تلك الأسر أطول فترة ممكنة، معددة بأنها تشمل: «سمنة، وزيت، وسكر، وعدس، وصلصلة، وشاي، وفول، ومكرونة».
تسلية صيام وخير
ومن جانبها، أعربت آية مجدي –متطوعة- عن سعادتها للمشاركة في الإطعام وتجهيز وجبات إفطار الصائمين، مشيرة إلى أنها لأول مرة تشارك في مثل هذه الفعاليات التطوعية.
وأما أحمد أيمن -متطوع- فقال إن هذه هي المرة الثانية لمشاركته في الإطعام، معربًا عن فخره وسعادته في المشاركة في الأعمال الخيرية خلال شهر رمضان.
وأضاف أنه يسلي صيامه خلال نهار رمضان فيحضر للمشاركة يوميًا في تجهيز الوجبات من الساعة الواحدة ظهرًا حتى الرابعة ونصف مساءً، وأحيانًا ينطلق مع الفريق المختص بالتوزيع لتوزيع الوجبات على الأسر الأولى بالرعاية في منازلهم مع حلول أذان المغرب وموعد الإفطار.
وأعربت ابتسام زيدان – متطوعة- عن سعادتها أيضًا في المشاركة والتطوع، مشيرة إلى أنها تتفق مع أصدقائها للحضور والمشاركة في تجهيز الوجبات يوميًا خلال شهر رمضان.
رمضان.. شهر الخير
وفي السياق ذاته، قالت نورهان صلاح، إن شهر رمضان هو شهر الخير والمحبة، وكل حاجة حلوة إحنا بنعملها وكل الحجات والفعاليات بتكون لوجه الله -تعالى-، مشيرة إلى أن أحسن حاجة إن الناس كلها تأتي للمشاركة وهدفها الأساسي إيصال الخير والإطعام للمستحقين.
ولفتت إلى أنها لم تشعر بأي تعب خلال المشاركة أو التطوع، وأحيانًا لم تصدق نفسها أنها بذلت هذا المجهود مع الصيام في نهار رمضان، وكل التعب يزول أمامها مجرد ما ترى فرحة الصائمين بالوجبات أو السلع الغذائية التي تصل إليهم.
واختتمت قائلة: "بحس إني مبسوطة أكثر أما أشوف في التوزيعات قد أيه الناس مبسوطة، وهما بياخدوا الوجبات ويدعو لك وهما مبسوطين؛ لأن فعلا بيبقوا محتاجينها".