عتاب دبلوماسى - محمد عبدالمنعم الشاذلي - بوابة الشروق
الأحد 15 ديسمبر 2024 3:41 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عتاب دبلوماسى

نشر فى : الإثنين 7 مارس 2016 - 10:10 م | آخر تحديث : الإثنين 7 مارس 2016 - 10:10 م
يهل علينا شهر مارس الذى يبدأ معه فصل الربيع، فصل تجدد الحياة وما يصحبه من تفاؤل وانشراح. إلا إنى مع إطلالة الشهر لا يسعنى إلا أن أشعر بغصة فى حلقى وحزن يعترينى فشهر مارس يحل فى يومه الثالث عشر، يوم الدبلوماسى المصرى، الذى يمر العام الخامس أو السادس الذى لم يحتفل به أحد. ولا يسعنى إلا أن أقارن بينه وبين الحفاوة التى احتفلت بها البلاد بعيد القوات المسلحة وعيد الشرطة والقضاة والدعاة والشيوخ، الذين يتم الاحتفال بهم عادة ليلة الإسراء والمعراج. تحضر الدولة ممثلة فى رئيسها الذى يوزع الأوسمة على المميزين ومن أدوا واجبهم وبلغوا سن التقاعد، وسط تغطية إعلامية واسعة وبين الاغفال التام ليوم الدبلوماسى. حتى فى الأيام التى كانت وزارة الداخلية تحتفل بيوم الدبلوماسى كان احتفالا باهتا منعزلا قلما يحضره أحد الوزراء ولا يحظى بأى تغطية إعلامية. يكرم وزير الخارجية فى هذا اليوم السفراء الذين وصلوا سن المعاش بالشد على أيديهم وتسليمهم هدية رمزية من وزارة الخارجية، بعد أن ضنت عليهم الدولة بوسام من الأوسمة التى تفرق بها سائر الطوائف.

زاد حزنى وأساى عندما أعلن عن النواب الذين تم تعيينهم فى مجلس النواب فوجدت القائمة تخلو من اسم سفير واحد فى وقت تعتبر القضايا الخارجية من أهم وأخطر ما يواجه مصر فى هذه المرحلة الفارقة من تاريخها، وبذلك يصبح السفير محمد العربى هو الممثل الوحيد للدبلوماسية المصرية فى البرلمان، وهو ممثل نعتز به ونقدره وندعو له بالتوفيق فى تفرده بهذه المهمة الصعبة، ولكن لا يسعنى إلا أن أقارن بين تمثيل القوات المسلحة والشرطة والقضاء والإعلام وتمثيل الدبلوماسية فى البرلمان.

لقد استشهد النائب العام هشام بركات على يد الإرهاب، فسارعت الدولة بإطلاق اسمه على أحد أكبر ميادين القاهرة. كما علقت أسماء شهداء القوات المسلحة والشرطة على شوارع ومدارس عديدة، بينما استشهد سفيرنا فى بغداد المرحوم إيهاب الشريف واستشهد فى باكستان المرحوم معتز أحمدين خليل ولم تهتم الدولة بإطلاق اسمهما على حارة أو زقاق. صحيح أنه تم إطلاق اسم الشهيد كمال الدين صلاح على شارع كبير بالعاصمة، إلا أن ذلك فى زمن غير هذا الزمان.

أتمنى من السيد الرئيس أن يزور وزارة الخارجية كما قام بزيارة القوات المسلحة والمخابرات العامة والشرطة، ولا شك أن هذه الزيارة سيكون لها أثرها فى رد الاعتبار للدبلوماسية ورفع الروح المعنوية لمنتسبيها. أتمنى من السيد الرئيس أن يعيد تقليد استقبال السفراء والمعينين فى الخارج قبل سفرهم، فمن غير المعقول أن يكون السفير ممثلا شخصيا لرئيس الدولة ولا يحظى بلقائه قبل سفره وأن يلتقى الرئيس بسفراء الدولة الأجنبية ولا يلتقى بسفرائه.

أخيرا، أدعو الله أن يأتى شهر مارس من العام المقبل وقد زالت الغصة من حلقى وزال سبب الحزن والأسى باحتفال وتكريم يليق بالدبلوماسية المصرية وبأبنائها.


سفير سابق، وعضو المجلس المصرى للعلاقات الخارجية.
محمد عبدالمنعم الشاذلي عضو المجمع العلمي المصري
التعليقات