كيف استخدمت إسرائيل برنامج ذكاء اصطناعي لإقناع ترامب بضرب إيران؟ - بوابة الشروق
الجمعة 27 يونيو 2025 9:18 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

كيف استخدمت إسرائيل برنامج ذكاء اصطناعي لإقناع ترامب بضرب إيران؟

محمد هشام
نشر في: الجمعة 27 يونيو 2025 - 5:26 م | آخر تحديث: الجمعة 27 يونيو 2025 - 5:26 م

كشفت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن شن الحرب الإسرائيلية على إيران وقرار الولايات المتحدة المشاركة فيها استند بقدر كبير إلى معلومات استخباراتية مبنية على تنبؤات برنامج للذكاء الاصطناعي قدمتها تل أبيب إلى البيت الأبيض، مشيرة إلى أن أجهزة المخابرات الأمريكية لم تتاح لها الفرصة للتأكد من صحتها.

** برنامج موزاييك

وأوضحت المجلة الأمريكية في تقرير مطول لها أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعاقدت مع شركة المراقبة العالمية "بالانتير" في عام 2015، لمساعدتها في مهمتها لمراقبة برنامج إيران لتطوير الأسلحة النووية. وكان جوهر هذه المهمة هو برنامج ذكاء اصطناعي يُسمى "موزاييك".

وبحسب المجلة، كانت الفكرة تقوم على وضع آلية إنفاذ أكثر فعالية لإشراف الوكالة على خطة العمل الشاملة المشتركة التي وضعتها إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما، فبدلا من قيام عشرات المحللين بفحص مئات إن لم يكن آلاف صور الأقمار الصناعية وتقييمات للأهداف مثل المنشآت النووية الإيرانية، أرادت الوكالة تبسيط العملية.
وأضافت المجلة أن "بالانتير" قدمت منتجا يمكن الوكالة من القيام بذلك تمثل في برنامج "موزاييك" المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والذي تبلغ تكلفته 50 مليون دولار، حيث يقوم بفحص أكثر من 400 مليون نقطة بيانات للتنبؤ بالمسارات النووية الإيرانية.

** كيف يعمل البرنامج؟

وبحسب المجلة الأمريكية، جرى تصميم هذا النظام التنبؤي للذكاء الاصطناعي في الأصل لمكافحة الإرهاب وللاستخدام في عمليات الاستخبارات، حيث يستخلص استنتاجات بناء على تحليلات بيانات صور الأقمار الصناعية، وسجلات التداول، والبيانات الوصفية، ومنشورات مواقع التواصل الاجتماعي المتعلقة بالهدف، وبالتالي فهو تقنية رائعة، على حد تعبيرها.

وتعد شركة "بالانتير" من أبرز المتعاقدين مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه".
وأوضحت المجلة الأمريكية أن إسرائيل استخدمت نسخة معدلة من البرنامج نفسه في حربها على قطاع غزة ولبنان، مشيرة إلى أن برنامج موزاييك مستوحى من النظام القديم الذي باعته شركة "بالانتير" للجيش الإسرائيلي.
وقد أطلق منتقدو برنامج موزاييك عليه اسم "تقرير الأقلية لليورانيوم"، في إشارة إلى فيلم "تقرير الأقلية"
للمخرج الأمريكي الشهير ستيفن سبيلبرج، والذي يعتقل فيه المجرمون ويعاقبون قبل وقوع جرائمهم. ووصف أحد النقاد البرنامج بأنه "ذريعة" لفرض عقوبات وضربات على إيران.

** مصدر معلومات تل أبيب ووسيلة إقناع ترامب

ونوهت المجلة الأمريكية إلى أنه بعد وصول الحرب بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة وإيران من جهة أخرى إلى نهاية مؤقتة، يتساءل الكثيرون عن سبب اندلاع الحرب ومتى وكيف؟.
وأشارت المجلة إلى أن تولسي جابارد، مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية، ذكرت في شهادتها أمام الكونجرس خلال مارس الماضي أن تقييم أجهزة المخابرات الأمريكية يفيد بأن إيران لا تمتلك أسلحة نووية، وأن طهران تخلت عن السعي لامتلاك أسلحة نووية منذ عام 2003.
ولكن بعد نحو ثلاثة أشهر من تلك الشهادة، قدمت إسرائيل معلومات استخباراتية جديدة إلى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووفقا لمعظم مصادر المخابرات الأمريكية، لم تمنح أي من أجهزة المخابرات الأمريكية الفرصة للتحقق من المعلومات الإسرائيلية، فضلا عن الاستفسار عن مصدرها الحقيقي وبالتالي عن صحتها.
من جهته، قال الدبلوماسي البريطاني السابق أليستير كروك إن المعلومات الاستخباراتية التي استخدمتها تل أبيب لإقناع البيت الأبيض بخطر الأسلحة النووية الإيرانية الوشيكة مستقاة من تحليل بيانات وصفية أجراه برنامج موزاييك التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وبحسب كروك، كان قرار مجلس محافظي الوكالة بشأن "عدم امتثال" إيران لالتزامتها النووية في 12 يونيو الجاري بمثابة مقدمة مخطط لها لضربة إسرائيل المفاجئة على طهران في اليوم التالي.
ورجحت المجلة الأمريكية أن نظام الذكاء الاصطناعي التنبؤي "موزاييك" لعب دورا رئيسيا في إقناع ترامب- الذي كان مترددا-، بأن الوقت المناسب لضرب إيران هو يوم 13 يونيو.
ورأت "ناشيونال إنترست" أن شن حرب إقليمية كبرى على أساس تنبؤات الذكاء الاصطناعي يبدو خطيرا للغاية خاصة وأن الذكاء الاصطناعي في حد ذاته تقنية جديدة نسبيا ولا تزال قيد التطوير، موضحة أنه لا توجد أدنى فكرة عن مدى فعالية هذه التقنية في التنبؤ بتطوير الأسلحة النووية في دولة غامضة وغير قابلة للتنبؤ بطبيعتها مثل إيران، على حد تعبيرها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك