الطبيعة والتنشئة - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:47 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الطبيعة والتنشئة

نشر فى : الجمعة 13 مارس 2015 - 10:05 ص | آخر تحديث : الجمعة 13 مارس 2015 - 10:05 ص

نشرت مجلة الإيكونوميست مقالا حول تعليم الفتيات وأهمية التغلب على التقاليد المقيدة لهذا الحق، محللا أداء الإناث بالنسبة للذكور على مستوى التعلم، وموضحا مدى تفوق الإناث فى بعض العلوم. ويشير المقال فى البداية إلى ما كتبته ستندال أن «جميع العباقرة الذين ولدوا نساء فقدناهن بسبب نظرة المجتمع». وقد تم التغلب على هذه الحقيقة المدمرة فى العالم الغنى على الأقل.

حيث تشكل الفتيات الآن أكثر من نصف الخريجين الجدد فى نادى منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية وأغلبهم من البلدان الغنية. وهن يشكلن نحو 60 فى المائة فى عدة بلدان.

وتسيطر الفتيات الآن بشكل متزايد على مجالات كانت ذكورية فى السابق مثل الطب والقانون. وفى الواقع، من المشتبه به على نطاق واسع أن بعض كليات النخبة الأمريكية تقبل طلابا بدرجات منخفضة حتى تتساوى أعدادهم مع الطالبات.

لكن على الرغم من هذا التقدم الهائل، لاتزال الأحكام المسبقة تعرقل الفتيات والفتيان أيضا. ولحسن الحظ، فإن تحقيق التعادل بينهم، على الأقل داخل المدارس، ينبغى أن يكون أسهل بكثير من تغيير قرون من السلطة الأبوية.

ويشير المقال إلى النتائج التعليمية والتى يبدو أنها مازالت تدعم الفكرة القديمة القائلة بأن القدرات الفكرية تختلف بين الذكور والإناث. وقد كشف تحليل أجراه برنامج تقييم الطلاب لاختبارات للأطفال من سن 15 عاما فى أكثر من 60 بلدا عن بعض أنماط مماثلة. حيث حققت الفتيات فوزا ساحقا على الفتيان فى القراءة والكتابة، ولكن أداء الأولاد كان أفضل فى الرياضيات.

كما أن البنين أقل أداء للواجبات المنزلية وأكثر عرضة للفشل فى جميع المواد. وتعكس التخصصات التى يختارها كل من الجنسين فى الجامعة قدراته السابقة فى المدرسة. فتشكل النساء النسبة الغالبة فى التعليم والصحة والفنون والعلوم الإنسانية. ويتميز الرجال فى الحوسبة والهندسة والفيزياء.

وربما يشير ذلك إلى أن التمايزات الثقافية ثابتة، حيث النساء أكثر قدرة واجتهادا، ويتفوق الرجال فى العلوم الدقيقة. وإذا ألقينا نظرة عن قرب على البيانات، سوف نكتشف تفسيرا جديدا لشكوى ستندال: حيث تضيع الكثير من القدرات بسبب الصور النمطية الراسخة.

***

ومن الحقائق المذهلة، على حد وصف الإيكونوميست، والتى كشف عنها برنامج تقييم الطلبة أنه عندما يقوم المعلمون بإجراء اختبار القراءة والكتابة من دون معرفة الممتحن، تتقلص الفجوة بين الجنسين بمقدار الثلث. حيث إن معظم المدرسين فى العالم الآن من النساء، اللاتى يسهل عليهن اكتشاف القدرات على الفور عند ظهوره فى أشباههن. فيعطين درجات أفضل، ربما دون قصد، إلى الإجابات المنضبطة والمنظمة والأنيقة، وهى الصفات التى يربطها المجتمع بالفتيات، ولكن ليس على القراءة وفهم النص.

وتدمر الدرجات الفقيرة الحافز، حيث يوضع التلاميذ فى مجموعات القدرات الأقل، بحيث تتحول التقييمات المتحيزة إلى نبوءات تحقق ذاتها. ويثير التخلف فى القراءة والكتابة، كما ينسب إلى الأولاد، القلق بشكل خاص، لأن القراءة لازمة لتعلم أى شىء آخر. والحل بسيط وهو إخفاء هوية الطلاب فى الاختبارات المدرسية، كلما كان ذلك ممكنا.

ويوضح المقال أنه فى بعض الأحيان يكون من المنطقى مسايرة اتجاه الرياح. حيث يقبل الصبيان الصغر على القراءة عندما تدور الموضوعات عن الزومبى أو الأبطال الخارقين، بينما يفضل الأكبر سنا الصحف أو الكتب المصورة؛ ومن ثم يجب أن يكون كل ذلك متاحا.

وغالبا ما تظهر الصور النمطية، إذا كانت الفتيات يعتقدن أنهن لن يستطعن حل المسائل الحسابية، ويعتقد الفتيان أن الكتب مضجرة، فلن يكون أداء أى منهم جيدا بما يماثل قدراتهم. حيث يتواءم التلاميذ مع التوقعات المنخفضة، أو يلتقطون إشارات دقيقة عن الاختلافات بين النوعين. ففى الرياضيات على سبيل المثال، إذا سألت مراهقات عن مدى ثقتهن فى قدرتهن على حل معادلة نظرية، سوف يقيمن فرصهن بقدر يتساوى مع الفتيان. ولكن عندما يتضمن السؤال حسابا لكفاءة الوقود فى السيارة، يتراجعن.

***

وفى الختام يرى المقال أنه ما يدعو إلى التفاؤل فى هذا التحليل، أن الفجوات بين الجنسين يمكن أن تضيق مع ارتفاع مستوى التحصيل فى جميع المجالات. حتى إن تحسين فرص التعليم للجميع، أكثر أهمية من استئصال التحيز الخفى. حيث يحقق البنين فى البلدان ذات المدارس الأفضل تفوقا فى القراءة عن الفتيات فى أماكن أخرى. وفى شنغهاى لا يفشل الشباب، من الجنسين، فى أى شىء. ويتساوى أداء الفتيات فى الرياضيات مع زملائهم الذكور، وربما يحققن تقدما بفارق كبير عن الأولاد فى أماكن أخرى.

التعليقات