من جنوب إفريقيا إلى سوريا.. التضامن مع فلسطين فى خطر - مواقع عالمية - بوابة الشروق
السبت 14 ديسمبر 2024 11:40 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من جنوب إفريقيا إلى سوريا.. التضامن مع فلسطين فى خطر

نشر فى : السبت 14 ديسمبر 2024 - 8:50 م | آخر تحديث : السبت 14 ديسمبر 2024 - 8:50 م


نشر موقع Eurasia Review مقالا لأستاذ علم الاجتماع بجامعة جوهانسبورج في جنوب أفريقيا، باتريك بوند، تحدث فيه عن ازدياد الخناق حول حركة التضامن مع فلسطين، إذ قبل أسبوعين ظهرت تناقضات في ممارسات حكومة جنوب أفريقيا تجاه إسرائيل، بعد أن رفعت ضدها دعوى إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في لاهاي. كما جاءت الإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا على يد فصائل إرهابية لتشكل ضربة قاصمة لمحور المقاومة المدعوم إيرانيا... نعرض من المقال ما يلي:

السقوط المفاجئ لنظام بشار الأسد فى سوريا فى الثامن من ديسمبر الجارى، ثم هروبه إلى موسكو، يأتى فى وقت يفرض مشاكل عميقة على التضامن مع فلسطين. ففى جنوب إفريقيا، ازدادت قبل أسبوعين تقريبا حدة التناقضات فى ممارسات بريتوريا (عاصمة جنوب إفريقيا) تجاه إسرائيل. بكلمات أخرى، تتبع حكومة جنوب إفريقيا الآن نهجا مزدوجا بعد إدانة تل أبيب فى محكمة لاهاى، إذ تراجع الرئيس الجنوب إفريقى، سيريل رامافوزا، عن دبلوماسيته المناهضة للإبادة الجماعية، وسمح بزيادة الربح من صادرات بلاده إلى تل أبيب (الفحم بشكل خاص، ولكن أيضا الماس والعنب وحتى الرصاص).

يعد ميناء ريتشاردز باى فى جنوب إفريقيا المحطة الرئيسية فى العالم لتصدير الفحم إلى إسرائيل، ويمكّن هذا المعدن تل أبيب من توليد الكهرباء المستخدمة فى تغذية الإبادة الجماعية وقوات الاحتلال الإسرائيلى، بما فى ذلك إنتاج المعدات العسكرية، وبالتالى الحفاظ على نظام الفصل العنصرى والمستوطنات غير القانونية.

كما أن هناك مخاوف جديدة من أن تصل زيادة بنسبة 50% فى إنتاج ذخيرة المدفعية إلى إسرائيل والتى تنتجها شركة الأسلحة شبه الحكومية فى جنوب إفريقيا "دينيل" فى مشروع مشترك مع شركة تصنيع الأسلحة الألمانية "راينميتال".
• • •
هذا التحول فى المواقف مردّه مخاوف بريتوريا من عودة ترامب للبيت الأبيض فى الأسابيع القليلة المقبلة، إذ من شأن ذلك أن يعجل بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى ومحو وطنهم، وأن يشن هجوما على جنوب إفريقيا بسبب رفعها دعوى إبادة جماعية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. لكنه فى نفس الوقت سيعزز من استمرار التعاون بين واشنطن وبريتوريا وتل أبيب، حيث تهيمن المصالح الاقتصادية المتبادلة. قال سفير جنوب إفريقيا الجديد فى واشنطن، إبراهيم رسول، فى مقابلة أجريت معه قبل أسبوعين: "نحن بحاجة إلى وضع مكبر الصوت (التضامن مع فلسطين) جانبا الآن. وكانت كلمات رئيسنا، إن الأمر الآن بيد المحكمة". وأضاف: "أنا أفهم الحاجة إلى إعادة ضبط الأمور بشكل كامل.. هذا هو فن الصفقة. يتعلق الأمر بصياغة الرسائل بطرق معينة تجعل جنوب إفريقيا حليفة لترامب".
• • •
يثور تساؤل حول مدى إمكانية نشطاء حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات BDS بجنوب إفريقيا فى المساعدة على إنهاء الإبادة الجماعية، وغيرها من الهجمات التى يشنها جيش الدفاع الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى خاصة بقطاع غزة؟ بصيغة أخرى، هل سيتغلب النشطاء على إخفاقات بريتوريا فى فرض العقوبات على إسرائيل، وقطع العلاقات الدبلوماسية كما أمر البرلمان فى نوفمبر 2023، وملاحقة الشباب الذين يعملون كمرتزقة في الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الدفاع الإسرائيلي؟
وزير استخبارات جنوب إفريقيا السابق، رونى كاسريلز، والمحارب المخضرم المناهض للفصل العنصرى القس، فرانك تشيكان، حذرا من أن الحكومة فى جنوب إفريقيا تبدو مترددة بشكل متزايد فى اتباع منطقها الخاص والوفاء بالتزاماتها القانونية بعزل إسرائيل ومعاقبتها. وانتهيا إلى القول: "بصفتنا جنوب إفريقيين، فإننا نعلم أن العقوبات التى فرضت لدعم نضالنا التحررى لعبت دورًا حيويًا فى إسقاط نظام الفصل العنصرى".
فى عام 1985، تسببت العقوبات المالية فى ضغوط شديدة دفعت الرئيس بى دبليو بوثا، رئيس جنوب إفريقيا فى حقبة الفصل العنصرى، إلى إعلان تخلفه عن سداد ديونه، وفرض ضوابط على الصرف، وإغلاق سوق الأوراق المالية. وكان رد فعل قادة الأعمال هو زيارة زامبيا للقاء الزعماء السود المنفيين هناك، وبدء عملية التحول الديمقراطى، حيث قَبِل البيض الذين كانوا يخشون المزيد من الانهيار مبدأ "شخص واحد، صوت واحد".

