مسلسل المحامي يفضح إسرائيل.. دراما تمنح غزة الكلمة في ساحة العدالة - بوابة الشروق
الخميس 29 مايو 2025 10:46 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

مسلسل المحامي يفضح إسرائيل.. دراما تمنح غزة الكلمة في ساحة العدالة

بيروت - الأناضول
نشر في: الأربعاء 28 مايو 2025 - 1:17 م | آخر تحديث: الأربعاء 28 مايو 2025 - 1:21 م

- مؤخرا اكتمل في لبنان تصوير مسلسل "المحامي" الذي تدور أحداثه داخل قاعة محكمة دولية افتراضية حيث تُفتح ملفات جرائم إسرائيل ومجازرها خلال إبادتها المستمرة للفلسطينيين في غزة
- منتج المسلسل عدي عزي: كل حلقة من "المحامي" تركز على واقع معين نتيجة المجازر والمسلسل يمنح الكلمة لمن لم تُسمع شهاداتهم في ساحات العدالة العالمية وهو أقل واجب نقدمه لأهلنا في غزة
- مخرج المسلسل إيلي رموز: "المحامي" سيحظى باهتمام كبير في العالم العربي خاصة أننا قبل الانتهاء من إعداده تلقينا عروضا من العديد من القنوات التلفزيونية التي تريد عرضه
- الممثل السوري سامي نوفل أحد أبطال "المحامي": هدفنا دعم قضية قطاع غزة لأنه من الممكن أن تتكرر معاناة سكانه اليوم في جزء آخر من العالم وما يحدث هو هجوم ممنهج على تاريخ المنطقة

 

في خطوة فنية جريئة تشتبك مع مأساة إنسانية يومية غير مسبوقة، اكتمل في لبنان مؤخرا تصوير المسلسل الجديد "المحامي".

"المحامي" دراما تسلط الضوء على جرائم الإبادة الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة للشهر العشرين على التوالي.

والمسلسل، وفق القائمين عليه، أول عمل درامي يتناول بعض جوانب إبادة غزة منذ عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023.

وفي ذلك اليوم، هاجمت "حماس" 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين ردا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى"، حسب الحركة.

وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، بدعم أمريكي مطلق، حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

هذه الإبادة خلفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

ووسط تلك الإبادة المباشرة على الهواء يوميا، تدور أحداث مسلسل "المحامي"، حسب حديث القائمين عليه للأناضول، داخل قاعة محكمة دولية افتراضية، حيث تُفتح ملفات جرائم إسرائيل ومجازرها بحق الشعب الفلسطيني، لا سيما في غزة.

ويتتبع المسلسل جلسات هذه المحكمة الرمزية، ويمثل محامي الادعاء الفلسطيني ومساعدته صوت الضحايا، في مواجهة محامي الدفاع الإسرائيلي ومساعدته اللذين يحاولان التهرب من مسؤولية الجرائم.

ويُستدعى في كل حلقة شهود فلسطينيون من غزة، وأحيانا شهود إسرائيليون، لتقديم إفاداتهم عن وقائع حقيقية جرت خلال الإبادة المستمرة.

يعتمد "المحامي" على أسلوب درامي يمزج بين التوثيق والتمثيل، ويمنح الكلمة لمن لم تُسمَع شهاداتهم في ساحات العدالة العالمية.

المسلسل لا يخفي انحيازه الأخلاقي والإنساني للقضية الفلسطينية، بل يسعى إلى إنصافها من خلال الفن، وكشف زيف روايات إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، التي تعمل منذ عقود على طمس الحقيقية.

** رسالة للعالم

منتج "المحامي" عدي عزي قال للأناضول إن "موضوع المسلسل واقعي حساس، وخاصة أنه يتحدث عن القضية الفلسطينية".

وأضاف أنه يركز "خاصة (على) ما يحصل اليوم في قطاع غزة، والمجازر التي تحصل هناك، وهو رسالة للعالم وليس للعرب فقط".

وتابع أن "المسلسل يتألف من 30 حلقة، ولكل حلقة حكاية تتحدث عن واقع معين نتيجة المجازر التي حصلت وما زالت مستمرة، وخاصة الأطفال الذين يُقتلون".

وفي 22 مايو الجاري، أفادت وزارة الصحة في غزة بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل 16 ألفا و503 أطفال فلسطينيين خلال الإبادة الجماعية.

وعن سبب اختيارهم اسم "المحامي" قال عزي: "لأننا لم نرَ أي أحد نوه أو تحدث أو دافع عن أهالي غزة (في مواجهة) المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الأطفال والنساء والأبرياء".

واعتبر أن "مسلسل المحامي يمنح الكلمة لمن لم تُسمَع شهاداتهم في ساحات العدالة العالمية، وهو أقل واجب ممكن أن نقدمه لأهلنا في غزة".

** ضغوط كثيرة

وعن طاقم العمل، قال عزي إنه "شارك في العمل ممثلون من أنحاء الوطن العربي، من الأردن ومصر ولبنان وسوريا، وبعض النجوم لم يرضوا بأخذ مقابل مادي كون المسلسل يتحدث عن معاناة غزة".

وتابع: "هناك ممثلون آخرون عندما عرضنا عليهم العمل في هذا المسلسل رفضوا، فهم يرون أن مسلسلا يتناول قضية كهذه، وخاصة الفلسطينية، يعتبر حساسا فاعتذروا منا".

عزي أردف أن "فريق العمل واجه كثيرا من الضغوط بسبب موضوع المسلسل، وهذا الشيء اعتبرناه حافزا للاستمرار في العمل حتى النهاية".

