لعلنى أسعد الناس بإنشاء وزارة للصناعات الصغيرة، فقد كتبت فى الأسبوع الماضى أطالب الرئيس مع بداية السنة الثانية من حكمه، بمزيد من الاهتمام بالمشروعات الصغيرة، واعتبرتها القاطرة التى يمكن أن تقود نهضتنا فى السنوات المقبلة، إلى جانب المشروعات الكبرى فى البنية التحتية والطاقة والطرق وتنمية سيناء والصعيد وغيرها، والتى سنرى أكبر شواهدها مع افتتاح التوسعات الجديدة بقناة السويس فى السادس من أغسطس المقبل، وهو إنجاز بكل المقاييس، ليس فقط لآثاره المهمة على الاقتصاد والتشغيل والتنمية، وإنما لكونه يعكس فلسفة حكم يسابق الزمن ويقدس قيمة العمل.
قبل ذلك بشهر، وفى نفس المكان، قلت إن وزارة التجارة والصناعة والمشروعات الصغيرة هى «وزارة المرحلة»، واعتبرت أن توجيه اهتمام أكبر للمشروعات الصغيرة ضرورة قصوى...» لأنها دون غيرها يمكنها أن تشعرنا وبسرعة بأن ثمة تغييرا يجرى على الأرض، لأن زيادة الرقعة الزراعية، وتحسين البيئة التعليمية، ونشر المستشفيات والمراكز الصحية فى أقاليم مصر، وهى أمور مهمة قطعا، لن تؤتى ثمارها سريعا، ستحتاج إلى سنوات كى يلمس الناس آثارها، وهو أمر مختلف فى حالة المشروعات الصغيرة، التى يمكنها أن تضيف بسرعة إلى الناتج القومى من ناحية، وأن تستوعب مئات الألوف من العاطلين فتنعش سوق العمل وتخفّف مساحات الغضب بين الشباب من ناحية ثانية».
واقترحت أن نتحرك فى دعم المشروعات الصغيرة وفق رؤية تسمح بالاستفادة من قدرات الشباب وتوفر لهم مصادر كريمة للدخل، وتزيد كذلك من الناتج القومى ودخل البلاد من العملة الصعبة...«نريد أن يكون مئات الشباب ملّاكا أو مساهمين فى مصانع لتدوير القمامة مثلا، نريد ورشا مجمّعة لإنتاج الجلود أو الملابس أو الأحذية أوالموبيليا أو لعب الأطفال أو قطع غيار السيارات أو تصنيع المنتجات الزراعية بأسعار منافسة داخل مصر وخارجها، وهو أمر لن يتحقق دون تخطيط وتنسيق حكومى، يذلل الصعاب ويوفر دراسات الجدوى الاقتصادية».
لم أكن وحدى من تبنى هذا المطلب، ففى حدود متابعتى، كتب الدكتور محمود عمارة، وهو واحد من قلائل يطرحون أفكارا ومبادرات ويتوجهون بكتاباتهم للمستقبل، فى مقاله بالمصرى اليوم الاثنين الماضى فى الإطار ذاته، بل أنه طالب صراحة بإنشاء وزارة للصناعات الصغيرة.
كل ما أطلبه ان يجرى العمل فى ميدان المشروعات الصغيرة بأسلوب علمى، لا نريد أن يتكرر هذا المشهد البائس: مشروعات فاشلة ومنتجات لا أحد يشتريها وقروض لا يستطيع الشباب تسديدها، وتبدأ لعبة القط والفأر بين البنوك والمقترضين، كما جرى الحال طوال سنوات بين الصندوق الاجتماعى للتنمية وشباب الخريجين.
أتمنى أيضا أن يجرى االعمل بالسرعة والحماسة ذاتها التى يجرى بها إنجاز المشروعات الكبرى، فالآثار السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمشروعات الصغيرة، لا تقل أهمية عنها.
على هامش الزيارة.
هذا البوست كتبته بصفحتى على الفيس بوك عقب المؤتمر الصحفى للرئيس مع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، واليوم أعيده:
فى كل مرة أشاهد رئيسنا المحترم عبدالفتاح السيسى يتحدث إلى العالم أشعر بفخر واعتزاز شديدين.
هذا رجل صادق، وطنى، لديه من قوة الحق ووضوح الرؤية ونبل الهدف، ما يمكنه من الرد على خصومه مهما كانت القضية معقدة.
فخور جدا بك ياسيادة الرئيس.. أعانك الله وسلّمك من كل سوء.