غدا أول استحقاقات ثورة المصريين فى 30 يونيو، التصويت على دستور الثورة.

ثقتى كاملة فى أن نسبة التصويت ستكون مرتفعة، وكذلك نسبة الموافقة.

ليس هذا استفتاء على دستور الثورة فحسب، ليس قبولا أو رفضا لما يحتويه من مواد عن هوية الدولة ونظام حكمها وسلطاتها، ليس جدالا حول ما تمنحه نصوصه من حقوق للعمال والفلاحين والمرأة والطفل والشباب والمعاقين وهو كثير.

إنه استفتاء على نهاية سنة كارثية من حكم المرشد وتنظيمه الدولى وإخوانه.

طى صفحة سوداء قاتمة، انكشفت فيها المؤامرة الدولية على مصر، وبدا أطرافها وحلفاؤها عرايا دون ورقة توت واحدة.

إعلان لبداية مرحلة جديدة وفارقة فى تاريخ مصر عقب ثورتين فى ثلاث سنوات، أطاحت الأولى بنظام فاسد مستبد، تيبست أطرافه وتكلست أعضاؤه من طول بقائه واحتكاره السلطة لأكثر من ثلاثين عاما، وأزاحت الثانية بنظام خائن عميل، لا يعرف للوطن قيمة ولا للوطنية معنى.

نظام لا يمانع فى بيع مصر بالقطعة، ولا يجد حرجا فى التآمر على جيشها وشعبها ومؤسساتها. نظام يعادى فكرة الدولة وما ترمز إليه من استقلالية وسيادة، ولا يرى فى بلد علم الدنيا معنى الحضارة، وأهدى للإنسانية قيمها الأخلاقية الرفيعة قبل آلاف السنين من ظهور الديانات السماوية، سوى إمارة صغيرة، «حفنة تراب نتنة» كما قال منظر إرهابهم وتكفيرهم سيد قطب، خطوة فى الطريق إلى أوهامهم العبثية الضالة عن الخلافة وأستاذية العالم، تنفيذا لمخطط إجرامى يرعاه تنظيم غامض، وتشارك فيه قوى دولية وإقليمية.

الاستفتاء على الدستور يدفع بنا إلى أفق جديد، ينهى ثلاث سنوات من التيه والارتباك والخداع والعبث، يؤكد إصرار الشعب وجيشه وقيادته وقواه السياسية والشبابية على المضى قدما فى تنفيذ خارطة الطريق، رغم كل العقبات والسخافات والألغام التى يضعها تنظيم الإخوان الإرهابى وحلفاؤه فى الداخل والخارج.

الاستفتاء على الدستور يعنى نعم لمصر دولة مدنية مستقلة.

دولة لكل أبنائها مسلمين ومسيحيين.

دولة تحترم حقوق مواطنيها فى الاعتقاد والعبادة، ولا تميز بينهم إلا بقدر إخلاصهم وتفانيهم وعملهم.

دولة قرارها «من دماغها»، لا من خارج حدودها.

الاستفتاء على الدستور بداية الألف ميل.

نقطة الانطلاق نحو حلمنا بمصر كبيرة عزيزة مستقلة قادرة.

الحلم يلوح فى الأفق، وشعبنا قادر بإذن الله على تحقيقه.