الغموض يكتنف الضربة الأمريكية لإيران.. تقييمات استخباراتية متضاربة ومخاوف من تصعيد نووي - بوابة الشروق
الخميس 26 يونيو 2025 5:56 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

الغموض يكتنف الضربة الأمريكية لإيران.. تقييمات استخباراتية متضاربة ومخاوف من تصعيد نووي

محمد حسين
نشر في: الخميس 26 يونيو 2025 - 2:02 م | آخر تحديث: الخميس 26 يونيو 2025 - 2:02 م

أثارت صحيفة "الجارديان" البريطانية جدلًا واسعًا بعد نشرها معلومات مسربة من مصادر استخباراتية أمريكية تشير إلى أن الضربة التي نفذتها الولايات المتحدة على منشآت نووية إيرانية نهاية الأسبوع الماضي ربما لم تكن فعّالة بالقدر الذي أُعلن عنه رسميًا.

ففي تصريحات على هامش قمة الناتو في لاهاي، أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوجود "درجة من عدم اليقين" بشأن الأضرار التي لحقت بموقعي "فوردو" و"نطنز"، رغم استخدام قنابل خارقة للتحصينات. وبينما أكد أن التقديرات تشير إلى "ضرر بالغ"، عاد ليقول لاحقًا: "حدث دمار كامل"، مقارنًا الضربة بتأثير قنبلتي هيروشيما وناجازاكي.

تباين التقديرات وتصريحات متناقضة

وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجست، الذي كان برفقة ترامب، خفّف من حدة التفاؤل السابق بشأن نجاح الضربة، ووصف النتائج بأنها "متوسطة إلى شديدة". كما أعلن فتح تحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بشأن التسريبات، واعتبر المعلومات المسرّبة "غير صحيحة".

لكن تقريرًا لشبكة "CNN" نقل عن مصادر استخباراتية قولها إن التقييم الأولي لوكالة استخبارات الدفاع (DIA) يشير إلى أن الأضرار محدودة، وأن العديد من المكونات الحيوية في المنشآت المستهدفة، مثل أجهزة الطرد المركزي، يمكن استعادتها خلال أشهر.

وبحسب "الجارديان" و"واشنطن بوست"، فإن التقييم الاستخباراتي الحالي يصنّف ضمن "الثقة المنخفضة"، ما يعني احتمال تغيّره مع توفّر معطيات جديدة، بل إن مصدرًا أمنيًا توقع أن تكون الأضرار أقل مما ورد في التقارير الأولية.

تهريب اليورانيوم الإيراني ومخاوف من انسحاب نووي

من بين أبرز ما كشفته التسريبات، أن إيران نقلت نحو 400 كيلوجرام من اليورانيوم عالي التخصيب (بنسبة 60%) إلى مواقع غير معلومة قبل الضربة. ويُعتقد أن هذه المواقع سرية وتحت الأرض، مما يصعّب مراقبتها دوليًا.

هذا التطور أثار قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، التي حذرت من فقدان القدرة على تتبّع المواد النووية الإيرانية، محذّرة من "كارثة محتملة" إذا ما قررت إيران طرد المفتشين أو الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT)، في ضوء مناقشات برلمانية إيرانية حول هذا الخيار.

إسرائيل تعلن الرضا.. والعالم يتوجس

في المقابل، عبّر جيش الاحتلال الإسرائيلي عن ارتياحه لنتائج العملية، وصرّح المتحدث باسمه العميد أفيف ديفرين بأن الضربة "حققت نتائج أفضل من المتوقع"، مضيفًا أنها "دفعت البرنامج النووي الإيراني سنوات إلى الوراء".

ورغم هذا التفاؤل الإسرائيلي، فإن التباين بين التقييمات الأمريكية والإسرائيلية، وبين المؤسسات الاستخباراتية ذاتها، يعكس حالة من الغموض وعدم اليقين حول ما إذا كانت الضربة قد حققت أهدافها الاستراتيجية.

نظام عدم الانتشار النووي أمام اختبار حقيقي

تأتي هذه التطورات في وقت دقيق على الصعيد الدولي، حيث يتعرض نظام عدم الانتشار النووي لضغوط غير مسبوقة. فبينما تلوّح إيران بالخروج من المعاهدة، تتزايد المخاوف من تسارعها نحو إنتاج سلاح نووي، في ظل ضعف المراقبة الدولية والانقسام داخل الدوائر السياسية والاستخباراتية حول جدوى التدخل العسكري الأخير.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك