إسرائيل متهمة بزرع أجهزة تنصت فى البيت الأبيض - العالم يفكر - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 5:40 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إسرائيل متهمة بزرع أجهزة تنصت فى البيت الأبيض

نشر فى : الإثنين 16 سبتمبر 2019 - 10:55 م | آخر تحديث : الإثنين 16 سبتمبر 2019 - 10:55 م

نشرت مجلة politico مقالًا للكاتب «دانيال ليبمان» تناول فيه الاتهامات الأخيرة الموجهة لإسرائيل بزرع أجهزة تنصت فى واشنطن وصدور تقارير من وكالات الاستخبارات الأمريكية تؤكد هذا الاتهام فى حين رفضت إدارة ترامب توجيه الاتهامات إلى إسرائيل.. ونعرض منه ما يلى:
توصلت الحكومة الأمريكية إلى نتيجة أن إسرائيل كانت على الأرجح وراء وضع أجهزة مراقبة الهواتف المحمولة التى تم العثور عليها بالقرب من البيت الأبيض وغيرها من المواقع الحساسة فى جميع أنحاء واشنطن عام 2017، وفقًا لثلاثة مسئولين أمريكيين سابقين كبار كانوا على دراية بهذا الأمر.
لكن على عكس معظم الأحداث الأخرى التى تم فيها اكتشاف محاولات للتجسس الأجنبى على الأراضى الأمريكية، فإن إدارة ترامب لم توبخ الحكومة الإسرائيلية، ولم يفرض على إسرائيل أى عواقب، على حد قول أحد المسئولين السابقين.
تحاكى أجهزة المراقبة المصغرة، المعروفة باسم «StingRays»، أبراج الاتصالات لتخدع الهواتف المحمولة وبذلك ترسل الهواتف مواقعها ومعلومات الهوية الخاصة بها لتلك الأجهزة المصغرة بدلا من أبراج الاتصالات. يطلق عليهم رسميًا صائدى هوية مشترك الهاتف المحمول الدولية أو IMSIــcatchers، ويمكنهم أيضًا التقاط محتويات المكالمات والبيانات المستخدمة.
وقال أحد المسئولين السابقين إن الأجهزة كانت تهدف إلى التجسس على الرئيس دونالد ترامب وكبار مساعديه والمقربين منه ــ رغم أنه ليس من الواضح ما إذا كانت الجهود الإسرائيلية نجحت فى ذلك.
من المعروف عن ترامب أنه يتجاهل الأعراف الأمنية للبيت الأبيض. وذكرت مجلة Politico فى مايو 2018 أن الرئيس فى كثير من الأحيان كان يستخدم خطوط هاتف غير مؤمنة للتواصل مع أصدقائه ومعارفه. كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز فى أكتوبر من نفس العام أن الصين فى كثير من الأحيان تتجسس على مكالمات الرئيس ترامب.. وهذا دفع ترامب إلى تكذيب هذه القصة وأنه ليس لديه الوقت للرد عليها.
***
فى ذلك الوقت، وكجزء من اختبارات الحكومة الفيدرالية، اكتشف المسئولون فى وزارة الأمن الداخلى أدلة على وجود أجهزة مراقبة فى جميع أنحاء العاصمة، لكنهم لم يتمكنوا من نسب الأجهزة إلى كيانات محددة. تبادل المسئولون النتائج التى توصلوا إليها مع الوكالات الفيدرالية، وفقًا لرسالة كتبها كريستوفر كريبس، مسئول كبير فى وزارة الأمن الداخلى، فى مايو 2018 إلى السيناتور رون وايدن.
بناءً على تحليل مفصل، تأكد مكتب التحقيقات الفيدرالى والوكالات الأخرى العاملة فى القضية أن العملاء الإسرائيليين هم من وضعوا الأجهزة، ووفقًا لمسئولين كبار خدم العديد منهم فى مناصب عليا فى المخابرات والأمن القومى.
هذا التحليل، كما قال أحد المسئولين السابقين، يقوم به عادة قسم مكافحة التجسس التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالى ويتضمن فحص الأجهزة لمعرفة معلومات عنها ــ من أين أتت مكوناتها، وكم عمرها، من كان لديه إمكانية الوصول إليها ــ مما يساعد على معرفة أصلها. بالنسبة لهذه الأنواع من التحقيقات، يتجه المكتب غالبًا إلى وكالة الأمن القومى، وأحيانًا تلعب وزارة الأمن الداخلى وجهاز الخدمة السرية دورًا مساندًا فى هذه التحقيقات.
أنكر المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية، العاد ستروماير، أن إسرائيل وضعت الأجهزة وقال إن «هذه الادعاءات هراء. إسرائيل لا تجرى عمليات تجسس فى الولايات المتحدة». وقال مسئول رفيع المستوى فى إدارة ترامب إن الإدارة «لا تعلق على الأمور المتعلقة بالأمن أو المخابرات». ورفض مكتب التحقيقات الفيدرالى التعليق، بينما لم ترد وزارة الأمن الداخلى وجهاز الخدمة السرية على طلبات التعليق.
بعد انتشار هذه القصة، صرح ترامب بأنه يجد «من الصعب تصديق» أن الإسرائيليين وضعوا الأجهزة. وقال ترامب «لا أعتقد أن الإسرائيليين كانوا يتجسسون علينا... علاقتى مع إسرائيل عظيمة... أى شىء ممكن لكننى لا أصدق ذلك».
كما نفى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أن إسرائيل كانت وراء هذه الأجهزة. وقال لجماعة من الصحفيين «لدى مبدأ توجيهى.. لا يوجد لدينا عمل استخباراتى فى الولايات المتحدة، ولا جواسيس... إنه (مشيرا إلى التقرير) ملفق بالكامل».
