من ساقية الصاوي إلى المنارة.. كيف استقبلت القاهرة حفلات زياد الرحباني؟ - بوابة الشروق
الأحد 27 يوليه 2025 3:01 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

من ساقية الصاوي إلى المنارة.. كيف استقبلت القاهرة حفلات زياد الرحباني؟

محمد حسين
نشر في: السبت 26 يوليه 2025 - 5:37 م | آخر تحديث: السبت 26 يوليه 2025 - 5:37 م

رحل الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني، نجل الأيقونة فيروز، عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة، ترك خلالها بصمته العميقة في الموسيقى العربية والمسرح؛حيث كان امتدادا لحركة التجديد التي بدأتها عائلته في أربعينات القرن العشرين.

وتقدم الرئيس اللبناني جوزيف عون بتعازيه للسيدة فيروز والعائلة الرحبانية في فقيدهم الذي وصفه بأنه

صاحب رؤية فنية فريدة من خلال مسرحه الهادف وموسيقاه المتقدة بالإبداع المتناهي بين الكلاسيك والجاز والموسيقى الشرقية، كما فتح نوافذ جديدة في التعبير الثقافي اللبناني بلغ العالمية وأبدع بها، ستبقى أعماله الكثيرة والمميزة حيّة في ذاكرة اللبنانيين والعرب، تلهم الأجيال القادمة وتذكّرهم بأن الفن يمكن أن يكون مقاومة، وأن الكلمة يمكن أن تكون موقفًا.

وبقيت مصر في وجدان زياد الرحباني وعّبر عن ذلك في مناسبات مختلفة، وصفها في لقاء ببرنامج جملة مفيدة مع الإعلامية منى الشاذلي بأن لديه "عرقا" مصريا.

وكشف الرحبانى عن سبب قيامه بإعادة توزيع أغنية سيد درويش "أهو دا اللى صار" التى غنتها السيدة فيروز أول مرة بالقاهرة عام 1989، معلنا أنه بادر بتوزيع الأغنية لتقدمها فيروز فى آخر حفل فى القاهرة عام 1989كهدية للجمهور المصرى الذى أطلت عليه بعد غياب وقال "ظروف الحرب الأهلية منعتنى من مرافقة الفرقة آنذاك".

وأضاف الرحباني في لقاء تليفزيوني آخر على شاشة قناة ONTV ، مع الإعلامي يسري فودة في مارس2013 أن من بين الأغاني التي تأثر بها، أغنية "أصبح عندي الآن بندقية" لكوكب الشرق أم كلثوم، بالإضافة إلى أناشيد الإذاعة المصرية إبان النكسة عقب العدوان الإسرائيلي على الأراضي العربية عام 1967.

على مدى سنوات، ظل اسم زياد الرحباني حاضرًا في الوعي الثقافي المصري، من خلال تسجيلاته المسرحية وألحانه ذات الطابع الساخر والاحتجاجي، لكن لقاءه المباشر بالجمهور المصري ظل مؤجلًا حتى السنوات الأخيرة وأحيا خلالها عدد من الحفلات نستعرضها في التقرير التالى:

*على ضفاف النيل.. أول لقاء مع الجمهور المصري

في مارس 2010،كان الحفل الأول لزياد رحباني في مصر، والذى أقسم بقاعة النهر بساقية الصاوي، في افتتاح الدورة الثانية لمهرجان القاهرة للجاز.

وبحسب رويترز، وقدم الرحباني في الحفل الذي حضره أكثر من ألفي شخص واستمر نحو ساعتين العديد من أعماله الشهيرة التي تنوعت ما بين موسيقى جاز بحتة وأعمال غنائية على أنغام الجاز أداها كل من هاني عادل والمغنية السورية منال سمعان، وكانت السيدة فيروز الغائب الحاضر في الحفل الذي تضمن العديد من الأغاني الفيروزية الرائعة التي تجاوب الجمهور معها بدرجة كبيرة جداً.

* زيارة جديدة بعد ٣ سنوات

وبعد 3 سنوات من ذلك الحفل، حضر الرحباني للقاهرة مجددا في حفل ختام مهرجان القاهرة الدولي الخامس للجاز.

وكان من المزمع أن يقام الحفل على المسرح الرئيس في حديقة الأزهر بالقاهرة في تمام الساعة التاسعة والنصف، إلا أن زياد صعد على المسرح متأخرا بما يزيد عن الساعة، ورغم ذلك، ظل الجمهور ينادي مرددا اسمه، وبمجرد صعوده على خشبة المسرح أعرب عن سعادته بتواجده وسط الجمهور المصري.

*عودة إلى البيت بعد سفر طويل

جاءت العودة الكبرى للموسيقار اللبناني زياد الرحباني إلى مصر بعد غياب خمس سنوات من بوابة مركز المنارة بالقاهرة الجديدة، في أمسية استثنائية أقيمت يوم 30 نوفمبر 2018، حضرها حشد من نجوم الفن والإعلام ومحبّي الموسيقى من مختلف الجنسيات العربية.

اصطفّت أسماء بارزة بين الجمهور، من بينها شيرين عبد الوهاب، حسام حبيب، كارول سماحة، لطيفة، درة، غادة رجب، هايدي موسى، نهال نبيل، والشاعر بهاء الدين محمد، في مشهدٍ بدا أقرب إلى احتفاء جماعي بفنان طال انتظاره.

ومع صعود زياد إلى خشبة المسرح، برفقة أوركسترا ضخمة من 50 عازفًا ومنشدًا بقيادة المايسترو جورج قلتة، دوّت القاعة بعاصفة من التصفيق وهتافات الترحيب. افتتح الحفل بمقطوعته الشهيرة "شو هالأيام"، قبل أن يتنقّل بين أبرز معزوفاته وأغنياته التي طبع بها وجدان الجمهور العربي لعقود، منها:"قلتيلي حبيتك" – "أنا عم فكر أبقى أنا وياك" – "بصراحة" – "ولعت كتير" – "بعتلك يا حبيبي الروح" – "حبيتك تنسيت النوم".

امتد الحفل على مدى ثلاث ساعات كاملة تخللتها استراحة قصيرة، وسط أجواء من الدفء الفني والامتنان المتبادل. وفي كلمة مقتضبة من فوق المسرح، عبّر زياد عن سعادته البالغة بالعودة إلى القاهرة، قائلاً إن العزف أمام جمهورها "يُشبه العودة إلى البيت بعد سفر طويل".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك