حوار| سلوى محمد علي: لا أؤمن بالرسائل المباشرة.. والفن مرآة للحياة وليس منصة وعظ - بوابة الشروق
الأحد 29 يونيو 2025 3:55 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من أفضل فريق عربي في دور المجموعات بمونديال الأندية؟

حوار| سلوى محمد علي: لا أؤمن بالرسائل المباشرة.. والفن مرآة للحياة وليس منصة وعظ

حوار ـ إسراء زكريا:
نشر في: السبت 28 يونيو 2025 - 8:21 م | آخر تحديث: السبت 28 يونيو 2025 - 8:21 م

• كراهية الجمهور لى فى مسلسل «فات الميعاد» دليل نجاح .. و«عبلة» ضحية مجتمع وتربية وليست شريرة
• مشاهد الضرب هى الأصعب.. وتأثرت بها نفسيا وجسديا

تجسد الفنانة سلوى محمد على فى مسلسل «فات الميعاد»، الذى يعرض حاليا على قناة دى إم سى، شخصية «عبلة» وهى أرملة تعول ثلاثة أبناء، وتفرض سطوتها العاطفية والعائلية على حياتهم وحياة شركائهم، تحت شعار الحب والواجب الأسرى.

المسلسل الذى تدور أحداثه فى 30 حلقة، يفتح ملفات مجتمعية شائكة بجرأة وواقعية، من بينها قضايا الطلاق، والميراث، والعنف الأسرى، كما يغوص فى طبقات نفسية دقيقة للعلاقات الإنسانية، متتبعا كيف تتحول العاطفة أحيانا إلى عبء يُثقل كاهل المحيطين.

المسلسل يشارك فى بطولته أحمد مجدى، وأسماء أبو اليزيد، ومحمد على رزق، ومحمود البزاوى، وحنان سليمان، وهو من تأليف عاطف ناشد، وإسلام أدهم، وناصر عبد الحميد، وإخراج سعد هنداوى.

تقول سلوى محمد على، لـ «الشروق» عن سبب حماسها للمشاركة فى مسلسل «فات الميعاد»:

بمجرد أن قرأت السيناريو، شعرت أننى أمام شخصية مكتوبة بعناية وصدق، وكنت على يقين بأننى أرغب فى تقديمها، وتضاعف حماسى لأن العمل يجمعنى بمخرج أثق به كثيرا مثل سعد هنداوى، وبشركة إنتاج لها سجل حافل من النجاحات.

< ألم تتخوفى من تقديم شخصية سلبية قد يكرهها الجمهو؟

ــــ على العكس، لم أتردد مطلقا، لأننى أؤمن أن الجمهور أصبح أكثر وعيا ويدرك تماما أن ما يعرض على الشاشة هو تمثيل، والحقيقة أن كراهية الجمهور للشخصية وتفاعلهم معها عبر وسائل التواصل الاجتماعى، أعتبره دليلا على نجاح الدور وصدق الأداء، لأنها وصلت إليهم وأثارت فيهم مشاعر حقيقية.

< «عبلة» شخصية تتحكم فى أبنائها وشركاء حياتهم وتفرض سطوتها عليهم.. كيف تعاملت مع هذه التركيبة النفسية المعقدة؟

ـــــ تعاملت مع «عبلة» من منطلق واقعى، لأننى رأيت شخصيات مشابهة فى محيطى، وإن لم أعش تلك التجربة شخصيا، ومجتمعاتنا العربية ما زالت تعانى من هيمنة الفكر الذكورى، الذى يمنح البعض، رجالا ونساء، شعورا زائفا بأن لهم الحق فى فرض آرائهم على الآخرين، و«عبلة» واحدة من تلك النماذج التى نشأت فى بيئة تمنحها شرعية التدخل والسيطرة.

<هل تعاطفت مع «عبلة»؟ أم رأيتها نموذجا سلبيا بالكامل؟

ــــ بكل تأكيد، شعرت بتعاطف معها، فلا يمكن لأى ممثل أن يؤدى دورا بإقناع إذا لم يشعر بتعاطف حقيقى تجاه الشخصية؛ وعبلة ليست شريرة بطبيعتها، بل هى نتاج لبيئة وتربية وثقافة معينة من وجهة نظرها، فهى تقوم بما تراه طبيعيا وصحيحا، وأنا كممثلة، مهمتى أن أبحث عن الدوافع لا أن أحكم على الشخصية.