وعن أشكال الضغوط، أوضح أن "هناك ضغوطا خارجية إذ كانت تأتي الاتصالات على شكل نصائح لتثني عن هذا العمل، لأنه (حسب اعتقادهم) مشروع خاسر ولن يجد طريقه للعرض ولن يدعمه أحد، وخاصة في هذه الأجواء".

واستطرد: "وضغوط داخلية نتيجة أن التصوير سيتم في مكان واحد وعدد الممثلين كان كبيرا، وساعات التصوير كانت أكثر من 17 ساعة يوميا".

وأكد أن "الممثلين تقمصوا الشخصيات، وخاصة الممثل (السوري) جوان خضر، الذي عارض في البداية تقمص شخصية محامي الدفاع عن إسرائيل، وخاصة أنه (جوان) يعتبر أن القضية الفلسطينية تعني له الكثير".

وزاد: "أما الممثل (الأردني) منذر رياحنة بطل المسلسل فكان متقمصا لدوره كمحامي الدفاع عن القضية الفلسطينية، وخاصة أنها تعني له الكثير، وخاصة أنه رفع العلم الفلسطيني في مهرجان كان".

عزي أشار إلى أن "المسلسل سيعرض قريبا عند الانتهاء من الأعمال الفنية الأخرى (مثل المونتاج) خلال أشهر، وسيكون على الشاشات".

** محاكمة دولية لإسرائيل

أما المخرج إيلي رموز فقال للأناضول إن "المسلسل يُجسّد محكمة دولية تُحاكم جرائم الحرب الإسرائيلية".

وتابع: "تقدم كل حلقة شهادة حقيقية من غزة، مدعومة بأدلة توثّق التدمير الممنهج للمساجد والكنائس والمستشفيات".

كما "نوثّق جرائم التطهير العرقي كي تبقى سجلا للأجيال القادمة والرسالة واحدة: العدالة للإنسان الفلسطيني"، حسب رموز.

وأكد أن "جميع قصص المسلسل مستوحاة من وقائع حقيقية، بما في ذلك قصف المسجد العمري (ذوي الـ700 عام) وكنيسة القديس برفيريوس، و(هما استهدافان) يعتبران جزءا من الهجوم على تاريخ المنطقة".

ورغم اختلاف قصص المسلسل في كل حلقة، قال رموز إن "الرسالة التي يُراد إيصالها في المسلسل عموما واحدة، لكن كل حلقة تُمثل حدثا بحد ذاته. قصف المستشفى الأهلي المعمداني، واستهداف الكنيسة، والمجازر التي تُرتكب".

وعن الممثلين في المسلسل، قال: "اخترنا أسماء مشاهير من دول عربية مثل مصر وسوريا والأردن، بالإضافة إلى لبنان".

وأضاف أن هدف مسلسل "المحامي" هو "تذكير العالم بجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ارتكبت في غزة".

رموز رجح أن "المسلسل سيحظى باهتمام كبير في العالم العربي، وخاصة أننا قبل الانتهاء من إعداده تلقينا عروضا من العديد من القنوات التلفزيونية التي تريد عرضه".

و"المحامي" من إنتاج عدي عزي، وسيناريو الكاتب وسيم العلي، وإخراج إيلي رموز، والمنتج الفني سامي عبد الكريم.

ومن بين الممثلين أيضا: مروة الأطرش وختام اللحام وياسر البحر وتاتيانا مرعب وسامي نوفل.

** قضية إنسانية عالمية

وحسب الممثل السوري سامي نوفل، فإن ما يحدث في قطاع غزة هو "أزمة إنسانية أصبحت قضية عالمية".

وقال نوفل للأناضول إن "المسلسل يقدم محاكمة للجرائم المرتكبة في غزة أمام محكمة دولية فيها محامون يدافعون عن الجانب الفلسطيني وإسرائيل".

وأوضح أن "كل حلقة من المسلسل تحمل قصة موثقة، وكل وثيقة هي شهادة الناجين من المجازر والهجمات في غزة".

وتابع أن "هدفهم دعم قضية قطاع غزة من خلال هذا العمل، لأنه من الممكن أن تتكرر المعاناة التي يعيشها سكان غزة اليوم في جزء آخر من العالم".

نوفل أكد أن "ما يحدث في غزة هو هجوم ممنهج على تاريخ المنطقة".

ولفت مثلا إلى قصف إسرائيل المسجد العمري الكبير، الذي يعود تاريخه إلى 600-700 عام، وكنيسة القديس برفيريوس التي يعود تاريخها إلى ألف عام.

و"هناك آلاف القصص على مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة العالمية عن الجرائم والمجازر التي ارتكبت في غزة، وبالتالي فإن آلاف الحلقات لن تكفي لإنتاج دراما تروي هذه القضية"، كما ختم نوفل.

** تحد للقوانين الدولية

ما سبق هو ما تحاول الدراما توثيقه وفضحه، خاصة أن إسرائيل في الواقع تتحدى القوانين والمؤسسات الدولية بمواصلتها إبادة غزة، رغم المساعي المكثفة لملاحقتها في المحاكم الدولية.

ففي 21 نوفمبر 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

وقبلها أصدرت محكمة العدل الدولية في 28 مارس و26 يناير 2024، مجموعتين من التدابير المؤقتة طلبتها جنوب إفريقيا قي قضية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة.

ومن بين هذه التدابير ضرورة توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها دون عوائق، فضلا عن الإمدادات والرعاية الطبية للفلسطينيين في جميع أنحاء غزة، لكن إسرائيل تتجاهل تلك التدابير.

وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك