مثلما قامت علاقة فنية قوية بين المخرج بركات وفاتن حمامة، فعملا معا بدون توقف منذ 1951 حتى نهاية حياة كل منهما، فإن ماجدة كانت فى أشد الحاجة إلى مخرج من طراز أحمد ضياء الدين كى يؤمن بها ويقودها فى عدد من الأفلام هى بلاش شك الأفضل فى حياة الممثلة، كما أنها بمثابة مرحلة مهمة للتغيير، ولهذا السبب فمن المهم عقد مقارنة بين نفس الرحلة لدى كل هذه الأطراف، قد كانت ماجدة فى أفضل حالاتها فى أفلامه منها: «أين عمرى»، «وأرضنا الخضراء»، «المراهقات» وأيضا «مع الأيام»، فهذه الأفلام هى نقاط ضوء فى مصير ماجدة، ما جعلها تلتقى إلى مصاف أو مقارنة مع زميلاتها فاتن، قد كانت ماجدة دوما هنا مليئة بالحيوية، والتوقد على غير العادة، وفى فيلم مع الأيام خرجت الممثلة من عباءة الفتاة المراهقة التى تمر بتجربة الحب للمرة الأولى، وهى مجرد تلميذة ترى أن الزواج أو الحب أشبه بلعبة من ألعاب البنات الصغيرات، لكنها لا تلبس أن تلسع أصابعها من نيران بالغة الشدة، ولكن فى فيلم «مع الأيام» فإن عفاف بدت مختلفة، فهى طبيبة شابة فقدت زوجها "ابن عمتها" الذى ترك لها طفلين دون الخامسة من العمر، وهى تعيش بين بيتها مع عمتها وبين المستشفى التى تعمل بها، يتولى رعايتها مهنيا أستاذها ورئيس القسم الذى يجسده أحمد علام، إلى أن يدخل حياتها مهندس يدعى عادل، لم يسبق له الزواج من قبل، ويتسلل المريض إلى حياتها وتقوم بينها عاطفة قوية، تتغير من خلالها حياة الطبيبة الشابة فتمنح اهتمامها إلى عادل، ما يؤلم العمة التى ترى أن تلك العلاقة قد تؤثر بشكل ملحوظ على حفيديها، وفى البداية تحذر العمة عفاف من التمادى فى هذه العلاقة، التى ستنتهى حتما بالزواج، وعندما تبدو عفاف ضعيفة أمام مشاعرها فإن الجدة تترك البيت وترفع قضية على أرملة ابنها كى تضم حضانة الصغيرين إليها، لكن هذه المرأة العجوز تعود مرة أخرى إلى البيت من أجل إنقاذ الموقف، تتطور الأحداث حيث يصدر أمر بنقل عادل إلى منطقة جبلية فى صعيد مصر البعيد، ويصبح على عفاف الاختيار ان تذهب معه بعد ساعات أو أن تعود إلى ولديها، إنها فى موقف بالغ الحرج والقسوة، فالحياة تخيرها بين الزوجية والأمومة، وفى مشهد السفر فإن هذه المرأة تبدو قد صارت أكثر نضجا عليها أن تغلب الأمومة فيها المرأة العاشقة التى تبحث عن حقها فى الحياة فتترك عادل فى مشهد مفتوح كى ترجع إلى الطرف الآخر من العلاقة.
فى الكثير من الأفلام التى أخرجها بركات، وضياء الدين فإن الزوجة المصرية التى أنجبت الأولاد يجب أن يتحتم عليها أن تترك عواطفها جانبا وأن تعود إلى أسرتها، وهذه المرأة فى الغالب أرملة وهبت حياتها إلى الكيان الاجتماعى، مثلما حدث فى امبراطورية م، ولا أتذكر أن هناك أفلاما تم فيها ضم الرجل الغريب إلى الاسرة لذا فإن قانون السينما المصرية يرى أنه محكوم على العاشق أن يضحى من أجل حبيبته، باعتباره جسدا غريبا بشكل ملحوظ، وهذا القانون إنسانى فى المقام الأول موجود بشكل ملحوظ فى رواية كتبها الألمانى ستيفان زفايج ترجمناها بجنوحه، وقد حولها إحسان عبد القدوس على قصة قصيرة بنفس الاسم قامت السينما المصرية بتحويلها إلى فيلم لم يكتمل عام 1963 كما تم إنتاج الرواية بالاسم نفسه 1977 فى فيلم من إخراج نادر جلال وبطولة نجلاء فتحى فى دور الأم وأحمد مظهر فى دور الأب وحسين فهمى فى دور العاشق، أى إن السينما المصرية، والأدب العالمى أيضا يضعان الترابط الأسرى فى المقام الأول، بصرف النظر عن الفترة الزمنية أو التطور الحضارى، وهذا أمر محمود فى الإبداع بكافة أشكاله، بمعنى أن الأخلاق والارتباط العائلى قبل كل شىء.