في شهادة مؤلمة تفيض بالحزن والأمل في آن واحد، روت إحدى الفتيات الناجيات من حادث الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية، تفاصيل ما تتذكره من اللحظات الأخيرة قبل المأساة التي أودت بحياة 19 فتاة من قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف، وأسفرت عن إصابة أخريات.
وقالت المصابة، بعد خروجها من المستشفى: "مش فاكرة غير وأنا في الشما في الميكروباص، كنت قاعدة في الكنبة الأخيرة، ومش فاكرة إننا طلعنا على الطريق الإقليمي خالص، غير لما حصل الحادث، كنت بتكلم مع بنت خالي، وفُقت لقيت نفسي مرمية على الأسفلت، وبعد كده أُغمي عليا تاني.”
وتابعت: "كانت قاعدة جنبي شروق بنت خالي، اللي اتوفت في الحادث… وبعد كده فوقت تاني بس كنت في عربية الإسعاف، ولما فتحت عيني لقيت آيات، بنت عمي، معايا، وبعدها فقدت الوعي تاني.”
وعن أحلامها التي بدأت في أولى خطواتها، قالت الفتاة: "دي أول سنة أطلع فيها شغل، كنت بحلم أعمل معادلة وأدخل كلية التجارة، ونزلت الشغل عشان أقدر أجيب فلوس المعادلة وأحقق حلمي.”
وأضافت بصوت مفعم بالأمل رغم المأساة: “بتمنى أنا وآيات وكل البنات المصابين نخف ونرجع نتحرك تاني.. نفسي أعمل المعادلة وأدخل الكلية إن شاء الله.”
وتُعد هذه الشهادة واحدة من عشرات القصص المؤثرة خلف هذا الحادث المفجع، الذي هزّ مشاعر أهالي المنوفية وكل من تابعوا تفاصيله، وفتح الباب واسعًا للحديث عن سلامة الطرق وأمان وسائل النقل للعمالة البسيطة، وخاصة الفتيات في مقتبل العمر.
وكان حادث تصادم مروع قد وقع صباح أمس الجمعة، على الطريق الإقليمي في نطاق مركز أشمون بمحافظة المنوفية، بين سيارة نقل ثقيل (تريلا) وميكروباص يقل عددًا من الفتيات العاملات من أبناء قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف.
وأسفر الحادث عن مصرع 19 شخصًا، بينهم 18 فتاة تتراوح أعمارهن بين 14 و18 عامًا، وإصابة 3 آخرين، في واحدة من أبشع الحوادث التي شهدتها المحافظة خلال السنوات الأخيرة، حيث كانت الفتيات في طريقهن إلى العمل.
وأثار الحادث حالة من الغضب الشعبي الواسع داخل القرية، ومطالبات متكررة من الأهالي بإصلاح الطريق الإقليمي أو إغلاقه لحين تأمينه، خاصة في ظل وصفه من قِبل السكان المحليين بـ”طريق الموت”.