تجربة فريق وادى دجلة - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الخميس 4 سبتمبر 2025 8:35 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

تجربة فريق وادى دجلة

نشر فى : الأربعاء 3 سبتمبر 2025 - 8:00 م | آخر تحديث : الأربعاء 3 سبتمبر 2025 - 8:00 م

** سأل الزميل عمرو مختار، مراسل أون تايم، محمد الشيخ المدير الفنى لفريق وادى دجلة عقب الفوز على الزمالك، عن لقطات الفيديو التى عرضها الشيخ على لاعبيه بين الشوطين وقال لهم «أنتم أفضل العبوا للفوز».. كانت تلك معلومة عن عرض لقطات للاعبى فريق بين شوطى مباراة، وربما تفعل ذلك فرق أخرى، ولكن سؤال عمرو مختار الصحفى هنا، وإجابة الشيخ جعلتنى أفتش عن  قصة هذا المدرب الشاب الذى لم يكن لاعبا مشهورا واعتزل سريعا ودخل عالم التدريب لكن كيف وصل إلى تدريب فريق وادى دجلة؟ 

** فى إدارة كرة القدم بوادى دجلة مدير رياضى كرواتى ألمانى اسمه ماريو ديسبوتوفيتش، وتحديدا فى  يناير 2021 كان مديرا لقطاع الناشئين فى النادى وعندما هبط فريق وادى دجلة للدرجة الثانية (دورى المحترفين ) تولى هو مهمة اختيار المدير الفنى للفريق واللاعبين وبجانب عمله كمدير رياضى تولى تدريب الفريق الثانى فى النادى الذى يمثل قاعدة للفريق الأول . 

** فى العام قبل الماضى قرر ماريو ديسبو تو فيتش تعيين محمد الشيخ القادم من نادى رع مديرا فنيا للفريق الثانى للتعرف على قدراته وإمكانياته عن قرب ومن خلال الاحتكاك المباشر به وبعد مرور عام قرر المدير الرياضى لوادى دجلة إسناد مهمة تدريب الفريق الأول لمحمد الشيخ فى دورى المحترفين، وهو ما توّجه الشيخ بالنجاح فى الصعود من أول موسم له يقود به الفريق. 

** تلك واحدة من التجارب الفريدة فى كرة القدم المصرية. اسم غير معروف يخضع لاختبار عملى من مدير رياضى كرواتى فى النادى وهو صاحب القرار الأول، ومن خلال معايشته يقرر تعيينه مديرا فنيا للفريق الأول . ثم يصعد للدورى للممتاز، ويستمر فى عمله ويصعد الشيخ ومعه 21 لاعبا من نجوم العودة لدورى الاضواء . فلا يقرر النادى الاستعانة بمدرب مصرى شهير أو أجنبى ولا يقرر النادى إبرام صفقات بملايين، ليس لأسباب مادية فقط وإنما لوجود فكر يحكم إدارة كرة القدم، فالنادى يملك فريقا ثانيا، وشركة وادى دجلة  أيضا تملك عدة أندية فى القاهرة والمحافظات، وهذه الأندية غنية بالمواهب وبقطاعات ناشئين من أبناء الأعضاء بالدرجة الأولى. ومنذ فترة اُختير وادى دجلة كثانى أحسن نادى إفريقى يقوم بتسويق لاعبين بعدد 52 لاعبا.. 

**  المهندس ماجد سامى صاحب تجربة كرة القدم فى شركة أندية وادى دجلة ، وهو من عشاق اللعبة ومن المبتكرين، الذين يرون أن أية تجربة تحتمل الصواب والخطأ، ولكن الشغف بكرة القدم يستحق التجربة بشرط الاستناد إلى أساس وإلى أسباب. وقد قال لى المهندس ماجد سامى:  «ما الذى لاحظته فى مباراتنا مع الزمالك؟»: أجبته لاحظت الأسلوب والشخصية وعدم الرهبة من المنافس الكبير ومن جماهيره الغفيرة وتاريخه. ولكنه أضاف:  «الملاحظة المهمة أن الفريق الصاعد من دورى المحترفين ظل يهاجم الزمالك العريق بعد تقدمه بهدفين مقابل هدف، وكاد على حسين أن يسجل هدفا ثالثا» 

** ملاحظة مهمة وحقيقية وتستحق التفكير بما يسمح بتغيير مفاهيم فى صناعة الدورى الممتاز والكرة المصرية عموما بحيث تتسع دائرة التنافسية على مستوى المباريات . وهنا لا أتحدث عن فوز وادى دجلة بالبطولة ولا عن احتلاله أحد المراكز المتقدمة، ولكن للدقة استخدمت تعبير «التنافسية على مستوى المباريات» بما يجعل لقاءات الدورى المصرى منتظرة، ومحببة، وتفتح باب الإثارة والقوة والمتعة..  

** وانتهى بأهمية العلم ودور المدير الرياضى فى كرة القدم، وأهمية الشباب ومنحهم الفرص، طالما هم مسلحون بالعلم والدراسة، وتشجيعهم، وهو ما فعله ماجد سامى كثيرا، ومن ذلك اختياره للبلجيكى ويل ستيل (24 سنة) مدربا لفريق لييرز وقاد الفريق فى 8 مباريات وفاز فى 7 منها وتعادل فى مباراة . وخلال سنوات أصبح ويل ستيل من المدربين الكبار فى الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى وتولى تدريب ريمس ولانس فى فرنسا ثم ساوثهامبتون الإنجليزى.. 

** اختصارا كيف تملك شجاعة الاختيار ومنح الفرصة للشباب فى كرة القدم وفى غيرها؟!

 

 

 

 

 

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.