• مؤكدين أنه لا مؤشرات على تغير في المواقف، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"
أعرب مسؤولون إسرائيليون، السبت، عن استغرابهم من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدين أنه لا مؤشرات على تغير بمواقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مسؤولين مطلعين على محادثات صفقة التبادل، دون تسميتهم، استغرابهم من تصريحات ترامب في ظل عدم وجود "مؤشرات على تغير بموقف حماس ونتنياهو"، واصفين إياها بأنها "أمنية سياسية لا أكثر".
وأكدت حماس مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة، كما تقول المعارضة الإسرائيلية.
وبحسب المسؤولين، فإن الإدارة الأمريكية تدفع باتجاه "صفقة شاملة" تشمل وقف إطلاق النار، وإعادة الأسرى الإسرائيليين، وإنهاء الحرب، تمهيدا لتوسيع اتفاقيات التطبيع في المنطقة.
وذكر المسؤولون أنهم لا يفهمون الأساس الذي يستند إليه تفاؤل ترامب، بعدما قال خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، الجمعة، إن "الوضع في غزة مروع"، وإنه "ربما سيتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة خلال الأسبوع المقبل".
وأكدوا أنهم لم يتلقوا أي بلاغ مسبق بحدوث اختراق بمفاوضات صفقة التبادل.
وأوضحوا أن هناك اتصالات تجري في الكواليس بوساطة مصرية وقطرية، إلا أنها لم تفض إلى نتائج ولا اختراق.
كما نفى المسؤولون صحة التقارير عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مؤكدين أنه لا نية لقدومه إلى المنطقة.
ويقدر المسؤولون الإسرائيليون أن ترامب يسعى لاستغلال الزخم الذي أعقب انتهاء المواجهة بين إسرائيل وإيران، لتحقيق إنجاز سياسي إضافي.
وفي مايو الماضي، قدم ويتكوف مقترحا لحركة حماس، يقضي بإطلاق سراح نصف الرهائن الإسرائيليين الأحياء، ونصف جثامين القتلى منهم، خلال 7 أيام من بدء سريان الاتفاق، مقابل هدنة لمدة 60 يوما.
وخلال فترة الهدنة، تُجرى مفاوضات غير مباشرة "بجدية وحسن نية"، بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وآنذاك، سلمت حماس ردها إلى الوسطاء بشأن المقترح، موضحة أنه "يحقق 3 أهداف رئيسية هي وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب شامل من غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع"، دون أن تحدد فحواه.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.