استعدوا للرئيس دونالد ترامب - محمد المنشاوي - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:53 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

استعدوا للرئيس دونالد ترامب

نشر فى : الخميس 17 مارس 2016 - 10:25 م | آخر تحديث : الخميس 17 مارس 2016 - 10:25 م
كتبت فى السابق متوقعا اكتساح المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون للانتخابات الأمريكية، إلا إذا أوقعها حظها التعيس فى مواجهة المرشح الشاب الجذاب الجمهورى السيناتور ماركو روبيو. إلا أن متابعتى الدقيقة لماراثون الانتخابات التمهيدية حتى الآن داخل الحزبين الجمهورى والديمقراطى يدفعنى لإعادة النظر فى توقعاتى السابقة بصورة دراماتيكية لا يمكن على إثرها استبعاد أن يكون الرئيس الأمريكى القادم هو دونالد ترامب. لا يستطيع الحزب الجمهورى إيقاف المرشح ترامب حتى اليوم، وهناك عدة سيناريوهات يمكن من خلالها إيقاف ترامب، إلا أنها ستقضى على الحزب فى معظمها. من الناحية الأخرى على الساحة الديمقراطية، أظهرت الانتخابات التمهيدية حتى الآن عدم جاذبية المرشحة كلينتون وفقدانها بوصلة التواصل مع الشباب الأمريكى بسبب اعتماد حملتها على رجال خدموا فى إدارة زوجها بيل كلينتون والتى بدأت قبل ما يقرب من ربع قرن.

يتفوق ترامب حتى الآن على بقية المرشحين الآخرين بحساب عدد المندوبين اللازمين للحصول على ترشيح الحزب. ترامب له 619 مندوبا فى حين أن أقرب منافسيه تيد كروز له 393 مندوبا، ولكى تفوز بتزكية الحزب الجمهورى يحتاج المرشح الحصول على 50% + 1 من الأصوات أى 1237 من إجمالى 2472 مندوبا. وإذا استمر ترامب فى الحصول على نفس النسب التى يجنيها حتى الآن فى الجولات والولايات المتبقية سيكون هو الفائز التلقائى ببطاقة الحزب الجمهورى. ويتمسك استراتيجيو الحزب الجمهورى بآمال تتعلق بسيناريوهات ثلاثة لإيقاف ترامب، أراها كلها غير واقعية وأضرارها أكثر من نفعها للحزب.

السيناريو الأول هو حلم أن يغير الناخبون تفضيلاتهم فى الولايات المتبقية وينصرون منافسى ترامب بما يمكن تيد كروز أو غيره من المرشحين الباقين أن يحصل على أغلبية الأصوات المندوبين ويصبح هو تلقائيا مرشح الحزب. ويعد هذا السيناريو نظيفا لا تشوبه أى مخالفة، ولن يتسبب فى حدوث أى انشقاقات كبيرة داخل الحزب الجمهورى، إلا أنه يبقى كما ذكرت بعيدا عن التحقق، ويمثل حلما بعيد المنال. ويطالب بعد خبراء الانتخابات من الجمهوريين ببطاقة وحدة حزبية تجمع بين المنافسين لترامب، إلا أن هذا صعب التحقيق حتى الآن.

السيناريو الثانى يتمثل فى منع ترامب من الحصول على أكثر من نصف المندوبين (الأغلبية المطلقة)، وسيفوز ترامب فى هذا السيناريو بأقل من 50% من أصوات المندوبين وهو ما يطلق عليه (الأغلبية النسبية)، وعليه لن يتم انتخابه فى الجولة الأولى التى يلتزم فيها المرشحون بالتصويت للمرشح طبعا للأصوات الحاصل عليها فى كل ولاية، ويتم اللجوء لجولة ثانية من التصويت ويطلق على المؤتمر فى هذه الحالة (مؤتمر متنازع عليه Contested Convention) ويصبح على ترامب القتال داخل جدران قاعة مؤتمرات الحزب الجمهورى فى مدينة كليفلاند من أجل إقناع المندوبين فى التصويت له فى هذه الجولة التى لا يلتزم فيها المندوبون بالتصويت لأى مرشح. ويمكن أن يخسر ترامب فى هذه الحالة. إلا أننى أستبعد ذلك السيناريو كونه سيقسم الحزب، ولن يضمن أحد حينذاك التزام ترامب بعدم خوص الانتخابات مستقلا حال عدم حصوله على ترشيح الحزب الجمهورى، خاصة أن ترامب سيراه بمثابة انقلاب سياسى عليه.

