يعرض المتحف المصري بالتحرير، مجموعة نادرة من الأواني الفخارية التي تعكس جانبًا مهمًا من حياة المصريين القدماء وعلاقتهم الوثيقة بالبيئة، خصوصًا نهر النيل الذي شكل مصدر الحياة والخصوبة عبر العصور.
وبحسب المتحف، تضم المجموعة المعروضة، قطع جرة فخارية فريدة، تزينت نقوشها بمشاهد طبيعية نابضة بالحياة، إذ تظهر قوارب بمجاديفها وكبائنها وسط المياه، تحيط بها الجبال في مشهد يحاكي البيئة المصرية القديمة، وأضيفت إليها زخارف نباتية تعبر عن رمزية الخصب والنماء المرتبطة بدورة النيل السنوية.
ومن بين القطع المميزة أيضًا طبق فخاري ذو قاعدة مسطحة صغيرة، يحمل على سطحه الداخلي زخارف هندسية وخطوطًا متقاطعة ترمز إلى حركة الأمواج ودورة المياه، ويكشف هذا التصميم عن إدراك المصري القديم لأهمية المياه ودورها الحيوي في استمرار الحياة.
كما يضم المعرض، أواني فخارية صُممت على هيئة طيور، تحمل دلالات رمزية وروحية خاصة في المعتقدات المصرية القديمة.
ورغم بساطة خاماتها المصنوعة من الفخار والأحجار، فإن هذه الأواني كانت تحظى بمكانة بارزة وظلت مستخدمة عبر مختلف العصور التاريخية؛ مما يؤكد قيمتها الثقافية والطقسية.
وتنتمي معظم هذه القطع إلى عصر ما قبل الأسرات، وهو ما يمنحها أهمية أثرية مضاعفة، إذ تكشف عن البدايات الأولى للفن التشكيلي المصري، وتوثق مراحل تطور الفكر الديني والبيئي في وادي النيل.
ويعد عرضها فرصة فريدة للزوار لاكتشاف العلاقة العميقة بين الإنسان المصري القديم والنهر الذي شكل حضارته.