أربيل بين العربية والكردية - سيد محمود - بوابة الشروق
الأربعاء 16 أبريل 2025 12:44 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

أربيل بين العربية والكردية

نشر فى : الثلاثاء 15 أبريل 2025 - 6:45 م | آخر تحديث : الثلاثاء 15 أبريل 2025 - 6:45 م

 

 فى الطريق إلى كردستان العراق التى زرتها الأسبوع الماضى لحضور معرض أربيل الدولى للكتاب انتبهت إلى أن الأكراد لعبوا دورًا أساسيًا فى ثقافتنا المصرية المعاصرة وتكفى الإشارة إلى أن أمير الشعراء أحمد شوقى من أصول كردية مثله فى ذلك مثل محمود تيمور رائد القصة القصيرة والمخرج أحمد بدرخان أحد رواد السينما المصرية.

كما أن منطقة الفجالة لا تزال تحتفظ باسم عطفة تسمى عطفة الأكراد حيث سكن الأكراد لفترة طويلة إلى أن اندمجوا فى نسيج المجتمع المصرى وذابوا فيه شأنهم شأن الأرمن. 

وقد سبقنى الصديق العزيز عماد الدين حسين، رئيس تحرير الشروق، فى كتابة سلسلة مقالات ترصد مشاركة وفد من المثقفين المصريين فى المعرض الذى انطلقت دورته السابعة عشرة الأربعاء الماضى ولا تزال مستمرة بنجاح كبير.

وضم الوفد كلا من الكاتب محمد سلماوى والفنانة التشكيلية نازلى مذكور  والناشر المعروف فريد زهران رئيس اتحاد الناشرين المصريين، والروائى المستشار أشرف العشماوى.

وقد توقف رئيس تحرير الشروق فى مقالاته أمام مسألة تراجع اللغة العربية فى إقليم كردستان العراق الذى يتمتع بالحكم الذاتى منذ سنوات وانتبه الصديق العزيز إلى أن جزءًا من هذا التراجع ربما كان بمثابة رد فعل دفاعى استعمل للانتقام من سنوات حكم الطاغية صدام حسين الذى ارتكب مذبحة إبادة معروفة ضد الأكراد داخل الإقليم.

ورغم أن اللغة العربية لا تزال هى اللغة الرسمية هناك إلا أن الواقع يؤكد تراجعها فى الحياة اليومية وداخل مناهج التعليم وهى مسألة تزعج أيضًا الزعيم الكردى مسعود برزانى الذى استقبل وفدًا من المثقفين العرب المشاركين فى المعرض ضم إلى جانب الوفد المصرى أسماء مهمة منها السياسى الفلسطينى المعروف ياسر عبد ربه، والمؤرخ اللبنانى المعروف فواز طرابلس، والشاعر والناقد اللبنانى عبده وازن، والروائية الفلسطينية ليانا بدر، والمحلل السياسى اللبنانى مصطفى فحص والروائى السورى خليل صويلح والمترجم السورى ثائر ديب كما حضر اللقاء المفكر العراقى الدكتور حسين الهنداوى الأمين العام المساعد للجامعة العربية.

امتدّت جلسة البرزانى لنحو ساعة ونصف الساعة تحدث خلالها بلغة عربية رفيعة المستوى عكست ثقافته الرفيعة وإلمامه الواسع بالمخاطر التى تشهدها المنطقة، مؤكدًا حرص الأكراد فى الإقليم على الارتباط بالقضايا العربية، كما أكد «التمسك بثقافة التعايش وقبول الآخر وحرية الرأى والدين والمذهب، وهى أسس قال إنه لن يتم المساومة عليها بأى شكل من الأشكال».

وأعرب عن تقديره للجهود التى يبذلها الناشر فخرى كريم صاحب مؤسسة دار المدى فى تنظيم المعرض وتهيئة فرص الحوار بين المثقفين العرب ونظرائهم الأكراد حول قضايا العمل المشترك.

 ترفع الدورة الجديدة من المعرض شعار «العالم يتكلم كردى» بمناسبة اعتماد اللغة  الكردية كإحدى لغات محركات البحث الكردية ومن يتجول فى المعرض بإمكانه أن يلاحظ النشاط المكثف لحركة الترجمة من الكردية وإليها فى معارف ولغات متعددة.

لكن فى المقابل فإن تراجع حضور اللغة العربية ساهم فى تراجع دور النشر العربية المشاركة، ورغم الجهود التى تبذلها اللجنة المنظمة فإن كبار الناشرين العرب فقط هم من يغامرون بالمشاركة فى المعرض وهى مسألة أشرت إليها فى الندوة التى أدرتها مع الناشر فريد زهران رئيس اتحاد الناشرين، حول إعادة تعريف الناشر خلال المستقبل، حيث تواجه معارض الكتب العربية تحديات كبيرة تضاف إلى التحديات الاقتصادية التقليدية التى تتعلق بعمليات التزوير أو الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية وهى أزمات مزمنة.