الشوربجى.. وكشف حساب الصحافة القومية - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
السبت 7 يونيو 2025 5:28 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الشوربجى.. وكشف حساب الصحافة القومية

نشر فى : الجمعة 6 يونيو 2025 - 5:50 م | آخر تحديث : الجمعة 6 يونيو 2025 - 5:50 م

فى مقال أمس تحدثت عن بعض أسئلة ومداخلات أعضاء لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار للمهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة الذى حل ضيفا عليها لمناقشة موضوع «تطوير الصحف القومية».

اليوم أعرض رؤية وردود الشوربجى حيث قدم أرقاما وبيانات ترصد الواقع كما هو. والدكتور محمود مسلم رئيس اللجنة قال إن الشوربجى استطاع أن ينشئ منظومة متكاملة تجمع بين الإدارة الاقتصادية الجيدة والمحتوى الصحفى.

الشوربجى قال إن عدد العاملين فى الصحافة القومية يصل إلى عشرين ألفا، لكن توزيعهم يكشف جانبا من المشكلة، فهناك أربعة آلاف صحفى فقط، وعشرة آلاف إدارى وستة آلاف عامل.

أحد المشاكل التى عاصرها حينما تولى أمر الهيئة قبل سنوات اكتشافه أن بعض الإداريين انتقلوا للعمل كصحفيين وهو ما يراه كارثة. ولذلك أوقف هذه الظاهرة إلا لمن يستحق وبعد إجراء اختبارات متعددة.

 من بين البيانات المهمة التى كشف عنها الشورجى أن دعم الدولة عبر الهيئة للمؤسسات القومية الثمانى يبلغ الآن 660 مليون جنيه سنويا، بعد أن وصل فى السابق الى 1٫2 مليار جنيه، منها ما يتراوح بين  200 – 250 مليون جنيه للأجور والمرتبات. ولذلك بدأ عملية خفض  تدريجى للدعم حتى تبدأ كل مؤسسة فى الاعتماد على نفسها، ولم تعد قيمة الدعم تمثل إلا 20٪ من إجمالى نفقات المؤسسات القومية.

الشوربجى يقول إن هدفه هو تحقيق التوازن بين الأوضاع الاقتصادية والأوضاع الاجتماعية مع العمل الدائم على تطوير المحتوى الصحفى.

هو يقول إنه يشجع دائما أى أفكار أو اقتراحات للتطوير الذى يوفر عائدات للمؤسسات، مشيدا بتجربة جامعة الأهرام الكندية التى تحقق الآن دخلا مستداما يبلغ 1٫1 مليار جنيه، كما ضرب مثلا آخر بنموذج «راديو الأهرام» الذى بدأ يحقق دخلا ثابتا.

ومن بين الأفكار  التى طرحها الشوربجى الانفتاح على الشراكة مع القطاع الخاص فى مشروعات متعددة مثل إسناد إدارة صفحات السوشيال ميديا المتخصصة إلى شركات خاصة.

وفيما يتعلق بتطوير المحتوى ولأن عددا كبيرا من الصحفيين لم يكن مؤهلا للعمل فى الصحافة الرقمية، واعتقاده الخاطئ بأن الصحافة الرقمية هى امتداد للصحافة الورقية، فقد بدأ دورات تدريبية مكثفة فى الصحافة الرقمية لمعظم العاملين فى المؤسسات القومية بالشراكة مع الأكاديمية الوطنية للتدريب.

الشوربجى قال إن كل هذا التطور لا يعنى نهاية الصحف الورقية، فما تزال مؤثرة وعليها بعض الإقبال خصوصا من كبار السن، ولو تم زيادة كميات المطبوع فسيزيد التوزيع، لكن المشكلة أن تكلفة النسخة تصل إلى 25 جنيها فى حين تباع بثلاثة جنيهات فقط.

يقول الشوربجى إن الأجور والمرتبات وكل ما هو مرتبط بالماديات أمر يشغل كل العاملين، ونحاول أن نحل كل المشاكل المالية حتى يتفرغ الصحفيون للعمل ويقدموا محتوى متميزا.

وفى تقدير الشوربجى أن هناك العديد من المصادر القادرة على جذب الدخل داخل المؤسسات القومية مثل الميكروفيلم والأرشيف والصور والبوابات المتنوعة. ويعتقد أن الأهرم ستكون أول مؤسسة قادرة على تحقيق التوازن المالى بعد عام ونصف العام من الآن. كما بدأنا عمل هياكل إدارية ومالية محددة لبعض المؤسسات التى لا تملك ذلك.

يشكو الشوربجى من أن بعض الصحفيين يريد أن يبدأ مسيرته من كتابة العمود والمقال، وليس بالعمل الصحفى من بداية المشوار. وهو يراهن على الصحافة الرقمية ليس فقط من حيث الماديات ولكن بالأساس لتقديم محتوى جيد.

انتهى اللقاء وبعد خروجنا سألت المهندس الشوربجى عن كيف سيحقق كل ذلك، والمؤسسات غير قادرة على تعيينات جديدة للشباب؟

 هو قال: نعم هذه قضية مهمة، وهو لديه رؤية يناقشها مع المختصين لضخ دماء جديدة فى شرايين المؤسسات القومية خصوصا من الأكاديميات الإعلامية التابعة لهذه المؤسسات.

انتهى اللقاء وأظن أنه كان كاشفا للواقع كما هو.

كل التمنيات بالتوفيق للصحافة المصرية كلها، وليس فقط للمؤسسات القومية، وكما قلت مرارا فإن البداية والنهاية تعتمد على وجود هامش حريات وتقديم محتوى جذابا فى إطار من التنافس بحيث يعود الإعلام المصرى ليصبح أكثر قوة وتأثيرا. إضافة بالطبع إلى الإدارة الناجحة الخاضعة للمحاسبة والمساءلة والحوكمة.

 

عماد الدين حسين  كاتب صحفي