اختُتمت فعاليات الملتقى والمعرض الدولي الثاني للزراعات الذكية والزراعة الخضراء "أجري تك 2025"، مساء أمس الخميس، والمنعقد خلال الفترة من ٢٤ إلى ٢٦ يونيو الجاري؛ تحت رعاية وزارات (الزراعة - التخطيط - الري - البيئة - التعاون الدولي).
كما شهد المعرض مشاركة واسعة من دول عربية وإفريقية وأوروبية عبر نخبة من المسؤولين والخبراء الدوليين وممثلي المنظمات والشركات المعنية بالتنمية الزراعية والتكنولوجية.
وافتتح رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، الدكتور علاء عزوز، فعاليات الملتقى نيابة عن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بحضور الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء، والسفير هشام بدر المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، ومسؤولي الاتحاد الأوروبي والوكالة الألمانية للتعاون الإنمائي "GIZ"، والوكالة الإيطالية للتعاون، بالإضافة إلى ممثلي سفارتي هولندا وفنلندا.
كما حضر الملتقى الدكتور علي شمس الدين، رئيس جامعة بنها الأسبق ورئيس اللجنة المنظمة للملتقى، والدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين، ووفود رسمية وخبراء من أكثر من ١٢ دولة، وممثلين عن منظمات إقليمية ودولية كالاتحاد الأوروبي، و"أكساد"، و"إيفاد"، وبرنامج الأغذية العالمي، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية.
وأكد الدكتور علي شمس الدين، رئيس اللجنة المنظمة للملتقى، نجاح "أجري تك 2025" على مدار ٣ أيام في تحقيق عدة أهداف استراتيجية، موضحًا أن الملتقى تحول إلى منصة عملية لتبادل الخبرات والتجارب الدولية في مجالات الزراعة الذكية.
ولفت إلى أن الملتقى ضم جلسات نوعية بنقاشات معمقة حول التكامل العربي الإفريقي الأوروبي، وتوسيع تبني التكنولوجيا الحديثة، إلى جانب قضايا إزالة الكربون، واستعراض نماذج رائدة في الزراعة الرقمية، والرصد البيئي، والطائرات بدون طيار.
كما شدد شمس على أهمية تفعيل الشراكات بين القطاعين العام والخاص في التعليم الزراعي والتدريب المهني، بطرح مبادرات واقعية لتطوير الكليات والمدارس الزراعية.
وأضاف شمس الدين أن الملتقى أسس لخارطة طريق أولية لمشروعات التعاون المستقبلي، وحدد أولويات فنية وتمويلية قابلة للبناء عليها في الدورات المقبلة، مشيرًا إلى أن "أجري تك" بات ملتقى سنويًا جامعًا للمعنيين بمستقبل الزراعة الذكية والخضراء في مصر والمنطقة.
وقدم المشاركون خلال الملتقى رؤية شاملة لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لإنتاج التقاوي، من خلال جلسة رئيسية شاركت فيها السفارة الهولندية وعدد من كبرى الشركات العاملة في القطاع الزراعي، أدارها تيخو فيرمولين المستشار الزراعي بسفارة هولندا، وتناولت كسر الحواجز وبناء جسور التعاون الدولي.
فيما ناقش الحضور تجارب التعاون المشترك في مجال التكنولوجيا الزراعية، والتحديات التي تواجه تطبيق التكنولوجيا الخضراء في الدول النامية.. كما تضمنت الفعاليات جلسة أدارها الدكتور سعد نصار أستاذ الاقتصاد الزراعي ومحافظ الفيوم الأسبق، تناولت التحديات الاقتصادية المرتبطة بالتحول نحو الزراعة الرقمية والمستدامة، وناقشت سبل زيادة الإنتاج والتصدير الزراعي عبر الزراعة الدقيقة وترشيد استهلاك المياه والطاقة.
وفي اليوم الثاني؛ ناقش الملتقى قضايا الأمن الغذائي والزراعة الذكية في ظل التغيرات المناخية، وأحدث التقنيات المتاحة كأجهزة الاستشعار وأنظمة الري الذكي، في جلسة ترأسها البروفيسور أسامة ريس، رئيس ريادة الأعمال بالمنظمة العربية للتنمية الزراعية.
كما خُصصت جلسة موسعة لإنتاج التقاوي، برئاسة الدكتور ماهر المغربي نائب مدير مركز البحوث الزراعية للإنتاج، بينما ألقى الدكتور شريف محمدي، رئيس المركز القومي لبحوث المياه، جلسة حول كفاءة استخدام الموارد المائية وترشيد الطاقة، والتحول إلى الطاقة الجديدة والمتجددة، وذلك بمشاركة نخبة من خبراء الري والطاقة ووكالة الفضاء المصرية، بالإضافة إلى جلسات أخرى ناقشت استخدامات الطاقة المتجددة في الزراعة.
وناقش الملتقى في ختامه جلسة نقاش مفتوحة، ترأسها الدكتور علي شمس الدين، رئيس اللجنة المنظمة للملتقى، حول توافر الموارد البشرية المؤهلة للتحول الزراعي، وتطوير التعليم والتدريب الزراعي في إطار الاستراتيجية الوطنية للتعليم.
وعرض محاور الجلسة الدكتورة منى هجرس، الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للجامعات، والدكتور عبدالغني الجندي رئيس قطاع الزراعة بالمجلس، والدكتورة شيماء ممدوح نائب وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم الفني، وأوصى المشاركون بالتوسع في إنشاء المدارس التكنولوجية التطبيقية وتطوير كليات الزراعة للتحول الرقمي.
وشارك في الجلسة ممثلو الشركاء الدوليين، وتناولت أيضًا أولويات التعاون، وفرص التمويل، وتحديد خطوات تنفيذية للمشروعات المستقبلية، مع التأكيد على أن التكامل العربي الإفريقي هو ركيزة أساسية لتحقيق تحول زراعي شامل ومستدام.
وأجمع المشاركون على أهمية استمرار انعقاد "أجري تك" بشكل سنوي في النصف الثاني من شهر يونيو، وعلى هامش الملتقى، أُقيم معرض خاص بأحدث التقنيات في مجال الزراعة الذكية، وضم ندوات ومحاضرات ولقاءات جمعت المنتجين والمزارعين بمسؤولين دوليين، ناقشوا خلالها قضايا الأمن الغذائي والزراعة الحديثة والمناخ والطاقة.