تجويع غزة وحجب إسرائيل للمساعدات.. كيف تتسبب المجاعات في موت الملايين؟ - بوابة الشروق
الأربعاء 23 يوليه 2025 8:45 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

تجويع غزة وحجب إسرائيل للمساعدات.. كيف تتسبب المجاعات في موت الملايين؟

سوزان سعيد
نشر في: الأربعاء 23 يوليه 2025 - 1:32 م | آخر تحديث: الأربعاء 23 يوليه 2025 - 2:02 م

الجوع هو أحد أقسى التجارب الإنسانية وأشدها إيلامًا، ينهش جسم الإنسان ببطء ويصيبه بالهزال، حتى يصبح شبحًا لايقوى على الحراك، إلى أن تأتي لحظة النهاية، عندها يكون الموت أكثر رحمة من التضور جوعًا.

وعلى الرغم من عدم إعلان منظمة الأمم المتحدة المجاعة رسميًا في قطاع غزة، إلا أن أعداد الوفيات داخل القطاع بسبب الجوع في تزايد مستمر، ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة توفي 101 شخص داخل القطاع، من بينهم 80 طفلًا بسبب الجوع.

يرصد التقرير التالي المراحل التي يمر بها جسم الإنسان منذ بداية الشعور بالجوع وحتى الوفاة وفقًا لموقع "NP Istanbul Brain Hospital".

كم من الوقت يمكننا العيش بدون ماء أو غذاء؟

يتفاوت الوقت من شخص إلى آخر، ولكن في المتوسط يستطيع الإنسان العيش بدون ماء أو غذاء لمدة تتراوح بين 8-21 يومًا، بينما يمكن للشخص أن يستمر على قيد الحياة من شهرين إلى 3 أشهر من خلال تناول الماء فقط.

ويمر جسم الإنسان بـ3 مراحل منذ الإحساس بالجوع وحتى تدهور الوظائف التي يعقبها الوفاة.

يمكن أن تحدث المرحلتان الأولى والثانية، حتى في حالات اتباع حمية غذائية قاسية أو الصيام طويل الأمد، بينما تحدث المرحلة الثالثة فقط في حالة المجاعة لفترات طويلة، وقد تؤدي إلى الوفاة، إذا لم يحصل الشخص على الحد الأدنى من الغذاء اللازم لبقائه على قيد الحياة.

وهذه المراحل هي:

* المرحلة الأولى تستمر لمدة أسابيع وتشمل:

- يحافظ الجسم على مستويات السكر في الدم من خلال إنتاج الجلوكوز من البروتينات والجلايكوجين والدهون، عن طريق تحليل الجلايكوجين إلى جلوكوز، وتخزينه في الكبد بكمية كافية لبضع ساعات فقط.

- يُحافظ على مستويات سكر الدم من خلال تحلل الدهون والبروتينات.

- تحلل الدهون إلى جلسرين وأحماض دهنية، لاستخدامها كمصدر للطاقة، وخاصةً في الجهاز العظمي.

- يتركز استهلاك الجلوكوز على أنسجة الدماغ، ويقل في باقي الأنسجة.

- يستخدم الجلسرين لإنتاج كميات صغيرة من الجلوكوز، إلا أن معظم الجلوكوز يتكون من الأحماض الأمينية الموجودة في البروتينات.

- تستخدم بعض الأحماض الأمينية مباشرةً للحصول على الطاقة.



* المرحلة الثانية

- تستمر هذه المرحلة لعدة أسابيع، وتستخدم الدهون كمصدر رئيسي للطاقة في هذه العملية.

- يقوم كبد الشخص باستقلاب الأحماض الدهنية وتحويلها إلى أجسام كيتونية تُستخدم كمصدر للطاقة.

- بعد حوالي أسبوع من الصيام، يبدأ دماغ الشخص باستخدام الأجسام الكيتونية والجلوكوز كمصدرين للطاقة.

- تستخدم البروتينات غير الضرورية لبقاء الجسم أولاً.

• هل يمكن علاج الشخص من الجوع بعد مروره بهاتين المرحلتين؟

نعم، إذا لم تحدث مضاعفات مثل الجفاف يمكن علاجه مع الأخذ في الاعتبار، تجنب تغذيته بالأطعمة عالية السعرات، وقليلة البروتين، لاحتياج هذه الأطعمة لجهد في هضمها، والجسم في هذه المرحلة ليس لديه قدرة على استهلاك الطعام وإنتاج الطاقة، وبدلًا من ذلك يعطى أغذية وتحتوي على المعادن والفيتامينات بكميات قليلة، مما يوفر له كمية كبيرة من البروتين والسعرات الحرارية وتساعده على استعادة وزنه المفقود.

* المرحلة الثالثة

تبدأ هذه المرحلة بسبب استنزاف مخزون الدهون في الجسم، حيث يبدأ باستخدام البروتينات كمصدر رئيسي للطاقة، وفي هذه العملية، تستهلك العضلات بسرعة، باعتبارها المصدر الرئيسي للبروتين.

-تتحلل البروتينات الضرورية لوظائف الخلايا، ما يؤدي لتدهور وظائفها، وتصبح غير قادرة على العمل بشكل طبيعي، وتظهر في هذه الحالة أعراض مثل فقدان الوزن، والتشتت والارتباك وزيادة الحساسية للأمراض، بالإضافة إلى تشمل تقشر الجلد، وتغير لونه، تورم كبير في الأطراف السفلية ومنطقة البطن.

كيف تحدث الوفاة؟

لا يعد الجوع سببًا مباشرًا للوفاة، إلا في حالات نادرة، ولكن يسبب الجوع عددًا من المشاكل الصحية التي بدورها تنهي حياة الشخص الذي تعرض للمجاعة وهي كالتالي:

- النوبة القلبية

يعد عدم انتظام ضربات القلب أو النوبة القلبية، هو السبب الأكثر شيوعًا في حالات المجاعة، وتنتج عن تحلل الأنسجة المفرط الناتج عن مهاجمة الجسم لنفسه أو اختلال توازن الإلكتروليتات الحاد.

- الأمراض المناعية

يؤدي الجوع إلى النقص المفرط في المعادن والفيتامينات، ما يسبب ضررًا في الجهاز المناعي، مما يضعف الجسم مسببًا الوفاة.

- السعال

يسبب السعال نقصًا حادًا في الطاقة، بسبب نقص السعرات الحرارية والبروتين، مما يؤدي إلى انخفاض شديد في وزن الجسم مع انتشار العدوى.

- الكواشيوركور Kwashiorkor "سوء تغذية البروتين والطاقة"

مرض مشابه يُصيب الأطفال الذين يعانون من نقص البروتين والطاقة، مما قد يؤدي إلى تورم أنسجة الجسم وتضخم الكبد الدهني، ولهذا تنتفخ بطون الأطفال المعرضون للمجاعة، مما قد يوهم أحيانًا بحصولهم على تغذية جيدة.

* عوامل تزيد من فرص النجاة من الجوع

- العمر: الأطفال أكثر عرضة للوفاة من الكبار
- الجنس: حيث تعيش الإناث لمدة أطول من الذكور بالرغم من مرور الاثنين بتجربة الجوع.
- الوزن: الشخص السمين يتحمل فقدان حوالي 20% من كتلة جسمه، وهو بذلك يتحمل الجوع أكثر من النحيف، الذي يفقد 18% من كتلته.
-الماء: تزيد فرص النجاة من الموت جوعًا إذا توافر الماء.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك