أنقذت العناية الإلهية ثم رجال الإسعاف وأطباء مستشفى الهرم، عاملًا (سباكًا) من موت محقق، بعد إصابته البالغة إثر استقرار نصل صاروخ معدني حاد في عنقه، أثناء عمله داخل شقة تحت التشطيب بأحد الأبراج السكنية في حي الهرم بالجيزة.
البداية كانت بتلقي هيئة الإسعاف المصرية بلاغًا متضاربًا حول الواقعة، ما بين أنباء عن وفاة العامل وأخرى عن إصابته الحرجة.
وفي استجابة عاجلة، انطلقت سيارة إسعاف بقيادة شادي حسني والمسعف باسم جمال عبد العظيم إلى موقع الحادث، حيث وجدا العامل غارقًا في دمائه داخل شقة بالطابق الحادي عشر، وقد اخترق صاروخ معدني حاد رقبته، وسط ذهول الأهالي.
دون تردد، بدأ الطاقم الإسعافي في تأمين مكان الإصابة عبر الضمادات والأربطة، مع الحرص الشديد على تثبيت الصاروخ وعدم تحريكه.
وباستخدام نقالة متحركة، خاض المسعفان رحلة دقيقة وشاقة لإنزال العامل من الطابق المرتفع، وسط تعاون من الأهالي، وتحدٍ كبير لتفادي أي حركة قد تؤدي إلى وفاته الفورية.
وعلى الرغم من زحام شارع الهرم، أطلق رجال الإسعاف نداء استغاثة عبر اللاسلكي لتجهيز الطواقم الطبية في مستشفى الهرم، التي استعدت لاستقبال الحالة الحرجة.
وفور وصول المصاب، تم التعامل السريع معه من قبل الأطباء، حيث جرى نقله مباشرة إلى غرفة العمليات.
نجح الفريق الطبي في إجراء جراحة عاجلة لفصل الصاروخ وإنقاذ حياة العامل، بينما ظل رجال الإسعاف يتابعون حالته لحظة بلحظة، حتى استقرت.
وفي وقت لاحق، أعرب العامل عن امتنانه الشديد لمن أنقذوا حياته، مؤكدًا أنه كان يشعر بمحاولاتهم المخلصة لإنقاذه أثناء وعيه المتقطع.
الواقعة وثّقت بطولة طاقم الإسعاف وتكامل الجهود بين المسعفين والمواطنين والأطقم الطبية، في نموذج إنساني مشرّف للجهود الميدانية في إنقاذ الأرواح.