العلاقة بين روسيا وحماس فى ظل الحرب الحالية - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:49 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العلاقة بين روسيا وحماس فى ظل الحرب الحالية

نشر فى : السبت 11 نوفمبر 2023 - 8:20 م | آخر تحديث : السبت 11 نوفمبر 2023 - 8:20 م

يشكل الدعم الروسى الواضح لحركة «حماس» فى أعقاب أحداث السابع من أكتوبر نقطة تحول فى العلاقات الروسية الإسرائيلية. إذ صرح الرئيس الروسى بوتين بأن الهجمة على إسرائيل كانت غير مسبوقة، لكنه فى الوقت نفسه، اتهم إسرائيل بأنها قامت بردة فعل وحشية.
إن تعزيز العلاقة بين روسيا وحركة «حماس»، يعكس الاستراتيجيات الروسية المتمثلة فى الحفاظ على العلاقات الجيدة مع أطراف الصراع المختلفة. وبالنسبة إلى «حماس»، هناك أهمية كبرى كامنة فى العلاقات مع روسيا.
الآن، منظومة المصالح الروسية لا تميل إلى مصلحة إسرائيل. فالمصلحة الروسية الأساسية اليوم تتمثل فى تحويل انتباه الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، عن أوكرانيا. وازدياد التدخل الأمريكى فى الشرق الأوسط يخدم هذا الهدف. وفى المقابل، فإن روسيا تتهم الولايات المتحدة بالمسئولية عن اندلاع الاشتباك الراهن. وثانيا، تطمح روسيا إلى إعادة ترميم مكانتها، كونها لاعبا دوليا مؤثرا، ولذا، فهى تحاول ترويج وقف إطلاق النار فى قطاع غزة. وإلى جانب ذلك، فإن منظومة العلاقات القائمة بين روسيا وإيران تحولت إلى حلف استراتيجى، نتيجة الحرب فى أوكرانيا، وبهدف الحفاظ على هذه العلاقة، تروج موسكو سياسة مؤيدة تجاه حلفاء إيران، وخصوصا حركة «حماس»، إذ إنه من المريح لموسكو أن الولايات المتحدة باتت تركز اهتمامها على الشرق الأوسط.
ينعكس الدعم الروسى لحركة «حماس» فى الخطوات التى اتخذتها موسكو على الساحة الدولية. روجت روسيا مقترحا فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يدعو إلى وقف إطلاق النار، إلا أن المقترح الروسى لم يتضمن إدانة لحركة «حماس»، بل شمل استنكارا للعنف وأعمال الإرهاب ضد السكان المدنيين، وهو تعبير من شأنه أن يتم تفسيره، إما كاستنكار لأفعال «حماس»، وإما كاستنكار لنشاط إسرائيل فى غزة. وفى 25 أكتوبر الماضى، استخدمت روسيا حق النقض «الفيتو» فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد مقترح أمريكى دعا إلى إدانة حركة «حماس» وتأييد حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها. ولاحقا، صعدت روسيا خطابها المناهض لإسرائيل من خلال العودة إلى المصطلحات السوفيتية، ففى 2 نوفمبر الحالى، أنكر السفير الروسى لدى الأمم المتحدة حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، بادعاء أن إسرائيل دولة احتلال.
كما تظهر تصريحات كبار مسئولى حركة «حماس» مدى التقارب بين حركتهم وروسيا. فعلى سبيل المثال، فى مقابلة أجرتها قناة روسيا اليوم الرسمية التابعة لروسيا، قال على بركة، وهو قيادى فى حركة «حماس»، إن تنظيمه قام بتبليغ موسكو بشأن الهجمة، بعد وقت قصير على انطلاقها. كما قام وفد من حركة «حماس» بزيارة لروسيا خلال الحرب، وأعلن القيادى فى الحركة موسى أبو مرزوق أن «روسيا هى الصديقة الأقرب لحركة حماس. كما صرح خالد مشعل، أحد مسئولى حركة «حماس»، فى مقابلة أجرتها معه قناة مصرية، بأن الروس بهرتهم الهجمة التى نفذتها حركته، وأنهم سيدرسونها فى كلياتهم العسكرية.
ولا يقتصر الدعم الروسى لحركة «حماس» على الساحة الدبلوماسية الدولية. إذ إن هناك شهادات تشير إلى وجود وسائل قتالية روسية فى أيدى حركة «حماس»، وضمنها صواريخ مضادة للدروع، وصواريخ أرض ــ جو، وغيرها، على ما يبدو، نقلتها إيران، فى ظل تجاهل روسى للأمر. وإلى جانب ذلك، فى المقابلة نفسها، المشار إليها سابقا، فى قناة روسيا اليوم، ادعى بركة أن روسيا منحت حركة «حماس» وكالة إنتاج بنادق كلاشنكوف الآلية، وذخائر مناسبة لها. كما تستخدم الذراع العسكرية لحركة «حماس» خوادم حاسوبية روسية. وعلى المستوى الاقتصادى أيضا، يمكن رؤية استناد حركة «حماس» إلى بورصة كريبتو الروسية، من خلال تحويل عشرات ملايين الدولارات عبر محافظ رقمية، للتحايل على العقوبات الأمريكية. وبحسب تقارير أوكرانية، لقد ساعدت مجموعة فاجنر على تدريب «مقاتلى حماس».
يضاف إلى ذلك أن وسائل الإعلام الروسية الرسمية تبنت هى أيضا خطا واضحا مؤيدا للشعب الفلسطينى. كما أن وسائل التواصل الاجتماعى فى روسيا، على غرار تليجرام، يسودها خطاب حاد مناهض لإسرائيل، وملىء بمظاهر فظة معادية للسامية.
إن تصريحات بوتين، وسلوك روسيا بعد أحداث السابع من أكتوبر، تزيد فى وضوح فشل المفهوم الخاطئ الذى يقول إن روسيا لن تقف ضد إسرائيل فى ساعات الاختبار. إن التغييرات الواجبة فى سياسات إسرائيل تجاه روسيا تتمثل فى الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة بصورة لا تحتمل الشك، ويشمل ذلك تقديم الدعم إلى أوكرانيا. وكلما سارعت إسرائيل إلى تكييف سياساتها وفق هذا التحدى، كلما تحسن التوازن الاستراتيجى لمصلحتها فى الشرق الأوسط وخارجه.

أركادى ميل وبات فيلدمان
معهد دراسات الأمن القومى ــ مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات