أعياد المسلمين فى أمريكا - محمد المنشاوي - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:38 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أعياد المسلمين فى أمريكا

نشر فى : الأحد 6 نوفمبر 2011 - 11:45 ص | آخر تحديث : الأحد 6 نوفمبر 2011 - 11:45 ص

جرت العادة أن يصدر البيت الأبيض بيانا يبعث فيه الرئيس الأمريكى بأطيب الأمنيات إلى كل من يؤدون فريضة الحج، وإلى المسلمين داخل أمريكا، وفى جميع أنحاء العالم الذين يحتفلون بعيد الأضحى. وأكد الرئيس باراك أوباما فى بيانه على أن مناسك الحج وعيد الأضحى تذكرنا بالجذور الإبراهيمية المشتركة للديانات الثلاث الرئيسية فى العالم.

 

وذكر أوباما أن الحج هو أكبر تجمع فى العالم وأكثره تنوعا. وأشار إلى وقوف ثلاثة ملايين مسلم من مختلف أرجاء العالم، وبينهم آلاف الأمريكيين المسلمين، للصلاة والدعاء فوق جبل عرفات.

 

وبالنسبة للمسلمين فى أمريكا، لا تختلف طرق الاحتفال بالأعياد الإسلامية لديهم عن مثيلتها فى مصر. فبمجرد معرفة موعد هذا العيد أو ذاك، يتبادل المسلمون التهانى، وتمتلئ المقاهى العربية المنتشرة والمطاعم فى مختلف ولايات أمريكا بالشباب يتبادلون عبارات التهنئة سواء كانت رمضان كريم، أو عيد مبارك، أوكل عام وأنتم بخير، عيد سعيد، ومبروك العيد و«هابى عيد».

 

ويمكن لأى فرد أن يستشعر أجواء العيد قبل حلوله بليلة أو ليلتين من كم الزحام والإقبال على المتاجر العربية والإسلامية لشراء احتياجات العيد. وزاد الازدحام خلال الأسبوع الماضى خاصة فى المحال التى تبيع «اللحوم المذبوحة طبقا للشريعة الإسلامية»، وهى محال منتشرة أيضا فى أغلب مناطق تركز الجاليات الإسلامية. وتتضاعف المبيعات طول شهر رمضان وفى مناسبة عيد الفطر وعيد الأضحى استعدادا لتجمعات ودعوات الأهل والأصدقاء.

 

ورغم عدم اعتبار المناسبات الدينية الإسلامية عطلة رسمية حكومية، فقد أقر مجلس مدينة نيويورك، أكبر المدن الأمريكية وأشهرها، اعتبار عيد الأضحى وعيد الفطر عطلة رسمية فى مدارسها، وذلك على الرغم من اعتراض عمدة المدينة مايكل بلومبرج. إلا أن الوضع ليس كذلك فى بقية أنحاء الولايات المتحدة. إلا أنه مع تنامى معرفة المجتمع الأمريكى بالإسلام والمسلمين أصبح الكثير من المؤسسات التعليمية والاقتصادية وأصحاب الأعمال والشركات تتفهم  حق المسلمين فى الاحتفال بأعيادهم ولا تمانع فى منحهم عطلة غير رسمية. بل إن إدارات الجامعات والمدارس توصى الأساتذة بعدم عقد اختبارات فى أيام الاحتفال وعدم تكليف الطلاب بواجبات منزلية مجهدة.

 

أما أهم ما يميز العيد فى الولايات المتحدة، كما يؤكد الدكتور يحيى عبدالمبدى من جامعة جورج تاون، هو إقبال أبناء الجالية على صلاة العيد واعتبارها فرصة سنوية للتجمع والتعارف. ومن الأمور اللافتة فى هذا السياق إقامة صلاة العيد فى أوقات مختلفة لكى يتسنى لأكبر عدد ممكن من المسلمين حضور الصلاة. وغالبا ما يعلن مسجد دار الهجرة بولاية فرجينيا، وهو أحد أكبر المساجد فى منطقة العاصمة واشنطن، عن إقامة صلاة العيد خمس مرات ابتداء من السابعة صباحا وحتى صلاة الظهر. وكان من المتعارف عليه خلال السنوات الماضية أن تقيم جميع المساجد المحلية فى واشنطن وضواحيها صلاة مجمعة فى صالة ضخمة يتم تأجيرها لهذا الغرض.

