نشر موقع «Eurasia review» مقالا للكاتبة «شازا أريف» تتناول فيه تقدم الدول فى استخدام الذكاء الاصطناعى فى جيوشها. إلى جانب تناول محاولات الهند تطوير استخدامها للذكاء الاصطناعى حتى تصد خطر الصين وتتقدم على باكستان عسكريا.
أعلنت الهند عن عقيدتها العسكرية لسنة 2018، والتى كانت من أهم نقاطها هو تطوير الذكاء الاصطناعى فى قواتها المسلحة.
الذكاء الاصطناعى هو: برمجة الآلات بطريقة تجعلها قادرة على امتلاك درجة ذكاء البشر أو أن تتعداها. وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعى ليس مفهوما جديدا، حيث أنه تم تطبيقه فى مختلف التكنولوجيات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والصين لفترة طويلة، إلا أن الذكاء الاصطناعى اكتسب شهرة واسعة فى الآونة الأخيرة عندما بدأت القوى الكبرى فى العالم فى دمجه فى القطاع العسكرى.
ولقد حث الكثير من خبراء الذكاء الاصطناعى، مثل إيلون موسك، المجتمع العلمى مرارا وتكرارا على التباطؤ فى تطوير الذكاء الاصطناعى لأنهم يروا أنه من الممكن أن يتعدى مرحلة يصعب على الإنسان بعدها التحكم فيه. ولكن تم تجاهل هذا من قبل القوى الكبرى، فكل دولة تسعى بأقصى جهدها للتفوق فى هذا المجال.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية أول ولاية تقوم بدمج الذكاء الاصطناعى فى القطاع العسكرى. وتبعتها الصين، التى ترى الذكاء الاصطناعى كأنه عصا سحرية لتقليص الفجوة القائمة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية. علاوة على ذلك، تعترف الصين بحقيقة أن الحرب المستقبلية سوف تتضمن الذكاء الاصطناعى. وبالتالى، من أجل تعزيز جيشها، تركز الصين كل مساعيها على تطوير القطاع العسكرى. فنرى أن الصين طورت طائرات بدون طيار وغواصات تعمل بدون طاقم ملاحة وتقوم الصين الآن بتطوير قواعد تحت الماء باستخدام الذكاء الاصطناعى لمراقبة بحر الصين الجنوبى.
أما الهند، التى تعتبر نفسها لاعبا إقليميا مهما، لم تتجاهل هذا التهديد القادم. فتدرك الهند أن الصين تتقدم كثيرا فى مجال الذكاء الاصطناعى. وبالتالى، إذا لم تتخذ الهند قرارات حاسمة على المدى القريب، فلن يكون ذلك جيدا لها.
ترى الهند أن الصين تمثل بالفعل تهديدا كبيرا لها. فاحتمالات أن الصين تقوم بتجهيز جيشها باستخدام الذكاء الاصطناعى يمثل خطرا كبيرا على الهند. وفى ضوء ذلك، بدأت الهند فى الاستفادة من الذكاء الاصطناعى. وقال بنين روات من الجيش الهندى: «إن خصمنا على الحدود الشمالية (الصين) ينفق مبالغ ضخمة على الذكاء الاصطناعى والحرب الإلكترونية. ولا يمكن أن نتخلف عن الركب».
يساعد مركز الذكاء الاصطناعى والروبوتات الذى طورته منظمة البحث والتطوير فى مجال الدفاع الجيش الهندى على التقدم فى الذكاء الاصطناعى. وتخصص الهند نحو 180 مليون دولار للذكاء الاصطناعى فى السنة. ولقد صنعت بالفعل روبوتات «DAKSH» التى تعمل على تفكيك المتفجرات. بالإضافة إلى هذا، يقوم مركز الذكاء الاصطناعى والروبوتات بالعمل على خلق وتطوير إطار تعمل فيه الروبوتات بشكل جماعى، يمثلون فيه فريقا من الجنود قادرين على إجراء عمليات فى المناطق الخطرة.
علاوة على ذلك، تعمل الهند على تطوير نظام طائرات قتالية بدون طيار ونظام لمراقبة الحدود قائم على الذكاء الاصطناعى. لذلك، تسعى للحصول على مساعدة من اليابان من أجل تعزيز جيشها بأنظمة الذكاء الاصطناعى ومن المتوقع أيضا أن تتعاون فى المستقبل مع البلدان الأخرى.
لدى الهند بالفعل مجموعة كبيرة من خبراء الذكاء الاصطناعى، ويمكن استخدام ذلك كأداة لدمج الذكاء الاصطناعى فى القطاع العسكرى. وفيما يتعلق بالحرب الإلكترونية، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعى فى كل من الأغراض الهجومية والدفاعية. وعندما يتم الجمع بين كل هذه العوامل، فستعمل كقوة دافعة للهند للتفوق فى الذكاء الاصطناعى وتطوير جيشها والانتقال به إلى مستوى جديد.
وبصرف النظر عن الصين، ستحاول الهند فى المستقبل ردع باكستان من خلال الذكاء الاصطناعى. فباكستان الآن متخلفة كثيرا فى الذكاء الاصطناعى، التى لطالما كانت أكثر ميلا نحو تعزيز الردع النووى. وتعرف الهند الظروف الاقتصادية لباكستان وما تسببه من صعوبة الآن بالنسبة لباكستان فى إحداث ثورة هائلة فى العقيدة العسكرية التقليدية.
وبعد أن قامت الهند بإعادة تقييم عقيدتها العسكرية تجاه باكستان، وجدت أن باكستان لا تزال تشكل تهديدا كبيرا. وهذا شجع الهند بالاستثمار بشكل أكبر فى الذكاء الاصطناعى مما سيجعلها تتفوق بشكل كبير على باكستان التى تركز على الحروب التقليدية مما يجعلها متخلفة بشكل كبير عن الهند.
لا يزال يتعين علينا رؤية ما إذا كانت هذه الاستراتيجية للهند ستنجح أم لا، ولكن إذا استطاعت الهند عسكرة الذكاء الاصطناعى بشكل كبير فمن المؤكد حتما أن هذا سيجلب عدم الاستقرار فى المنطقة لأن باكستان لن تتغافل عن هذا التهديد.
يعتبر الذكاء الاصطناعى أداة جيدة جدا لتطوير الجيش، لكن عسكرة الذكاء الاصطناعى فى المنطقة بشكل كبير من الممكن أن ينتج عنه اضطرابات غير مرغوبة ولا يمكن تجنبها، وفى النهاية خلق مزيد من التطورات بين الخصوم الدوليين.