لكن أحد الأسباب التى تجعل النشطاء يشككون فى أن العقوبات لن تُفرض إلا إذا تزايدت الضغوط، هو الدور الذى يلعبه موتسيبى، وهو مساهم مالى سخى فى تمويل الأحزاب السياسية المحلية ومن ثم التحكم فى أجنداتها. صافى ثروته تقدر بنحو ثلاثة مليارات دولار، وبذلك يعد أغنى سكان مدينة جوهانسبرج.

يعد موتسيبى أيضا رئيس الاتحاد الإفريقى لكرة القدم، وبالتالى، إلى جانب مسئولين آخرين فى الاتحاد الدولى لكرة القدم، يواصل تأخير إيقاف لاعبى إسرائيل عن المباريات الدولية، وهو المطلب الذى تم تقديمه بسبب تواطؤهم فى الإبادة الجماعية والفصل العنصرى.

باختصار، الأمر يتطلب تحالفا قويا. قبل أسبوعين، كتب روشان دادو، منسق التحالف المحلى لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، فى مجلة أماندلا: "يُنظر إلى جنوب إفريقيا بشكل متزايد على أنها منافقة، لأنها لا تتابع تنفيذ نتائج محكمة العدل الدولية.. ومن المؤكد أن الحكومة لم تتخذ كل التدابير التى فى حدود سلطتها. وتقول وزارة العلاقات والتعاون الدولى إن مبيعات الفحم لإسرائيل هى مسألة تتعلق بالتجارة". وأضاف: "كانت حملة حظر الطاقة التابعة لتحالف مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها تحاول مقابلة وزير التجارة والصناعة والمنافسة، ولكن دون نجاح يذكر. فقد تم ترتيب اجتماع ثم تم إلغاؤه فى اللحظة الأخيرة، مما ترك النشطاء محبطين".
ويشير دادو إلى أن "أكبر اتحاد نقابى فى جنوب إفريقيا، وهو مؤتمر نقابات جنوب إفريقيا، والاتحاد الوطنى لعمال المناجم التابع له، يدعمان فرض حظر على صادرات الفحم إلى إسرائيل. وهذا ينطبق أيضا على الجماعات البيئية وحركات العدالة الاجتماعية فى البلاد".
فى العموم، تعد الروابط بين الحركات المختلفة واعدة، على سبيل المثال فى 22 أغسطس الماضى فى المقر الرئيسى لشركة جلينكور فى جوهانسبرج (شركة تصدر الفحم لإسرائيل)، احتج ما يقرب من200 شخص يمثلون نقابات التعدين والمنظمات المدنية، مطالبين الشركة بوقف توريد الفحم إلى إسرائيل. قام أعضاء الاتحاد الوطنى لعمال المناجم، واتحاد عمال الصناعات العامة فى جنوب إفريقيا، وتحالف التضامن مع فلسطين، وحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، وحركة الشباب الاجتماعى، ومنظمات أخرى بتسليم مذكرة احتجاج فى المقر الرئيسى لشركة جلينكور.

وفى 8 أكتوبر الماضى نظم نشطاء المناخ احتجاجا فى مكتب مؤسسة عائلة إيتشيكويتز (صاحبة مجموعة باراماونت أكبر وكالة أسلحة خاصة فى إفريقيا) مسيرة مناهضة لاستخدام الوقود الأحفورى، وتحدث إلى الحشد زعيم يهود جنوب إفريقيا من أجل فلسطين.
ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف
النص الأصلى:
https://bitly.cx/Etnb

التعليقات