‎أمريكا وإيران.. هل تحدث المعجزة؟ - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأربعاء 16 أبريل 2025 12:19 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

‎أمريكا وإيران.. هل تحدث المعجزة؟

نشر فى : الإثنين 14 أبريل 2025 - 6:35 م | آخر تحديث : الإثنين 14 أبريل 2025 - 6:35 م

هل تحدث المعجزة وتنتهى المفاوضات الأمريكية الإيرانية فى سلطنة عمان إلى اتفاق، أم تفشل وتنفذ واشنطن تهديدها بتوجيه ضربة عسكرية مشتركة مع إسرائيل ضد إيران؟

 

 

‎أخشى ــ بغض النظر عن نوع الإجابة ــ أن يدفع العرب أو معظمهم الثمن لنجاح الاتفاق أو فشله.
‎يوم السبت الماضى التقى ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكى مع وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى فى مسقط عاصمة سلطنة عمان، وقال البيت الأبيض إن المباحثات كانت إيجابية وإن الجانبين اتفقا على اللقاء مرة أخرى يوم السبت المقبل.
‎نتذكر أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب كان قد وجه إلى إيران تهديدا صريحا فى ٣٠ مارس الماضى بأنه إذا لم يتم التوصل لاتفاق خلال شهرين فمن المحتمل أن يتم قصفها، إضافة إلى إمكانية فرض المزيد من القيود والعقوبات الاقتصادية ضدها.
لكنه وكعادته المتأرجحة عاد يوم السبت وقال إن إيران يمكنها أن تكون سعيدة إذا أبرمت الاتفاق وأوقفت برنامجها النووى.
‎كان كثيرون يعتقدون أن الرد الإيرانى على هذا التهديد السافر هو الرفض لأى مفاوضات تحت التهديد، لكن المرشد الأعلى على خامئنى قال إننا نرفض التفاوض المباشر، وليس التفاوض من الأساس، والمؤكد أن ما يتم فى مسقط هو تفاوض مباشر حتى لو كان يتم عبر الوسيط العمانى، فإذا كانت أمريكا قد تفاوضت وجها لوجه مع حركة حماس التى تصنفها «إرهابية»، كما سبق لها التفاوض مع كوريا الشمالية فهل نستعجب إذا تم التفاوض المباشر مع إيران؟! المؤكد أن أسلوب ترامب صار واضحا وهى أنه لا يرفض الجلوس والتفاوض حتى مع أشد أعدائه ما دام ذلك قد يحقق له أهدافه.
‎السؤال: وما هى أهداف ترامب من التفاوض مع إيران؟ أولا تفكيك برنامج إيران النووى ومنع طهران من امتلاك القنبلة النووية بأى طريقة، ويتحقق ذلك ــ من وجهة نظر إدارة ترامب ــ عبرالوصول إلى اتفاق أفضل من الاتفاق الذى وقعه الرئيس الأسبق باراك أوباما عام ٢٠١٥، وألغاه ترامب بمجرد فوزه فى ولايته الأولى عام ٢٠١٧.
‎وكان ترامب يعتقد أن الاتفاق الملغى ضعيف ولم يشمل برنامج الصواريخ الإيرانية ودعم إيران للعديد من الأذرع السياسية والعسكرية فى المنطقة خصوصا دعم حزب الله فى لبنان والحوثيين فى اليمن والحشد الشعبى فى العراق، ونظام بشار الأسد فى سوريا قبل سقوطه فى ٨ ديسمبر الماضى.
‎وهناك الآن هدف استراتيحى جديد هو محاولة إغراء إيران بوقف علاقتها مع الصين أو تجميدها أو تخفيضها فى إطار المحاولات الأمريكية لحصار الصين.
‎بطبيعة الحال فإن إسرائيل لا تفضل المفاوضات الأمريكية مع إيران وحاولت مرارا إقناع إدارة ترامب بسرعة مهاجمة إيران استغلالا لحالة ضعفها وفقدانها ورقة  نظام الأسد وتراجع دور حزب الله، وتوجيه ضربات موجعة للحوثيين.
‎السؤال: إذا كان معروفا أهداف إسرائيل وأمريكا، فما هى أهداف إيران من هذه المفاوضات؟
‎مبدئيا تكرر إيران أنها لا تريد امتلاك قنبلة نووية طبقا لفتوى من خامئنى، وهو كلام يصعب تصديقه سياسيا بالنظر إلى أنها زادت من نسب تخصيب اليورانيوم من ٣٪ إلى ٦٠٪ ردا على العقوبات الأمريكية ضدها.
‎المؤكد أن إيران حتى لو وافقت على تجميد برنامجها فإنها تريد ثمنا لذلك؟ والمعتقد أنها تريد حوافز اقتصادية ورفع العقوبات الاقتصادية كلها أو بعضها مع استمرار برنامجها النووى السلمى، وضمان عدم المساس بما بقى من أذرعها فى العراق واليمن، ومزيد من النفوذ فى المنطقة، والأهم تعهد بوقف التحرش الإسرائيلى.
‎حدوث أى اتفاق تكسب من ورائه طهران لن يريح إسرائيل وبعض الدول العربية، وموافقة إيران على تفكيك برنامجها النووى طبقا للتصور الإسرائيلى يعنى سقوط شرعية النظام الإيرانى تماما، وبالتالى نسأل وماذا عن المصالح العربية.
‎ وما هو المفيد لنا، وهل هذه المفاوضات مجرد ستار لقصف إيران بعد نهاية موسم الحج أم تحدث المعجزة ويتوصل الطرفان إلى اتفاق شامل بحيث تتفرغ المنطقة للتنمية بدلا من الهيمنة لهذا الطرف أو ذاك؟
ظنى أن كلا الاحتمالين ــ أى نجاح أو فشل الاتفاق ــ واردان بنفس النسبة، وإن كنت أتوقع أن تسعى إسرائيل إلى إفشال المفاوضات بكل الطرق الممكنة.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي