كيف نحبط مخطط الإخوان؟ - عماد الغزالي - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 4:52 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيف نحبط مخطط الإخوان؟

نشر فى : الإثنين 11 نوفمبر 2013 - 7:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 11 نوفمبر 2013 - 7:00 ص

الآن وقد قبع مرسى فى الزنزانة وبدأت محاكمته، هل تتوقع أن توقف الجماعة و«تحالف دعم الإرهاب» مظاهراتهم ومسيراتهم المطالبة بعودة رئيسهم المعزول للحكم؟

قطعا لا. قلت لك من قبل إنهم لن يتوقفوا عن هذه الممارسات البائسة، ليس لأنهم أصحاب قضية، ولا لقناعتهم أن مرسى آت لا ريب فيه، وإنما لأن الدعم القطرى والتركى مستمر، ولأن التعليمات هى أن يجهدوا قوات الأمن، وأن يشتتوا تركيز الحكومة، وأن يعكننوا على الناس، وأن يعرقلوا خارطة المستقبل، هكذا يفكر الإخوان وقادتهم ومعزولهم، ولعل هذا يفسر لك تشبثهم بمظلومية «رابعة»، كربلائيتهم الجديدة التى صنعت فى تركيا، على يد «أردوجان»، بعد أن أفسدت ثورة المصريين فى 30 يونيو مخططاته، وأيقظه انحياز جيش مصر العظيم لإرادة الشعب من أوهام الخلافة.

طيب، إذا كان هذا هو مخطط الجماعة، فماذا نحن فاعلون؟

هناك أصوات عديدة تدعو لأن «نعكنن عليهم» كما يعكننون علينا، فنكتب على الجدران كما يكتبون، ونشتم مرسى والمرشد والجماعة، كما يشتمون جيش مصر ويسيئون إلى قائده، ونخرج فى مسيرات مناهضة لهم، نعلن فيها رفضنا للمصالحة وعودتهم للحياة السياسية بأى شكل، ونحاصر مؤسساتهم الاقتصادية التى تمول أنشطتهم الإرهابية فى سيناء وغيرها.

العيب الرئيسى فى هذه الحلول أنها تدفع فى اتجاه تعميق الفجوة بين أتباع الإخوان وبقية المصريين، والمطلوب هو تجسير هذه الفجوة لا تعميقها، كما أنه يجعلنا مجتمع منشغل بالكيد والحشد والحشد المضاد، وهى أجواء لا تفيد فى بناء دولة، وتخدم بالأساس مخطط الإخوان، لإفشال الدولة.

الحل برأيى ينبغى أن يسلك عدة مسارات:

مسار أمنى يتتبع تحركات الجماعة لإرباك الدولة وتعطيل مصالح الناس، وهو اتجاه سيأخذ منحى تصاعديا مع الإعلان عن فك الحظر ورفع حالة الطوارئ فى 14 نوفمبر المقبل، وأظن أن الجماعة ستدعو أعضاءها فى الليلة ذاتها للاحتشاد فى الميادين، وربما الاعتصام فى ميدانى رابعة والنهضة مستعيدين أجواء ما قبل فض الاعتصام، رافعين الشعارات ذاتها، ومطالبين بالإفراج عن الرئيس «الشرعى» ومحاكمة «قادة الانقلاب»، وهى لحظة ينبغى أن تستعد لها الحكومة بقوة وحسم.

المسار الثانى يتعلق بالدولة، التى عليها أن تمضى بإصرار على طريق تنفيذ خارطة المستقبل فى توقيتاتها المحددة، وسيكون التزامها ببنود الخطة رسالة للخارج أن مصر تسير على الطريق الصحيح، وللداخل، أنها ماضية فى طريقها بصرف النظر عن عراقيل الجماعة واتباعها.

المسار الثالث يتعلق بالحكومة، التى عليها أن تثبت انحيازها إلى غالبية المصريين، خصوصا على الصعيد الاقتصادى والاجتماعى، وأن تتبنى مبادرات شجاعة ومن خارج الصندوق، فتباطؤ الحكومة وعدم وضوح خياراتها، هو الثقب الذى تتصور الجماعة أنها يمكن من خلاله أن تجذب لمواقفها مؤيدين جدد، تركب موجة غضبهم، كما ركبت من قبل موجة الغضب ضد مبارك ونظامه.

المسار الرابع يتعلق بنا نحن غالبية المصريين، وأدعوكم بلا تردد أن تواصلوا حياتكم كما اعتدتموها، وأن تتعاملوا مع «سخافات الجماعة» باعتبارها من منغصات حياتنا العامة، وما أكثرها، وأن نصر على محاكمة مرسى ورفاقه كما حوكم مبارك ورفاقه، وأن نواصل دعمنا للجيش والشرطة فى مواجهة الإرهاب، مدركين أنها حرب طويلة وشرسة، وأن ندعو للمخدوعين من أتباع الجماعة ــ وما أكثرهم ــ بالهداية، فإذا كانت الجماعة لا تحرص على دمائهم وتلقى بهم إلى التهلكة تنفيذا لمخططاتها، فنحن حريصون عليهم، ونعلم أنهم غدا سيعودون إلى حضن الوطن، بعد أن يكتشفوا الوجه القبيح للجماعة، وهو يوم نرجو أن يكون قريبا.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات