القطارات تعود إلى سيناء - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:31 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

القطارات تعود إلى سيناء

نشر فى : الثلاثاء 13 أغسطس 2024 - 8:15 م | آخر تحديث : الثلاثاء 13 أغسطس 2024 - 8:15 م

خبر إيجابى جديد.. عبور أول قطار لنقل الحاويات من ميناء الدخيلة فى الإسكندرية إلى سيناء.. وقريبًا تعود قطارات الركاب مرة أخرى إلى سيناء بعد توقف استمر لسنوات.
كتبت قبل أيام قليلة فى هذا المكان عن خبر إيجابى آخر مهم وإيجابى هو عودة تحويلات المصريين فى الخارج إلى شبه مستوياتها الطبيعية.
واليوم أتحدث عن خبر إيجابى جديد، وهو عودة حركة السكة الحديد مرة أخرى إلى سيناء، وهو تطور شديد الأهمية على مستويات متعددة من أول تسهيل حركة الناس مرورًا بالتنمية نهاية بحماية الأمن القومى عبر تكثيف وجود البشر فى هذه البقعة الغالية على قلوبنا جميعًا.
يوم الثلاثاء قبل الماضى أعلن الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، عن عبور أول قطار لنقل حاويات الترانزيت مكون من ٢٥ حاوية من ساحة شركة الإسكندرية لتداول الحاويات بميناء الدخيلة إلى ميناء شرق بورسعيد عبر المحطة التبادلية بالكيلو ٨ إلى وصلة بالوظة إلى خط الفردان وبئر العبد، بعد أن تم الانتهاء من تجديد وإعادة تأهيل خط الفردان بئر العبد بطول ١٠٠ كيلومتر.
وما حدث مؤخرًا هو مرحلة أولى من إعادة تأهيل واستعادة كفاءة هذا الخط مع العريش طابا بطول حوالى ٥٠٠ كيلومتر.
هذا الخط هو أحد المكونات الرئيسية للمر اللوجستى - العريش - طابا. ويفترض أن تشهد الفترة المقبلة تشغيل قطارات الركاب على نفس الخط.
والسؤال ماذا يعنى تشغيل خط السكة الحديد للبضائع أولًا وبعدها الركاب؟
يفترض أن يكون واضحًا أن أحد أهدافنا الرئيسية هو تعمير وتنمية سيناء بصورة صحيحة وكاملة، بحيث لا تسهم فقط فى تنمية وتقدم مصر، بل تكون سدًا حقيقيًا ومانعًا بشريًا أمام أى أطماع خصوصًا للإسرائيليين، ولا يتم ذلك إلا بتحويل وزرع كل سيناء بمستوطنات بشرية، مصحوبة بتنمية زراعية صناعية.
ومنذ الانتصار العظيم والعبور فى أكتوبر ١٩٧٣، ونحن نتحدث عن تنمية سيناء، ورغم وجود عمليات تنمية بالفعل، لكنها لم تكن متكاملة او منسقة، أو توقفت لأسباب مختلفة.
إحدى الآليات المهمة لتعمير سيناء وربطها بالوادى أن تكون هناك مواصلات سهلة ومتصلة للنقل بينها وبين الوادى.
بداية ذلك الحقيقية والواسعة كانت قبل سنوات قليلة بإقامة الانفاق أسفل قناة السويس من بورسعيد شمالًا إلى السويس جنوبًا مرورًا بالإسماعيلية، ثم التوسع فى إقامة الطرق بسيناء، ثم جاءت النقلة المهمة قبل أيام بوصول قطارات البضائع، وسوف يكتمل ذلك بتشغيل قطارات الركاب.
قطارات البضائع ستلعب دورًا مهمًا فى إنشاء ٧ ممرات لوجستية دولية تنموية متكاملة لربط مناطق الإنتاج الصناعى والزراعى والتعدينى والخدمى بالموانى البحرية بوسائل نقل سريعة وآمنة، مرورًا بالموانئ الجافة والمناطق اللوجستية المتكاملة، ونقل البضائع من ميناء شرق بورسعيد إلى جميع أنحاء الجمهورية.
هذا الخط الجديد سيخدم أهالى شمال ووسط وجنوب سيناء، كما سيخدم التجمعات السكنية والصناعية والتعدينية بسيناء، إضافة إلى إنشاء كبارى جديدة فوق قناة السويس.
ويفترض أن تؤدى كل هذه المشروعات إلى تسهيل نقل وعبور المواطنين من وإلى سيناء خلال دقائق قليلة بعد أن كانت رحلة العبور عبر المعديات تستغرق وقتًا يمكن أن يصل إلى ست ساعات.
قد لا يعرف الكثير من الشباب صغار السن أن حركة القطارات كانت موجودة بالفعل فى سيناء، لكنها تعرضت لأزمات ومشاكل وتحديات كثيرة.
القطارات كانت تمر حتى الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٧ عبر كوبرى منطقة الفردان إلى سيناء، ومنها إلى فلسطين، وتم ضرب واستهداف هذا الخط أكثر من مرة، خصوصًا أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام ١٩٥٦، وأعادت الدولة إنشاء الخط مرة أخرى بعد انتهاء العدوان، وظل يصل هذا الخط إلى غزة، حتى جاءت هزيمة يونيو ١٩٦٧، وقام الإسرائيليون بتفكيك هذا الخط.
وفى عام ٢٠٠١ تمت إعادة تدشين كوبرى الفردان، لكنه توقف مرة أخرى بعد أن تمت سرقة ٧٠٪ من الخط خصوصًا فى ٢٠١١، ومن وقتها توقف وصول القطارات إلى سيناء.
نتمنى أن يستمر خط سكة حديد البضائع، وأن نحتفل قريبًا بعودة قطارات الركاب، وأن يتدفق المصريون من كل مكان إلى سيناء لتعميرها والاستيطان البشرى فيها. نجاح ذلك سيقود لتحقيق أهداف استراتيجية متعددة خصوصًا إفشال مخططات إسرائيل لتهجير أهالى قطاع غزة إلى سيناء.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي