حب لا أنساه - محمود قاسم - بوابة الشروق
السبت 14 ديسمبر 2024 9:57 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حب لا أنساه

نشر فى : الجمعة 14 أبريل 2023 - 8:05 م | آخر تحديث : الجمعة 14 أبريل 2023 - 8:05 م
فى ليلة الزفاف يموت العريس قتيلا على يد المنافس العاشق أمام أعين الحبيبة، وتمر السنوات ويظهر شاب من الجيل التالى هو نسخة من العريس المقتول ويتقدم لخطبة العروس القديمة التى لم تتزوج قط، إلا أن والد العروس يرفض دوما مكافأة العاشق الجديد أن يزوجه الفتاة التى لا تزال تعيش على أطلال الماضى ونفهم أن هناك دواعى عاطفية بين الأب بالتبنى لمنعه من الزواج قديما وحديثا.
هذا هو الخط العام لقصة فرنسية تم تقديمها فى السينما المصرية ثلاث مرات بمعالجات مختلفة تماما هى فيلم «خلود» كتبه وأخرجه عز الدين ذو الفقار وقام بدور العروس فاتن حمامة، أما العريس المقتول الذى سيظهر مرة أخرى هو كمال الشناوى وفى عام 1963 أخرج نفس القصة تقريبا المخرج سعد عرفة الذى كتب السيناريو أيضا عن قصة من تأليف أمين يوسف غراب، أما الفيلم الثالث فهو الوفاء العظيم 1974 كتب قصته فيصل ندا أما لسيناريو والحوار فهما للمخرج حلمى رفله الذى صاغ القصة فى إطار حرب أكتوبر.
على حد علمى فإن هذه هى المرة الوحيدة التى يتم فيها تكرار القصة من خلال أطراف الحدوتة مثل أضلع المثلث بينما التفاصيل والشخصيات تختلف تماما، التشابه هنا يأتى أن المرأة الشخصية الرئيسية فى الأفلام تشهد بعينها مقتل حبيبها فى ليلة الزفاف ويموت بين ذراعيها وتبقى على حبها له سنوات طويلة لا يستطيع أى رجل أن يمس شغافها حتى يكبر الطفل الأخ الصغير والعريس المقتول ويصبح شبيها جدا بأخيه وعندما تقابله العروس المكلومة فإن جميع الذكريات تتداعى إليها ويتجدد الحب مع شخص آخر له نفسه الملامح لكنه لا يمتلك صفات القتيل الذى اختفى من الحياة، فى كل فيلم هناك تشابه بين الرجلين وتختلف الوظائف والمهام فمرة نراه شخصا عاديا أو رساما أو مقاتلا، وقد أتاح هذا الأمر لكل كاتب سيناريو أن يضع التفاصيل التى يراها، ونقول أن هذه هى حالة وحيدة من نوعها لأنه ليس هناك تكرارات بعينها سوى أن هناك حبيب يموت قتيلا والعروس التى تظل وفية لحبيبها المقتول حتى يظهر من يشبه فيتجدد الحب وسط مواقف احتجاجية من شخص يود الزواج من هذه الفتاة ذات الحسب والنسب.
هناك شخصيات متعادلة بين الأفلام الثلاثة الأول كمال الشناوى فى خلود ثم الفنان عادل «جلال عيسى» فى «حب لا أنساه» وايضا الضابط «محمود ياسين» فى «الوفاء العظيم» وعلى جانب آخر فإن هناك ثلاث رجال موجودين فى حياة العروس الثكلى يحاولون الضغط عليها عاطفيا ويظلون إلى جانبها دون أن ينالوها وهم عز الدين ذو الفقار فى الفيلم الأول وعماد حمدى فى الفيلم الثانى وكمال الشناوى الأب فى الفيلم الثالث.
من المعروف أن سعد عرفة لا يميل إلى الاقتباس كما أن الأديب يوسف أمين غراب يقتبس النصوص العلمية ويكتب ويحولها إلى أبطال روايته وأفلامه، لذا لا نستطيع أن نزعم أن النصوص مقتبسة إلا من خلال أطراف أضلاع المثلث فقط، ففى حب لا أنساه يموت الحبيب فى اللقطات الأولى من الفيلم أمام حبيبته أمال التى تبقى عزباء بدون رجل حتى تمر سنوات، وذات يوم تذهب لمشاهدة معرض فنى، فأذا بحبيها القديم قد تجددت فيه الدماء والحياة فى صورة عادل الرسام الشاب وتعرض عليه شراء اللوحات كى تحتفظ بها مثلما تحتفظ بأشياء حبيبها الراحل وتكتشف أن عادل هو شقيق الأصغر لحبيبها أن يشاهد حبيبه أخيه وطلب منه ذلك ولكن القدر لم يمهله أن يفعل ذلك، الأن نحن أمام بين ماضيها وحاضرها، الماضى هو حبيبها المقتول الذى من أجله أن تبقى وفية أما الحاضر فيتمثل فى عادل الذى يتسلل إليه الحب شيئا فشيئا وينافسه على قلبها الاستاذ شريف «عماد حمدى» الذى يريد الزواج منها ويعطيها الفرصة الأخيرة، كما نرى أن القصص متشابهة وأن المحتوى غير متشابه مما يضع الناقد فى منظور حساس للغاية ففى الكتابة هناك حرية التفاصيل التى ترجع المؤلف والمخرج.
هذا الحب يبقى مؤرقا من خلال أن الفنان عادل يرفض أن تحبه أمال لمجرد أنه شبه أخيه لذا فهو فى حالة أرق ويصبح على الفتاة أن تعود مرة أخرى إلى ماضيها دون أن ترتبط بأى رجل لأن فى حياتها حبا لا تنساه اسمه حسين.
التعليقات