السيناريو الثالث هو أن يتم التقدم بمرشح ثالث ينافس ترامب وكلينتون من داخل المؤسسة الجمهورية التقليدية مثل ميت رومى (مرشح الرئاسة عام 2012) أو بول رايان (رئيس مجلس النواب ونائب رومنى فى انتخابات 2012)، أو غيرهما. ولن يجدى كذلك هذا السيناريو إلا فى تأكيد فوز هيلارى كلينتون الديمقراطية بالانتخابات الرئاسية.

****
وتركز استراتيجية إيقاف ترامب على ثلاث نقاط أساسية، أولها التركيز على أنه كاذب ولا يقول الحقيقة كما يدعى فى كل مؤتمراته الصحفية أو مناظراته التليفزيونية وتجمعات أنصاره. ثانيا التركيز على أنه رجل أعمال فاشل على عكس ما يقوله فى كل المناسبات من أنه ليس سياسيا بل رجل أعمال ومليارديرا ناجحا يدير عشرات الشركات والمؤسسات ويوظف عشرات الآلاف من العاملين. ويتم التركيز هنا على خبرات الفشل التى تعرض لها ترامب فى مجال الأعمال ومنها إعلانه الإفلاس عدة مرات، ومشاكله المتكررة مع الضرائب، واستغلاله للعمال والمقاولين الصغار، وفضيحة «جامعة ترامب». وثالثا أن يتم التركيز على عكس ما يقول إنه يمكن أن ينتخب رئيسا Electable ويسحق هيلارى كلينتون فى الانتخابات العامة فى نوفمبر القادم، وعوضا عن ذلك يتم التركيز على أنه لن يستطيع أن يهزم هيلارى كلينتون، وبسببه سيخسر الجمهوريون البيت الأبيض.

من ناحية الديمقراطيين تبدو الصورة مختلفة، وعلى الرغم من اتساع حظوظ كلينتون بفوز مريح على ساندرز وتأمين بطاقة الحزب الديمقراطى، إلا أن هناك فجوات لا يمكن مع استمرارها أن تحقق النصر على ترامب فى الانتخابات العامة. ومن أهم هذه الفجوات هو عدم قدرتها على التواصل مع شباب الحزب الديمقراطى، واتجاه شباب الديمقراطيين للتصويت لمرشح يبلغ من العمر 74 عاما، لكنه يعرف كيف يصل لهؤلاء الشباب. وقد يكون السبب فى هذا استعانتها برجال ممن خدموا فى إدارة زوجها بالبيت الأبيض عوضا عن الشباب، فمدير حملتها الانتخابية هو جون بوديستا (عمره 68 عاما)، وسبق له العمل ككبير موظفى البيت الأبيض عند بيل كلينتون قبل ما يقرب من ربع قرن. ويستمد فريق حملتها رؤيته للانتخابات من تراث القرن الماضى على العكس من حملة ساندرز، ولولا الشعبية الكاسحة لاسم كلينتون بين الأقليات السوداء واللاتينية ما كان لها أن تتفوق على ساندرز. ويصعب أن تفوز مرشحة خسرت فى الانتخابات التمهيدية ولايات شديدة الأهمية للانتخابات العامة بالرئاسة مثل ميتشيجان وكلورادو ونيو هامبشير.

قد تتغلب كلينتون على هذا القصور عن طريق اختيارها لمنافسها الحالى بيرنى ساندرز كنائب لها، لكن أشك أن لديها مثل هذا الخيال السياسى، ولا أعتقد أن ساندرز سيقبل بسهولة. ويتركنا هذا كله مع سيناريو ليس بعيدا عن الواقع يتمثل فى ارتفاع احتمالات وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض.

أما عما يعنيه وصول ترامب للبيت الأبيض لنا فى مصر أو المنطقة العربية، فهذا بذاته يحتاج عدة مقالات.
محمد المنشاوي كاتب صحفي متخصص في الشئون الأمريكية، يكتب من واشنطن - للتواصل مع الكاتب: mensh70@gmail.com
التعليقات