يبدو أن الملياردير الأمريكي بيل جيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، يعيد النظر في طريقته للتعامل مع أزمة المناخ، فبعد أن حذّر لسنوات من كارثة مناخية تهدد البشرية، تبنى جيتس نبرة أكثر هدوءًا وواقعية، داعيًا إلى التركيز على تحسين حياة الإنسان بدل الانشغال الدائم بأهداف خفض درجات الحرارة.
دعوة جديدة قبل قمة المناخ
في مذكرة نشرها على مدونته الشخصية، قبل أيام من انطلاق قمة المناخ "كوب 30" المقررة في مدينة بيليم البرازيلية في نوفمبر المقبل، دعا جيتس زعماء العالم إلى تغيير طريقة التفكير في مواجهة التغير المناخي.
وقال إن التركيز المفرط على درجات الحرارة كمعيار للتقدم لا يعكس الصورة الكاملة، مشيرًا إلى أن الأهم هو مساعدة الدول الفقيرة على التكيف مع الطقس المتطرف وتحسين الصحة العامة والظروف المعيشية.
من التحذير إلى التهدئة
ويعتبر هذا التحول في لهجة جيتس لافتًا، خاصة بعد كتابه الشهير عام 2021 بعنوان "كيفية تجنب كارثة مناخية"، الذي دعا فيه إلى تحرك عالمي عاجل لوقف الانبعاثات. أما الآن، فيرى أن تغير المناخ لن يؤدي إلى فناء البشرية، بل يمكن للبشر العيش والازدهار في معظم مناطق العالم إذا تم الاستثمار بذكاء في الطاقة النظيفة والزراعة والرعاية الصحية.
استثمارات ضخمة وجهود مستمرة
على الرغم من تغيّر نبرته، لكنه لم يتراجع عن تمويله لمشروعات الطاقة النظيفة، فقد أنشأ في عام 2015 صندوق "بريكثرو إنرجي" (Breakthrough Energy) لدعم الابتكارات المناخية، واستثمر في شركات تطوّر حلولًا لتقليل الانبعاثات ومساعدة المزارعين على التأقلم مع الجفاف والحرارة، كما تواصل شركته النووية "تيرا باور" العمل على تطوير مفاعلات جديدة أكثر أمانًا وكفاءة.
تركيز على الإنسان لا على الأرقام
وفي مذكرته الجديدة، دعا جيتس إلى تحويل الموارد من سباق خفض الانبعاثات قصيرة الأجل نحو مشروعات تحسّن حياة الناس، مثل الوصول إلى الطاقة النظيفة والرعاية الصحية والغذاء المستدام.
ويرى أن هذه الجهود أكثر واقعية وتأثيرًا على المدى الطويل، خصوصًا في الدول النامية التي تتحمل العبء الأكبر من آثار التغير المناخي.
بين التفاؤل والسياسة
وبحسب نيويورك تايمز، يرى بعض المحللين أن جيتس يحاول تبني خطاب أكثر وسطية وتفاؤلًا في وقت تتزايد فيه الانقسامات السياسية حول قضايا المناخ، خاصة في الولايات المتحدة.
وإن هذا التحول قد يكون محاولة لتقديم رؤية أكثر عملية، بحيث تشجع على الحلول العملية بدلًا من الخطابات المليئة بالخوف من نهاية العالم.