نشر موقع The Hill مقالا للكاتب «Mike Lillis « يدور حول المخاوف التى تواجه قادة الحزب الديمقراطى إزاء إسرائيل والقضية الفلسطينية ومواقف كل من (هيلارى كلينتون وبيرنى ساندرز) مرشحى الحزب للسباق الرئاسى إزاء هذه القضايا.
يبدأ «ليليس» بالحديث عن مؤتمر الحزب الديمقراطى الذى سيتم عقده يوليو المقبل، وسط انقسامات عميقة حول سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل. هذه المسألة المتعلقة بإسرائيل والقضية الفلسطينية قد خلقت انقسامات حادة خلال اجتماعات الديمقراطيين منذ أربعة أعوام، ومن المتوقع أن تزيد حدة هذه الخلافات خاصة مع وجود ساندرز، الليبرالى المتمرد والأكثر نقدا لإسرائيل وسياساتها وتعاملها مع فلسطين، من منافسته كلينتون.
وقد ضمنت كلينتون العدد اللازم من المندوبين للفوز بترشيح الحزب الديمقراطى لسباق الرئاسة، ورغم ذلك فقد تعهد ساندرز بمواصلة السباق حتى مؤتمر الحزب الذى سيعقد فى يوليو المقبل بولاية فيلادلفيا، وذلك من أجل تعظيم نفوذه وبناء قاعدة تأييد للكفاح من أجل أجندة السياسات الليبرالية التى يتبناها.
***
لاشك أن الجدل بشأن إسرائيل يسلط الضوء على التحدى الكبير الذى يواجه زعماء الحزب الديمقراطى ويأتى ذلك فى الوقت الذى يسعى فيه الحزب إلى توحيد صفوفه للاستعداد للانتخابات الرئاسية فى نوفمبر المقبل.
جدير بالذكر، أن كلينتون كانت خلال المناصب التى تقلدتها تدافع بشدة عن إسرائيل، إلا أنها عليها الآن الموازنة حتى لا تخسر أنصار ساندرز الذين يميلون إلى التعاطف مع القضية الفلسطينية، وفى الوقت ذاته لا تفقد أصوات الناخبين اليهود.
يستطرد «ليليس» قائلا إنه رغم اتفاق كل من ساندرز وكلينتون على حل الدولتين إلا أن مواقفهما المتباينة تظهر حينما يتعلق الأمر باستراتيجية وأفعال إسرائيل تجاه القضية الفلسطينية والمدنيين. فقد دافعت كلينتون عن استخدام إسرائيل للقوة ضد حماس ورفضت أى انتقادات حول استخدام إسرائيل للقوة المفرطة إزاء المدنيين؛ مبررة ذلك بأنه مؤسف ولكنه يحدث أثناء الدفاع عن النفس والأرض. وفى الوقت ذاته اتهمت القادة الفلسطينيين بالسماح لحماس بتحويل غزة إلى ملاذ للإرهابيين.
على النقيض من موقف كلينتون، فقد دعا ساندرز إلى نهج أكثر سلما وأكد على ضرورة أن يوضع فى الاعتبار الضحايا الفلسطينيين المتضررين من كل ذلك، وأكد رفضه للعمليات العسكرية فى غزة التى تأتى على حساب المدنيين، فضلا عن اعتباره للاحتلال الإسرائيلى فى الضفة الغربية عائقا للسلام.
***
تجدر الإشارة هنا إلى أن المرة الأولى التى انقسم حولها الديمقراطيون خلال موسم الانتخابات كانت عام 2012 أثناء مؤتمر الحزب الديمقراطى بولاية نورث كارولينا؛ حينما أدرج الحزب بالبرنامج الانتخابى للرئيس أوباما بند القدس عاصمة إسرائيل، وذلك بعد تصويت تكرر ثلاث مرات لتمريره.
يختتم الكاتب حديثه بأن هذا العام يتكرر نفس الأمر من الاشتباكات والانقسامات ولكنه بين معسكرى كلينتون وساندرز، فخلال اجتماع الحزب وبحضور اللجنة المسئولة عن صياغة خطاب الحزب، والمؤلفة من 15 عضوا، طالب مؤيدى ساندرز إدراج لفظ الاحتلال فى لغة برنامج الحزب لوصف الاحتلال الإسرائيلى فى الضفة الغربية؛ حيث رأى جيمس زغبى، رئيس المعهد العربى الأمريكى ــأحد أهم أنصار ساندرزــ أن كلمة احتلال يجب أن تستخدم لتوضيح ما يحدث من أجل حل الدولتين واستطرد قائلا إن «ذلك الاحتلال يجب أن ينتهى. ولكن ذلك الاقتراح قوبل بالرفض من قبل أنصار كلينتون».