ترامب ليس «هتلر» آخر! - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 7:03 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ترامب ليس «هتلر» آخر!

نشر فى : السبت 4 فبراير 2017 - 9:05 م | آخر تحديث : السبت 4 فبراير 2017 - 9:05 م
هل هناك عنصرية أقبح من اجتياح بلد آمن والعمل على تدميره وتعريضه لكل أنواع الإجرام والإرهاب؟ وهل من الأخلاق أن تضحك وزيرة الخارجية السابقة والمرشحة للرئاسيات الأمريكية المنهزمة والمهزومة هيلارى كلينتون من مقتل رئيس دولة حتى لو كان اسمه القذافى؟

ترامب ليس هتلر جديدا مثلما يحلو للبعض وصفه، فهو لا يختلف عن الرؤساء الأمريكيين السابقين، فقط هم كانوا يمارسون عنصريتهم فى الخفاء، وهو يمارسها فى العلن. فأوباما الذى يبكيه الإعلام الغربى طرد ما لا يقل عن 2.5 مليون مهاجر، حتى أكثر من المتهور الآخر، بوش الابن، زد على ذلك فالقوانين التى استند عليها ترامب اليوم والصلاحيات التى يتمتع بها، وضعها سلفه أوباما لتخدم صديقته هيلارى التى كان يتوقع أنها الفائزة بالانتخابات، وساندها علنا مستهزئا فى كل مرة بطموح ترامب الذى كان يضحك منه فى حضوره وأمام الإعلام، فلو أن هيلارى هى التى فازت بالرئاسة، لاتخذت نفس القرارات ولرافقها فى ذلك الإعلام وبرر تصرفاتها بأنها من أجل أمن أمريكا والأمريكيين.

الإعلام الأمريكى ومعه الإعلام الفرنسى، وكل من يدور فى فلكه، يريد اليوم شيطنة ترامب لأنه فضح تحيزه لآل كلينتون، ولم يهضم الخسارة التى منيت بها مرشحتهم، وترامب لم ينس هذا وكيف حاربه الإعلام وسخر منه. ألم يقل فى لقاء قبل الانتخابات عن مدراء القنوات والصحف الأمريكية، إنها فريق هيلارى، وفضح كيف يفبرك هؤلاء الأخبار الكاذبة وكيف كانوا يزودون هيلارى قبل كل مناظرة مع ترامب بالأجوبة، حتى تنتصر عليه؟

***

الحرب الآن فى أمريكا هى حرب إعلامية بالدرجة الأولى، ولا شك أن هيلارى تقف خلفها، وهى تستغل علاقاتها بالإعلام للتشويش على الرئيس طمعا فى عزله مثلما بدأ الحديث عنه إعلاميا.

ثم باستثناء إيران التى أخطا ترامب بضم رعاياها لهذا القرار، أو السعودية وتركيا التى كان من المفروض أن يشملهما قرار المنع، ما دام على أساس حماية أمريكا من الإرهاب، فإن قرار ترامب مؤسس، فلم تبق هناك دولة قائمة فى ليبيا أو الصومال واليمن أو حتى سوريا، لضبط القوانين وتنظيم الهجرة، فهى بلدان تآمرت عليها هيلارى ودمرتها وتجبر الآن شعوبها على الفرار من جحيم داعش التى أسستها كلينتون، وقد اعترفت هى بعظمة لسانها بذلك. وقرار المنع الذى يريد الإعلام ضرب ترامب به لا يستهدف المسلمين لأنهم مسلمون، ثم إن الذى شيطن الإسلام هم كل الحكومات الأمريكية السابقة، وربطته بالإرهاب والعنف بعد أن استعملته فى حروبها ضد السوفييت. فلن تضحك علينا أولبرايت وتدعى أنها تدافع عن المسلمين.

ترامب لا يقل عنصرية عن سابقيه من الرؤساء، لكن ما يحرك اتباع هيلارى اليوم ليس حب المسلمين ولا الدفاع عن الحريات، وإنما منع ترامب من وضع أسس نظام عام جديد مع روسيا، وهدم كل الاستراتيجية التوسعية الأمريكية وتقويض الانتصار المحقق من الحرب الباردة.

الفجر ــ الجزائرية

حدة حزام
التعليقات