لكن المسئولين السابقين الذين يتمتعون بخبرة عميقة فى التعامل مع مسائل الاستخبارات سخروا من الادعاءات الإسرائيلية. وبعد أن توصل مكتب التحقيقات الفيدرالى والوكالات الأخرى إلى أن الإسرائيليين هم المسئولون عن وضع أجهزة التجسس، لم تتخذ إدارة ترامب أى إجراء لمعاقبة أو حتى تأنيب الحكومة الإسرائيلية. وقال أحد المسئولين إن رد الفعل اختلف بشكل كبير عن إدارة أوباما وأن الإدارة الحالية لديها حسابات مختلفة حول معالجة هذا الأمر.
إلى جانب محاولة اعتراض المحادثات الخاصة لكبار المسئولين، تحاول الدول الأجنبية فى كثير من الأحيان التجسس أيضا على المقربين منهم. إلى جانب التجسس على ترامب، قد يشمل محاولة الاستماع إلى أجهزة الأشخاص الذين يتصل بهم بانتظام، مثل ستيف وين وشون هانيتى ورودى جوليانى... فالمعلومات التى يمكن الحصول عليها منهم ذات قيمة كبيرة وخاصة بالنسبة لحليف وثيق للولايات المتحدة مثل إسرائيل، التى تسعى غالبًا إلى التفوق فى مناورتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.
وقال مسئول استخباراتى سابق إن «الإسرائيليين عدوائيون جدا فى عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية... فهم يسعون إلى حماية أمن إسرائيل ويقومون بكل ما يتطلبه الأمر لتحقيق هذا الهدف».
وبالتالى، وعلى الرغم من أن ترامب قد أقام علاقة قوية مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وقام بخطوات سياسية عديدة فى صالح الحكومة الإسرائيلية ــ مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والخروج من الاتفاق النووى الإيرانى وفرض عقوبات على إيران ــ إلا أن إسرائيل أصبحت المشتبه به الرئيسى فى زرع الأجهزة.
***
بينما كان يُنظر إلى الصينيين، الذين كانوا يتم القبض عليهم فى أحيان كثيرة أثناء قيامهم بعمليات استخباراتية فى الولايات المتحدة، كمشتبه بهم محتملين، إلا أنه من غير المحتمل أن يكونوا قد وضعوا الأجهزة بناءً على تحليل دقيق للأجهزة نفسها. وكما ذكر مسئول فى المخابرات الأمريكية أنه من الممكن معرفة من وضع الأجهزة من خلال معرفة من كان يقوم بالولوج إلى الأجهزة لسحب البيانات منها.
واشنطن مليئة بأجهزة المراقبة، ومحاولات الكيانات الأجنبية التجسس على مسئولى الإدارة وغيرهم من الشخصيات السياسية البارزة منتشرة إلى حد كبير... لكن ليس لدى العديد من الدول القدرة ــ أو الميزانية ــ على زرع الأجهزة الموجودة فى هذا الحادث الأخير، وهذا سبب آخر للتشكك فى إسرائيل.
IMSIــcatchers التى تستخدمها فى كثير من الأحيان الشرطة المحلية للتجسس على المجرمين من الممكن أن يتم صناعتها من قبل هواة أو شركة Harris، وهى الشركة المصنعة لأجهزة المراقبة المصغرة أو المعروفة باسم StingRays، التى تكلف أكثر من 150، 000 دولار لكل منها وفقا لـ Vice news.
من المعروف بين المتخصصين أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية تتمتع بسمعة مخيفة.. لكنهم يرتكبون أخطاء فى بعض الأحيان... ففى 2010 تم فضح عملاء سريين للموساد عندما صورتهم كاميرات فندق فى دبى متنكرين فى زى لاعبى تنس وقاموا باغتيال عضو كبير بحركة حماس.
ومع ذلك، يتفاجأ المسئولون الأمريكيون بتجسس إسرائيل عليهم. وذكر أحد المسئولين الحكوميين السابقين فى الولايات المتحدة قلقه المتكرر بأن إسرائيل كانت على علم بمداولات السياسة الأمريكية الداخلية التى كان من المفترض أن تبقى سرية. ففى كثير من الأحيان كان المسئولون الإسرائيليون يرددون عبارات أو خطب أو أفكار لم يتم التحدث عنها للعامة... فكان نوعا من معرفة الطريقة التى يفكر بها الأمريكيون. فعلى سبيل المثال، عندما كانت إدارة أوباما تحاول بدء مفاوضات مع الفلسطينيين، سعى الإسرائيليون للحصول على معرفة مسبقة للطريقة التى سيتم بها إدارة الحوار. فاهتموا بمعرفة ما يفكر فيه أوباما أو وزير الخارجية جون كيرى أو أى شخص آخر حتى يستطيعوا ممارسة الضغط من أجل طرح الأفكار التى يفضلونها وإزاحة ما لا يفضلونه.. ومن ثم تحقيق مصلحتهم.
على الصعيد الآخر، يلاحظ المسئولون الإسرائيليون فى محادثات مع نظرائهم الأمريكيين أن الولايات المتحدة تجمع المعلومات الاستخباراتية بانتظام عن القادة الإسرائيليين. وفيما يتعلق بتجسس إسرائيل الأخير على البيت الأبيض، اعترف أحد كبار مسئولى الاستخبارات السابقين فى الولايات المتحدة بأنه أثار مخاوف أمنية، لكنه قال مازحا، «من ناحية أخرى، خمنوا ما نفعله فى تل أبيب؟».

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى

النص الأصلى

https://politi.co/2kNCI4X

التعليقات