** أصل هذا العنوان يملكه الزميل المبدع حازم الكاديكى فى مقاله عن السوبر المصرى لصحيفة الكأس السعودية. وفى مقال حازم الكثير عن الأهلى وعن الزمالك والسوبر والإمارات. إلا أن نص عنوان الكاديكى هو: «الأهلى لا يتكلم إلا بالالقاب». وهذا صحيح، فهذا فريق جمع 156 بطولة وفاز بـ 16 لقبا للسوبر المصرى من 23 بطولة. وتلك الأرقام تنسب لفريق عنده شخصية البطل وهى الشخصية التى لعب بها أمام الزمالك فى ليلة السوبر. فقد بدأ اللقاء مهاجما، رافعا شعار الفوز بينما تراجع الزمالك مدافعا، معتمدا على هجمات مرتدة تذهب إلى العداء شيكوبانزا السريع جدا، والذى يجرى بالكرة دون أن يرى نهاية الجرى ولا إلى أين يجرى. فيذهب إلى لا شىء.
** الزمالك نشط فى بداية الشوط الثانى، وكان ذلك نشاطًا متأخرًا، لكن البداية الدفاعية بدت كأنها إعلان يقول: «لن نستطيع». لن نقدر فتح المباراة ومبادلة الأهلى الهجوم، وهذا حساب ليس من حسابات ديربى الأهلى والزمالك، بما له من تاريخ طويل بجانب شعبية الفريقين الكبيرة. الهدف الأول جاء من ثنائية بين زيزو وبن شرقى تمريرة ساحرة من زيزو واستلام ومراوغة من بن شرقى وتسجيل هدف بعلم الوصول. والهدف الثانى جاء انطلاقا من طاهر محمد طاهر وفى اللحظة الأخيرة كانت التمريرة العرضية القوية إلى مروان عطية لاعب الوسط المدافع الذى تضعه الأرقام فى «الخانة 6». فكان فى تلك اللحظة فى «الخانة 8» أو «فى الخانة 9» فى قلب صندوق الزمالك. وصحيح أن الأرقام تعد تقسيما للمراكز أو الواجبات، لكن تقييم اللاعب يرتفع حين يكون قادرا على أداء مهام حرة من قيود أرقام الكتب.
** نجح التنظيم الدفاعى للأهلى فى الحد من خطورة عمرو ناصر وشيكوبانزا، وناصر ماهر الذى تأخر كثيرا. وتفوق وسط الأهلى مروان عطية وديانج وقد عزز الثنائى فى بعض الأحيان محمد هانى وزيزو وهو ما خفف من عبء الضغط على خط الظهر، فلم يعد هناك خطوط مكلفة بواجبات ولكن الفريق كله مكلف بواجبات الهجوم والدفاع وفقا لقدرات ومهارات لاعبيه. ومع ذلك سيكون عمرو ناصر ومحمد إسماعيل ومحمد شحاتة من نجوم المستقبل فى الزمالك.
** وأتوقف هنا مدركا أن انتقال النجوم الكبار بين أندية الديربى يترك أثارا سلبية، وقد كان ذلك حال جماهير الأهلى والزمالك بسبب حسين حجازى مثلا، وتكرر الشعور بالضيق مع انتقالات نجوم من هنا إلى هناك أو العكس لكن الضيق لا يجب أن يتحول إلى إساءات. وفى الوقت نفسه كان واجبا على زيزو أن يدرك أن الزمالك صنع منه نجما، وأن جمهور الزمالك أحبه إلى درجة العشق، وكان عليه بما أعرفه عنه من ذكاء وثقافة أن يمسك بفرحته بالهدف الأول رغم أنه لم يسجله وأقول ذلك رغم أن فرحته رسمتها ضغوط كبيرة عانى منها. كذلك كان من الخطأ عدم مصافحة نائب رئيس نادى الزمالك فى لحظة التتويج. لم يكن ذلك تصرفا مقبولا ولا حكيما، مهما كان ومهما حدث. إن سلوك النجوم يكون محسوبا جدا؟
** البطولة جرت فى أجواء احتفالية رائعة، وكانت كلمات يعقوب السعدى وعامر عبد الله أثناء حفلة النهائى شديدة البلاغة تحمل رسالة واضحة وهى تعزيز وتأكيد العلاقة الراسخة بين مصر وبين دولة الإمارات. وهذا هى الرياضة. إنها جسر الصداقة والمحبة بين الشعوب. فأجواء الاحتفال بالبطولة وبالفرق المصرية المشاركة فى السوبر، بدت كاحتفال بمصر فى ضيافة الإمارات. وأنصتوا لعامر عبد الله المعلق الرائع وهو يشدو بالأهلى والزمالك وبهذا الديربى الأول فى الشرق الأوسط، وبهذا الرقم القياسى للمشاهدات لوقائع السوبر على ومواقع التواصل الاجتماعى متجاوزا المليار مشاهدة وفى الوقت نفسه يشدو بالفنون المصرية وبالحضارة المصرية وبنجوم الأدب والثقافة والموسيقى والغناء والفن فى مصر، وقد كان ذلك هو حال جميع الزملاء الإعلاميين فى الإمارات وهم يغطون الحدث، بأعلى مستويات المهنية.
** السوبر المصرى فى الإمارات صنع حالة من البهجة فى رحاب الفرق المصرية الأربعة وفى مقدمتها الأهلى والزمالك. فكل شىء بتنظيم دقيق، وكل شىء مصبوغ بحالة فرح وترحاب. إنها الرياضة جسر الصداقة والمحبة بين الشعوب. وإنها أيضا الصناعة وتسويق منتج الكرة المصرية والأهلى والزمالك فى الإقليم بأفضل طرق التسويق.. مبروك اللقب للأهلى وهارد لك للزمالك ومبروك هذا النجاح لفريق تنظيم السوبر.