يوافق اليوم الأربعاء 30 يوليو، الاحتفال العالمي بيوم الصداقة، وهي علاقة الإنسان بالأشخاص المقربين من الدراسة أو العمل أو غيرهما؛ لتتحول لكنز من الدعم ومصدر للسعادة، إلا أن عددًا من الصدقات السامة ربما تحول الحياة جحيمًا، وتصبح مصدرًا للمشاكل النفسية والصحية، وبتتبع بعض العلامات الهامة قد تكتشف الصداقات السامة للتخلص منها أو تقويمها بأسرع وقت.
وتسرد جريدة "الشروق" أهم علامات الخطر في الصداقات السامة، وتقدم نصائحا للتعامل مع الأصدقاء وتجنب إيذائهم، نقلا عن مواقع هيلث لاين وباز فيد ودين بريستون للصحة النفسية.
- علامات الصداقة السامة
يعتبر التنمر المخبأ تحت المزاح من العلامات الصريحة للصداقة السامة، إذ يصبح الصديق مصدرا مستمرا للتعليقات الساخرة ثم يتهرب من المسئولية بادعاء المزاح، وقد يتخذ ذلك النوع السام صيغة أخرى من النقض الهدام والتهرب من المسئولية لاحقا بمبرر النصيحة، ويسبب ذلك النوع من التنمر والنقض فقدان الثقة بالنفس والشعور المستمر بالنقصان.
ويتصدر التقلب المزاجي، أيضا علامات الصداقة السامة وفي هذه الحالة فإن التقلب المستمر يختلف عن الحالات المتفرقة حين يكون الصديق محبطا أو غاضبا إذ أن التقلب المستمر يحول الصداقة لمصدر للطاقة السلبية والتعامل السيئ المبرر بالحالة المزاجية، وينتج عن ذلك الشعور بالضغط خلال الصداقة وفقدان الأمان؛ نتيجة ردود الفعل غير المتوقعة.
ويفتقد الأصدقاء السامين، لتقدير المشاعر واحترام الطموحات وشخصية الصديق، فأما عن المشاعر فيغلب على الأشخاص السامين قلة الاعتذار عند ارتكاب الخطأ، وعند الاعتذار تكون الكلمات قصيرة وجافة ومصحوبة بالمبررات.
وأما على جانب احترام الطموحات والشخصية، فإن الأصدقاء السامين يكثرون في التقليل من اهتمامات الشخص، ويسعون لتغيير شخصيته بما يناسب تفضيلاتهم وربما يؤدي ذلك مع الوقت لإفقاد الشخص هويته والشعور المستمر بفقدان الثقة بالنفس.
- آثار نفسية وبدنية
تؤدي العلاقات السامة لعدد من الآثار النفسية والبدنية نتيجة الضغط المستمر؛ لأن الأصدقاء هم الأشخاص الأكثر تأثيرا، وعلى الجانب البدني يسبب التوتر على المدى الطويل ارتفاع ضغط الدم، وربما تدهور صحة القلب، وتأثر مناعة الجسم نتيجة تدفق هرمون التوتر المتكرر في الجسم.
وأما على الجانب النفسي، قد تؤدي كثرة الضغوط لأمراض القلق والاكتئاب، وتتعدى نتائج الصداقة السامة إلى الجوانب الاجتماعية، ومنها فقدان الثقة بالنفس وفقدانها بالأصدقاء الجدد، ما يضعف فرصة الحصول على المزيد من الأصدقاء.
كما تسبب الصداقات السامة، ضغطا يستنزف الطاقة التي قد تستخدم للنجاح في العمل أو للاهتمام بالعائلة.
- كيفية التعامل مع الأصدقاء السامين
توجد عدة مراحل للتعامل مع الصداقة السامة، وتبدأ بإعطاء الفرصة مع وجود اتفاق مشروط، وفي هذه الحالة تجري مصارحة الصديق بالسلوك السام المسبب للأذى، والمطالبة بالتوقف عن ذلك السلوك مع شرح الأثر النفسي المترتب على التعرض لتلك التصرفات، وحينها تصبح الكرة في ملعب الصديق الذي قد يتغير للأفضل أو يستمر في إشارة واضحة على انعدام الجدوى من تلك الصداقة، وفي حالة استمرار التصرفات السامة يفضل إنهاء الصداقة، ولكن بنوع من التقدير والاحترام والكلام المباشر، والابتعاد عن استخدام الرسائل النصية في إنهاء الصداقات.
وستترك الصداقة بعد إنهائها نوعا من الفراغ لذلك يجب التفكير في البدائل الصحية من أصدقاء أقدم يمكن الاستعانة بهم أو الانفتاح على تجربة صداقات جديدة مع أشخاص مناسبين.
ويفضل عدم الاستسلام لشعور اليأس وفقدان الثقة بالآخرين، إذ أن ذلك قد يسبب آثارا سلبية على المدى الطويل في اكتساب المزيد من الأصدقاء.