** تلك قصة واحد من مشجعى كرة القدم، والقصة تعكس مدى الارتباط بين مشجع الكرة وبين ناديه. وتلك قصة غريبة، خاض صاحبها معارك قانونية طويلة، حتى مات فى 13 أكتوبر الجارى، إنها قصة البلغارى مارين ليفيدجوف، الذى توفى هذا الأسبوع عن عمر يناهز 62 عامًا.
** اسأل أى مشجع لمانشستر يونايتد عما يعنيه يوم 26 مايو 1999 بالنسبة له، وسيخبرك أن هذا التاريخ ربطه بهذا النادى العريق. كانت تلك الليلة التى حسم فيها هدفا تيدى شيرينجهام وأولى سولشاير فى الوقت بدل الضائع عودة يونايتد بنتيجة 2/1 فى نهائى دورى أبطال أوروبا ضد بايرن ميونيخ على ملعب كامب نو. وكانت أيضًا الليلة التى تغيرت فيها حياة البلغارى مارين ليفيدجوف مشجع مانشستر يونايتد.
** ولد هذا المشجع باسم «مارين زدرافكوف ليفيدجوف» فى سفيشتوف، وهى بلدة تقع على نهر الدانوب ويبلغ عدد سكانها 22 ألف نسمة. نشأ مارين فى بلغاريا الشيوعية، شغوفًا بكرة القدم، وحلم بتغيير اسمه إلى.. «مانشستر يونايتد». إلا أن انتحال اسم ناد لكرة القدم من الغرب الرأسمالى كان مهمة مستحيلة!
** بعد عشر سنوات من سقوط الشيوعية فى بلغاريا، اقترب حلم مارين الفريد من التحقق. وبينما كان يشاهد المباراة النهائية من منزله المتواضع فى سفيشتوف، وبينما يتخلف يونايتد أمام بايرن، قطع مارين وعدًا على نفسه: «إذا نجح يونايتد فى قلب النتيجة، فسيفعل أى شىء لتغيير اسمه إلى اسم النادى الذى أحبه».
** فى اليوم التالى، زار مارين محاميا وأخبره برغبته فى تغيير اسمه فى بطاقته إلى «مانشتسر يونايتد»، وهنا بدأت معركة طويلة وشاقة. كان والد مارين، الذى ورث عنه حبه لمانشستر يونايتد، قد رحل منذ زمن، وكان الشاب البالغ من العمر 36 عامًا يعيش مع والدته، ويعمل فى مختلف أنواع الأعمال، بما فى ذلك عامل بناء براتب 15 جنيهًا إسترلينيًا فى اليوم. كان بالكاد يغطى نفقاته، لكن حلمه بتغيير اسمه أصبح هاجسًا. وسرعان ما أصبح حديث المدينة، ثم أصبح نجمًا عالميًا، لكنه قضى من عمره 15 عامًا مليئة بالمعارك القانونية وقرارات المحاكم المحبطة.
** رفضت محاكم رغبة مارين فى البداية لأسباب تتعلق بحقوق النشر، والملكية، فلم يكن بإمكانه تغيير اسمه إلى علامة تجارية معروفة عالميًا. ثم حكم أحد القضاة المحليين لصالحه نسبيا، قائلًا إن مارين يمكنه تغيير اسمه الأول إلى مانشستر، لكن لا يحق له استخدام يونايتد كلقب رسمى له. قال مارين للمحكمة: «لكننى لا أريد أن أُسمى على اسم مدينة فى إنجلترا، أريد اسم النادى المفضل لدى». واستمر صراعه فى حلبات المحاكم.
** عندما لا يكون فى المحكمة، كان غالبًا ما يرعى قططه. كان لديه الكثير منها فى حديقته الخلفية، وكان يحبها بقدر حبه للشياطين الحمر. أطلق عليها جميعًا أسماء لاعبى مانشستر يونايتد: من ريو إلى رونى، إلى بيكهام.!
** «لن أتوقف حتى يصبح اسمى الكامل مانشستر يونايتد». هكذا كان يردد مارين وسرعان ما أدت قصته إلى تلقيه عروضا تجارية مثل عرض لإنتاج سلع للمشجعين باسمه الجديد، ولكن على الرغم من ضائقته المالية، رفض الفرصة لأنه لم يرغب فى الاستفادة من ناديه المفضل. كان اسم مانشستر يونايتد مقدسًا بالنسبة له.. وصدر فيلم وثائقى عام ٢٠١١ عن قصة مارين. وبعد ثلاث سنوات، رسم مارين شعار يونايتد على جبهته احتجاجًا على قرارات المحكمة، وفى سنواته الأخيرة، ازدادت صعوبة مواصلة معركته القانونية.
** فى يوم الإثنين، ١٣ أكتوبر، توقف قلبه عن النبض. ربما الآن، قد تجد روح مانشستر يونايتد المضطربة السلام أخيرًا. إنها واحدة من أغرب قصص مشجعى كرة القدم لكن هناك ما هو أغرب فبعض مشجعى فريق بوكاجونيورز الأرجنتينى قاموا بشراء توابيت بألوان النادى ليدفنوا فيها عقب وفاتهم. والفكرة مستمدة من أغنية للفريق تقول: «عندما أموت أريد أن يكون تابوتى باللونين الأزرق والذهبى مثل قلبى»!
** ** كنت قرأت ما هو أعجب وأكثر جنونا مما سبق، وكان أن أحد المشجعين حاول دخول ملعب فى إسبانيا وهو يحمل زجاجة بها رفات أبيه، الذى كان يعشق نفس الفريق، وعندما منع من دخول الملعب بزجاجة الرفات، خرج وعاد فى مباراة أخرى وقد وضع رفات أبيه فى زجاجة لبن لاتكشف ما بداخلها.. وهل هناك ما هو أعجب من ذلك؟!