السكاكيني - محمود قاسم - بوابة الشروق
السبت 14 ديسمبر 2024 10:02 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السكاكيني

نشر فى : الجمعة 23 ديسمبر 2022 - 8:45 م | آخر تحديث : الجمعة 23 ديسمبر 2022 - 8:45 م
ظل اسم هذا الفيلم يلمع بالأضواء فى شارع طلعت حرب عند أجواء سينما ميامى فى عام 1986 لفترة طويلة يجذب المتفرجين معبرا عن سينما سادت لفترة طويلة فى تلك الحقبة، هذا العام هو الأكثر إنتاجا للأفلام فى تاريخ السينما المصرية كله الفيلم هو {السكاكينى} إخراج حسام الدين مصطفى وتأليف مصطفى محرم وبطولة مجموعة من النجوم الشباب الذين سيطروا بوجودهم على السينما المصرية ومنهم نور الشريف، فاروق الفيشاوى، معالى زايد، إلهام شاهين وأسماء أخرى، مثل سيد زيان، ونعيمة الصغير، أغلبهم ماتوا وتركوا الساحة خالية الوفاض تماما لم يكن هناك موضوع جديد عند المؤلفين الذين تزايد عليهم الطلب وتعددت المصادر التى يكتبون منها، وفى هذه المرة لن نكتب عن تلك المصادر رغم أننى أذكر ما قاله لى الناقد الكبير الراحل عبدالنور خليل أننا أمام طبعة جديدة شعبية من (غادة الكاميليا)، لكن الغادة هنا لم تكن عاهرة تتوب على يدى حبيبها الطالب الجامعى بل صارت مدمنة مساحيق، استحقت أن تموت رغم الحب، يعنى بكل اختصار فإن عاشقة ألكساندر دوماس فى القرن التاسع عشر تحولت فى أواخر القرن العشرين إلى مدمنة حسب التطور، التشابه فى الحكاية أن عزب الموظف الشريف قد حل فى القصة هنا مكانة الأب فى غادة الكاميليا وأقنع حبيبة أخيه دون علمه أن تتركه لحاله كى يستكمل تعليمه فى كلية الطب، ولأن المدمنة تحب الطالب من قلبها فإنها تبتعد عن حبيبها وتكتشف الحقيقة فى اللحظات الأخيرة من عمرها.
مصطفى محرم كاتب سيناريو مثقف، قارئ جيد ويعرف كيف يختار موضوعاته، غزير الإنتاج، وبالفعل فإنه عزف على عدة موضوعات فى فيلم واحد، غادة الكاميليا من ناحية والصراع الأزلى بين قابيل وهابيل من ناحية أخرى، وهذا هو الموضوع الذى كان مفضلا فى العقد التاسع من سينما القرن الماضى، شقيقان يتصارعان وفى الوسط هناك امرأة، ورغم أن عزب لديه حبيبة أخرى من أبناء حى السكاكينى تقف إلى جانبه حينما يتهم بأنه سرق مليون جنيه، بينما السارق الحقيقى الأخ الـذى فعل ذلك من أجل أن يدبر لحبيبته المدمنة إما العلاج أو المسحوق، كان موضوع وجود شقيقين وامرأة واحدة هو المفضل لدى كتاب السيناريو والمخرجين، وكما قام أبطال فيلم السكاكينى بأداء تلك الشخصيات فى أفلام عديدة، مثلا فيلم {الأنثى} فى نفس العام إخراج حسين الوكيل كان أيضا حول زوجة تسكن فى بيت زوجها مع إخوته الذين تصارعوا عليها وتقاتلوا من أجلها على طريقة قابيل وهابيل، قبل تلك المرحلة كانت هناك أفلام مثل عجايب يا زمن وليل ورغبة والأخوة الأعداء... وأفلام أخرى أما فيلم السكاكينى فإنه واحد من الأفلام الشعبية التى يميل إلى إخراجها حسام الدين مصطفى، والفيلم محبوك بحيث يجذب جمهور الدرجة الثانية، فهناك قصة حب وأبرياء يتم اتهامهم ظلما ومهربو ممنوعات وصفقات تجارية ثم مرض لعين يصيب العاشقة المحترفة التى هى أيضا غادة يعرف الحب طريقة إلى قلبها، وهى فى بعض المواقف تبدو شرسة لكنها أمام حبيبها تغدو لينة مطيعة، ونحن هنا أمام حى شعبى فى منتصف القاهرة ولا شك أن هذه التسمية تساعد فى جذب أبناء الحى للمشاهدة وكم من أسماء أفلام مشابهة فى ذلك العقد من الزمن مثل روض الفرج وقد ساعد ذلك على أننا تعرفنا على ظاهرة تسمى بسينما يوم الأحد فقد كان أصحاب المهن الصناعية ينزلون إلى شارع عماد الدين لرؤية الأفلام التى تتكلم عن حياتهم وكان نجوم تلك الفترة يتنافسون فى أداء الشخصية الشعبية التى تجيد العشق والفهلوة وهذا النوع من الجماهير كان هو الغالب فى القاعات فى تلك الفترة قبل أن تتغير القاهرة تماما إلى ما يسمى بزمن سينما المولات، أكتب هذا المقال بحنين منقوص عن تلك السينما التى انتهى وجودها تماما.
التعليقات