 

إلا أن الإحساس بالعيد فى أمريكا يقتصر فقط على مناطق تجمع الجاليات الإسلامية. ولا يوجد للعيد وجود واضح فى معظم مناطق الجنوب والغرب الأوسط الأمريكى وفى مناطق أخرى لا تتواجد فيها أعداد كبيرة من العرب والمسلمين. ومن المعروف أن التجمعات الكبرى للجالية العربية تقطن فى ضواحى المدن الرئيسية فى ولايات كاليفورنيا وميشجان ونيويورك وتكساس والعاصمة واشنطن.

 

أما فيما يتعلق بشهر رمضان وعيد الفطر، وكما هى العادة عندنا فى الدول الإسلامية، يظهر هذا الانقسام بين مسلمى الولايات المتحدة حول أول أيام شهر رمضان الكريم، بما يعكس اختلاف بدايات هذا الشهر الكريم من دولة إسلامية إلى أخرى. الكثير يبدأون صيام الشهر الكريم مع دولهم الأم، فى حين يقرر آخرون الانتظار إلى حين إعلان الاتحاد الإسلامى لدول أمريكا الشمالية (ISNA) التى تعد من أكبر المنظمات الإسلامية فى الولايات المتحدة وكندا عن أول أيام الشهر الكريم.

 

وتعتبر مآدب الإفطار التى تقيمها المراكز الإسلامية فى شتى أنحاء الولايات المتحدة فرصة للتواصل مع غير المسلمين وإقامة جسور الفهم والتفاهم من خلال حوار الأديان. ويقيم المركز الأهلى الإسلامى عدة مآدب إفطار يشارك فيها أتباع ديانات مختلفة خلال شهر رمضان المبارك لتعريف المسيحيين واليهود وأتباع الديانات الأخرى من الأهالى على التقاليد والقيم الإسلامية.

 

ولا يعرف أحد بدقة أعداد المواطنين الأمريكيين المسلمين، لأن الإحصاءات الرسمية الأمريكية لا تأخذ الدين (العقيدة) بعين الاعتبار لأنه يعد أحد أهم الحقوق والحريات الإنسانية الخاصة التى لا يجب أن تتدخل فيها الدولة.

 

 إلا أن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، وهو أحد أهم منظمات المسلمين الأمريكيين قدر العدد مؤخرا بحوالى 6 ملايين مسلم، فى حين قدرهم مركز بيو للدراسات، وهو أحد المراكز الجادة، عام 2007 بما يقرب من 2.35 مليون مسلم، لديهم ما يقرب من 2500 مسجد يتوزعون فى كل الولايات الأمريكية الخمسين.

 

وفى الوقت الذى كانت فيه مساجد أمريكا تتميز بصغر مساحتها خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضى، بدأ المسلمون خلال السنوات العشرين الأخيرة فى بناء مساجد ضخمة لتستوعب الأعداد المتزايدة منهم خاصة مع بروز الجيل الثانى من المهاجرين المسلمين.

 

وتتميز مساجد أمريكا بأنها أكثر من مجرد مكان للعبادة، فمعظم المساجد تحتوى على مكتبات كبيرة، ومدارس لتعليم اللغة العربية ولتحفيظ القرآن الكريم، إضافة لقاعات المناسبات الدينية والاجتماعية والترفيهية.

 

إلا أن أهم ما كان يفتقده المسلمون فى عيد الأضحى هو نحر الأضاحى الحية كما يحدث فى مصر عقب الانتهاء من صلاة العيد. إلا أن سماح القوانين المحلية مؤخرا للجزارين المسلمين بالحصول على تصاريح لذبح الأضحية حية أنهى هذه المشكلة. إلا أن الذبح لا يحدث، كما فى مصر، فوق أسطح البيوت أو أمامها. ويقتصر ذبح الخراف داخل محال الجزارة المرخص لها، وعلى يد الجزار نفسه ومساعديه. ويبلغ ثمن الخروف 50 كيلو هذا العام فى مدينة نيويورك 468 دولارا أو ما يعادل 56 جنيها مصريا للكيلو.

 

كل عيد وأنتم ومصرنا أفضل.

محمد المنشاوي كاتب صحفي متخصص في الشئون الأمريكية، يكتب من واشنطن - للتواصل مع الكاتب: mensh70@gmail.com
التعليقات