ما بعد حلب.. تعادل القوى أم استمرار النزاع؟ - نادر بكار - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:53 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ما بعد حلب.. تعادل القوى أم استمرار النزاع؟

نشر فى : الإثنين 15 أغسطس 2016 - 9:15 م | آخر تحديث : الإثنين 15 أغسطس 2016 - 9:15 م
أغلب المؤشرات تؤكد على أن ثمة تقدما نوعيا كبيرا نجحت (فصائل الثورة السورية) فى تحقيقه خلال فترة الأسابيع الثلاثة الماضية... ومرشح هذا التقدم للتعاظم أكثر وأكثر مع دخول خطة (السيطرة على كامل حلب) مرحلتها الثانية ــ بالتزامن مع توقيت نشر هذا المقال ــ حينما تطور (كتائب التحرير) هجومها على معاقل جيش النظام فى غرب (حلب)... الحصار الذى كان يفرضه النظام وحلفاؤه على أهل حلب تهاوى تقريبا، بل يمكن القول بشىء من المجازفة أن واقع الحصار أصبح الآن معكوسا لصالح الثوار رغم شراسة الغارات الروسية!
ورغم أن الواقع الميدانى الذى أرادت «روسيا» فرضه من خلال حصار حلب قد تبدل بشكل كبير إلا أنه من المبكر أيضا وصف انتصارات (المقاومة السورية) رغم أهميتها بالحاسمة... والحقيقة أن (الحسم) نفسه وفوق كونه مكلفا للغاية يبدو بعيد المنال بالنسبة لكل أطراف الصراع إذا استمر الأمر على نفس الوتيرة الحالية من الكر والفر واستنزاف القوى!
نظام الأسد تهاوى فعليا ولا يستطيع بكل حال الصمود أمام تعاظم قوة المعارضة المسلحة، ولولا ما يتلقاه من دعم هائل تتقاسمه إيران وميليشياتها الشيعية مع روسيا لانتهت المعركة منذ زمن، لكنه مع هذا لا يقبل بالتفاوض حول تسوية سياسية لإدراكه استحالة بقائه فى المعادلة مستقبلا... لذا فالمعركة الصفرية بالنسبة إليه تمثل خيارا وحيدا!
(إيران) أيضا ورغم ما تكبدته من خسائر مادية وبشرية فادحة على مدى سنوات الحرب يصعب أن نفصلها عن ذات (السيناريو الصفرى) لا لأن الأمر يتعلق بشخص (بشار الأسد) أو نظامه، وليس أيضا لأمر متعلق بشعارات (الممانعة) المزعومة.. بل لأن رؤيتها للصراع قائمة على حرب (وجودية) اشعلتها طهران نفسها بسبب ممارساتها الطائفية فى (العراق) وتحريضها المستمر فى (البحرين) وعبثها المتواصل فى (اليمن)... حرب تورطت فيها (طهران) ضد محور الدول السنية فى المنطقة على نحو بات معه التراجع قرارا لن تتوقف تبعاته على الهزيمة فى دمشق وحدها!
وحدها (موسكو) التى يمكن أن يدفعها تطور العمليات فى (حلب) بالإضافة إلى مبادرة (تركيا) أحد أكبر داعمى المعارضة السورية، إلى التحول باتجاه قبول التسوية السياسية بشكل لم تكن ترغب فيه من قبل وإن كان سيحفظ لها الحد الأدنى من مصالحها الحيوية.
على الجانب التركى فإن زيارة أردوغان الأخيرة إلى موسكو قد تكون بداية تقارب يسمح بالوصول إلى تفاهم حول الحل النهائى بين اللاعبين الأكبر حجما فى الصراع الروسى ــ هذا إذا ما استثنينا الأمريكيين ــ وقد تكون أيضا مناورة تكتيكية يهدف من ورائها النظام التركى إلى تحقيق مكاسب براجماتية تتعلق ببقائه هو بغض النظر عن الوصول لاتفاق مع الجانب الروسى.
على أية حال.. الأسابيع القادمة ستكون حاسمة فى تحديد وجهة الصراع... ما بين استمرار كر وفر لا نهائى.. أو استعداد لقبول أنصاف الحلول!