< وماذا عن أوجه التشابه والاختلاف بينك وبين الشخصية؟

ــــ التشابه لا يتعدى كوننا بشرا نتصرف وفقا لما نشأنا عليه، وحسب ما تلقيناه من تربية وتعليم، وكل شخص فى النهاية هو مرآة لبيئته وخلفيته الثقافية، ولكن على المستوى الشخصى لا أرى أننى قريبة من طريقة تفكير «عبلة» وسلوكها.

< ما أصعب مشهد قمت بتصويره بالمسلسل؟ وما مدى تأثيره النفسى عليك؟

ــــ أصعب المشاهد بالنسبة لى كانت تلك التى تتضمن عنفا جسديا، خصوصا الضرب، ورغم أنها غير حقيقية فى أغلبها، إلا أن تنفيذها يتطلب واقعية شديدة، وفى بعض الأحيان يحدث احتكاك فعلى، ما يجعلها مرهقة نفسيا وجسديا فى آن واحد.

< كيف تصفين التعاون مع المخرج سعد هنداوى؟

ـــــ التعاون مع المخرج سعد هنداوى كان ثريا للغاية، فهو يعرف كيف يستخرج من الممثلين طاقاتهم القصوى، ويحفزهم على الغوص فى أعماق الشخصية، ونحن كممثلين نحمل بداخلنا مشاعر مكبوتة وغضبا دفينا، وعندما نجد مخرجا قادرا على توظيف هذه المشاعر فى خدمة الدور، فإننا نكون محظوظين به وممتنين له، وعموما روح من التفاهم الفنى العالى سادت فريق العمل، وكان لهذا أثر كبير على جودة النتيجة النهائية.

< مَن من زملائك فاجأك أداؤه خلال التصوير؟

ــــ أحمد مجدى أدهشنى كثيرا، وأرى أن هذا الدور من أبرز ما قدمه حتى الآن، ووضعه بقوة فى مصاف الممثلين الكبار، كما أننى أحب أسماء أبو اليزيد، التى أرى فيها واقعية الأداء وملامح مصرية مميزة، ولا سيما عينيها المعبرتين، كذلك أعتز بزملائى محمد على رزق، ومحمود البزاوى، وحنان سليمان، الذين تجمعنى بهم عشرة عمر واحترام كبير.

< هل تعتقدين أن شخصية الأم المسيطرة قابلة للتغير فى ظل التوعية المجتمعية؟

ــــ أرجو ذلك، ولكن أعتقد أن التغيير لن يكون سريعا، وللأسف، لا تزال مجتمعاتنا تحتفى بإنجاب الذكور على حساب الإناث، وهذه الثقافة تغذى شعور الأم بالتميز والسيطرة.. التغيير ممكن، لكنه يحتاج إلى وعى وتربية جديدة، وهذا أمر يستغرق وقتا.

< المسلسل حقق تفاعلا واسعا منذ عرض حلقاته الأولى.. هل توقعت هذا النجاح؟

ـــــ كنت أتوقع أن يحظى العمل باهتمام، نظرا لجودة النص والإخراج، لكن التفاعل الكبير فاق توقعاتى، ومن أطرف التعليقات التى وصلتنى عبر مواقع التواصل الاجتماعى: «ما كانش العشم يا خالة خيرية!»، وهو ما أسعدنى كثيرا؛ لأنه يعكس اندماج الجمهور مع شخصية «عبلة»، كما يؤكد أن الدور الذى لعبته فى حلقات «عالم سمسم» ما زال حاضرا فى وجدان أجيال.

< ما الرسالة التى تأملين أن تصل إلى الجمهور من خلال «فات الميعاد»؟

ــــ لا أؤمن بأن الفن يجب أن يحمل رسالة بالمعنى التقليدى، فهو مرآة للحياة غايته الجمال، وطرح وجهات نظر مختلفة، وليس أن يلعب دورا توجيهيا أو تربويا بالضرورة، فالفنان فى وجهة نظرى ليس قدوة، بل إنسان مثل الآخرين بالمجتمع، يخطئ ويصيب، وما يهمنى هو جودة النص، وصدق الشخصية، ورؤية المخرج، وتكامل عناصر العمل.

< ما مشاريعك الفنية المقبلة؟

ــــ أعمل حاليا على تحضير عرض مسرحى مونودراما، لا يزال فى طور الكتابة، لا أرغب الآن فى الكشف عن تفاصيله، لكنه سيكون مختلفا عن كل ما قدمته من قبل.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك