قرار الإيقاف أولًا.. ثم التحقيق! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 8:00 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

قرار الإيقاف أولًا.. ثم التحقيق!

نشر فى : الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 - 5:30 م | آخر تحديث : الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 - 5:30 م

** هذا هو التعليق المباشر على «خناقة» عمر عصر ومحمود أشرف فى أثناء بطولة إفريقيا لتنس الطاولة. فقرار التحقيق يعنى إجلاء الحقيقة فى سبب المشهد المسىء بين لاعبين زملاء فى منتخب مصرى ثم العقاب. إلا أن المشهد ذاته يستوجب حساب اللاعبين، والجهاز المسئول عنهما وعن المنتخب، فكيف يشتبك لاعبان يمثلان منتخب مصر فى بطولة رياضية دولية دون تدخل حاسم يوقف الاشتباك فورًا. إن من أهم عناصر نجاح فريق يبدأ من هيبة المدرب والجهاز الإدارى والفنى، وهيبة الاتحاد، وهيبة الدولة.

 


** كل ما سبق من كلمات هو رفض للمشهد، دون البحث عن المخطئ من اللاعبين حتى لو كانا من أبطال العالم فى تنس الطاولة. لأنه مشهد مؤسف وخجل وممتد للأسف كأن البطولة الإفريقية تدور منافساتها فى شارع. أعرف أن عمر عصر أصدر بيانًا جاء فيه: «بصفتى قائد المنتخب الوطنى، أدرك تمامًا حجم المسئولية الملقاة على عاتقى، ليس فقط فى الأداء داخل الملعب، بل أيضًا فى تمثيل المنتخب والقيم التى نعتز بها جميعًا».
** عفوًا عصر المسئولية فى حينها وليس بعدها، المسئولية فى الموقف وليس خلفه، وقال عصر أيضًا، فى بيانه، مخاطبًا الجميع: «أتقدم بخالص التقدير والاعتزاز للجهاز الفنى والإدارى ولمجلس إدارة الاتحاد المصرى لتنس الطاولة، وللجنة الأولمبية المصرية وكذلك لوزير الشباب والرياضة أشرف صبحى على دعمه المتواصل، وأؤكد من جديد التزامى الكامل بدورى كقائد المنتخب، وحرصى الدائم على أن يكون ما نقدمه داخل الملعب وخارجه انعكاسًا لقيمة مصر ومكانتها».
** وكان عصر بدأ «بيانه الاعتذارى» حتى لو لم يكن فيه كلمة اعتذار مباشرة، بدأ البيان بتهنئة منتخب مصر لتنس الطاولة على تحقيق إنجاز تاريخى غير مسبوق منذ أكثر من عشرين عامًا، بعد الفوز بجميع الميداليات الذهبية فى بطولة إفريقيا الأخيرة. مضيفًا ما يلى: «وقد صدر منى فى بعض اللحظات ما لم يكن فى الإطار الذى تعودنا عليه داخل المنتخب الوطنى، وهو ما يدفعنى دومًا إلى التأكيد على أهمية الحفاظ على الصورة التى تليق بمصر.. إن تمثيل مصر شرف عظيم، ويستوجب دائمًا أعلى درجات الانضباط والالتزام، وأعد جماهيرنا العزيزة وكل من يساند المنتخب أن أكون عند حسن الظن، وأن أعمل بكل طاقتى ليبقى اسم مصر فى الصدارة».
** حسنًا سأضع نفسى مكان عمر عصر.. فأنا قائد المنتخب، هناك خلاف ما بينى وبين زميلى، وبصفتى القائد، ونجم المنتخب أيضًا كان واجبًا على حل الخلاف بصورة تليق بالزمالة، دون الاستناد على كونى الكابتن أو النجم، وبافتراض أن ذلك كان صعبًا من جانبى أنا عمر عصر، البديل الآخر هو معالجة الخلاف بمعرفة الجهازو الاتحاد، وبافتراض أنى عمر عصر وأخوض مباراة دولية باسم مصر، فكان واجبًا أن أسيطر على أعصابى وأحتفظ بتركيزى من أجل المنتخب الذى يحمل اسم بلدى وأمثله وأقوده.
** التحقيق مع اللاعبين قد يكشف للذين تابعوا المشادة بينهما، وتبادلهما كلمات لا تليق يجب أن يكون حاسمًا وشجاعًا ومنضبطًا ودرسًا لكل لاعب دولى فى أى لعبة يتجاوز فى حق بلده بسلوك مسىء. وهنا لا يعنينى من أخطأ أولًا، لأنهما معًا وقعا فى الخطأ. وهذا التعليق على المشادة التى شاهدتها مسجلة هو رفضى المشهد بكل ما فيه من تفاصيل ومهما كانت خلفيات الخلاف. فقد علمتنا الرياضة الأخلاق والروح الرياضية والتسامح والعفو والمحبة والخير والسلام.. ويبقى أن قرأت البيان الصادر من عمر عصر، ولم أجد فيها كلمة اعتذار مباشرة، ربما حتى لا يحسب عليه أنه المخطئ، لكننى كنت أفضل اعتذاره على المشهد بالكامل دون هذا البيان الذى أصدره وبدا فيه مخاطبًا عواطف الجمهور والإعلام والمسئولين بكلمات لطيفة عن شرف تمثيل مصر، كما بدا فيه اعتراف ضمنى بأنه أخطأ وبأن المشهد كله كان مسيئًا!
** كنت أفضل قرارًا سريعًا بالإيقاف لحين التحقيق، لأن ما جرى كان مشهودًا للجميع ومسيئًا ويستوجب إيقاف اللاعبين!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.