بيان الغرب وثأثأة العرب - أشرف البربرى - بوابة الشروق
السبت 24 مايو 2025 8:55 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

بيان الغرب وثأثأة العرب

نشر فى : الأربعاء 21 مايو 2025 - 9:25 م | آخر تحديث : الأربعاء 21 مايو 2025 - 9:25 م

حتى منتصف الأسبوع الحالى تصورت إسرائيل أن العالم أطلق يدها لكى تبيد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة بالكامل، خاصة بعد غياب أغلب قادة الدول العربية عن قمتهم العادية فى بغداد والبيان غير المرضى الصادر عنها، فى حين حالت الحكومات فى أغلب الدول العربية دون تعبير شعوبها عن دعمهم لأشقائهم الفلسطينيين ورفضهم للإجرام الإسرائيلى، كما تفعل الشعوب الأوروبية التى ملأت الشوارع بالمظاهرات المناهضة للعدوان الإسرائيلى والمؤيدة للحق الفلسطينى بمناسبة ذكرى نكبة فلسطين.
وفى ظل هذه الأجواء المحبطة فوجئ العالم ببيان ثلاثى مشترك عن قادة فرنسا وبريطانيا وكندا يهدد إسرائيل بعواقب وخيمة إذا لم تسمح بدخول المساعدات الإنسانية اللازمة إلى سكان قطاع غزة. وجاءت لغة البيان قوية بصورة لم تحدث منذ بدء العدوان الإسرائيلى فى أكتوبر 2023، ولم نقرأها فى أى بيان صادر عن القمم والمؤتمرات العربية ذاتها.
قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ورئيسا الوزراء البريطانى كير ستارمر والكندى مارك كارنى "لن نقف مكتوفى الأيدى بينما تواصل حكومة نتنياهو هذه الأعمال الفظيعة. إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكرى المتجدد وترفع قيودها على المساعدات الإنسانية، فسنتخذ إجراءات ملموسة أخرى ردًا على ذلك».
وأضاف البيان «نعارض أى محاولة لتوسيع المستوطنات فى الضفة الغربية. يجب على إسرائيل وقف بناء المستوطنات غير القانونية التى تقوض قابلية بقاء الدولة الفلسطينية وأمن الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء. لن نتردد فى اتخاذ المزيد من الإجراءات، بما فى ذلك فرض عقوبات محددة».
هذا البيان الذى يحمل تهديدات واضحة لإسرائيل، جاء فى الوقت الذى استدعت فيه بريطانيا سفير الكيان الصهيونى لديها، وقررت وقف مفاوضات التجارة الحرة مع تل أبيب احتجاجا على الجرائم الإسرائيلية فى غزة، ومشروع القرار الذى قدمته هولندا إلى الاتحاد الأوروبى لمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل إذا أصرت على مواصلة حرب الإبادة ضد الفلسطينيين. وهذه المواقف الأوروبية القوية الواضحة جاءت بعد أيام قليلة من البيان البائس الصادر عن قمة بغداد «صاحبة قمة جبهة الصمود والتحدى سابقا»، والذى خلا من التلويح بأى تحرك ضد إسرائيل مكتفيا بمناشدات للمجتمع الدولى ودعوات لإسرائيل لكى تترفق بالشعب الفلسطينى.
وفى حين جاء بيان قادة فرنسا وبريطانيا وكندا فى 230 كلمة حملت من التهديدات الواضحة للإسرائيليين قد يدفعهم إلى الحد من العدوان على الأقل، فإن نصيب القضية الفلسطينية من بيان القمة العربية كان 1407 كلمات لكنها كلمات خلت من أى موقف يمكن البناء عليه أو يجعل إسرائيل تهدأ من وتيرة الذبح الذى تمارسه ضد أكثر من مليونى فلسطينى فى القطاع.
وإذا كان البيان الثلاثى الغربى فصيحا واضحا قويا، وقد يجبر إسرائيل على التفكير فيه والتوقف عنده، فلا يجب أن يكتفى العرب بالثأثأة والكلام الخالى من أى قيمة الوارد فى بيان قمتهم. وإذا كانت العواصم الأوروبية تهدد إسرائيل بوقف بيع الأسلحة وإعادة النظر فى العلاقات التجارية، فلماذا لا تلوح العواصم العربية التى لها علاقات دبلوماسية أو اقتصادية مع تل أبيب بمواقف مماثلة تعزز الضغط على الحكومة النازية فى تل أبيب وتجبرها على وقف حربها الوحشية ضد الأشقاء الفلسطينيين؟.

التعليقات