صحيفة الخليج ــ الإمارات من أين نبدأ؟ - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:53 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صحيفة الخليج ــ الإمارات من أين نبدأ؟

نشر فى : الإثنين 22 نوفمبر 2021 - 8:50 م | آخر تحديث : الإثنين 22 نوفمبر 2021 - 8:50 م
نشرت صحيفة الخليج الإماراتية مقالا للكاتب حسن مدن، تحدث فيه عن السؤال اليومى الذى يواجه كل شخص منا قبل القيام بأى نشاط أو مهام (من أين نبدأ؟)، مؤكدا على أهمية الإجابة المحورية للسؤال؛ كيف ومتى، حتى لا نخطئ فى تحديد البداية فتتعثر الأمور... جاء فيه ما يلى.
سؤال يواجهنا جميعا فى تفاصيل كثيرة فى حياتنا، ربما ينشأ فى أول الصباح: كيف نبدأ نهارنا، بأى المهام أو المشاوير نبدأ، وهو سؤال يواجه الطبيب أو الطبيبة حين تعاين الشخص المريض، فبأى خطوة من خطوات العلاج تبدأ، وتواجه المعلمة أو المعلم فى الفصل الدراسى: بأى مدخل يبدأ فى تعليم تلاميذه درس اليوم، وعلى هذا نقيس الكثير.
وإذا عكفنا على مشروع ما، بصرف النظر عن طبيعته، سيواجهنا السؤال المهم: من أين وكيف نبدأ العمل على إنجازه، وسنكتشف، بالتجربة، إن نحن أخطأنا فى تحديد البداية الصحيحة فإن الأمور ستتعثر، فلو قفزنا مباشرة إلى الخطوة الثانية أو الثالثة أو ما بعدهما دون أن ننجر «أولا»، سنجد أنفسنا مضطرين إلى العودة مجددا، بعد أن أضعنا وقتا كان بالوسع توفيره فيما هو أجدى وأرسخ.
فى كتابه «رأيت رام الله» يقول الشاعر الفلسطينى الراحل مريد البرغوثى ما معناه إن هناك حيلة بسيطة لتشويه الحقيقة أو تغييبها هى أن نبدأ فى قصّ أى حكاية أو قضية من ثانيا والقفز على أولا، فبذلك تصبح النتيجة سببا، ومع أن سياق عبارة مريد هنا مختلف، لكنه، فى النهاية، يؤكد أهميّة ومحورية الإجابة الصحيحة على السؤال: من أين نبدأ؟
وفى مقالة للناقدة المصرية أمينة رشيد التى رحلت عن دنيانا قريبا، نشرتها «أخبار الأدب» بعد رحيلها، حيث لم يسبق لها النشر فى حياتها، تناولت كتابا لإدوارد سعيد لم ينل شهرة واسعة فى العالم العربى عن البدايات، وهو معنى بصورة أساسية بعلوم اللغة والأدب، لكنه يطرح، حسب أمينة رشيد، عدة تساؤلات متعلقة بماهية البداية: ما الذى يجب على المرء أن يفعله من أجل أن يبدأ، هل يستطيع أن يبدأ فى أى وقت يحلو له، ما الذى يميز البداية، ما هما الاستعداد والتركيبة الذهنية لكى تكون هناك بداية، مشيرة إلى أن إدوارد سعيد فرّق بين نقطة البداية والأصل، فالأصل هو حال سكون تنحدر منها البداية التى ترتبط بفعل ديناميكى متطور، مستمر على خط الزمن.
«البدايات» إذن لا تنحصر فقط بالسؤال: من أين أو كيف نبدأ، وإنما بالتحديد، اللاحق بطبيعة الحال، لمتى وكيف كانت البداية، أى أن حين يصبح الموضوع ماضيا أو تاريخا، وفى هذا يختلف المختلفون كثيرا، وفى تحديد مثل هذه البدايات تدخل الأهواء والأمزجة والميول المتناقضة، وأحيانا تغيب تفاصيل كثيرة عند لحظة التوثيق أو تدوين التاريخ، بطريقة تجعل مما أتى تاليا يصبح أولا، وليس غريبا أن التفاصيل الغائبة جرى، فى حالات كثيرة، تغييبها مع سابق الإصرار والتعمد، وليس سهوا أو جهلا.
التعليقات