نشر موقع Government Executive مقالا للكاتب Eric Katz، تناول فيه مضمون المذكرة الرئاسية التى أصدرها الرئيس بايدن الشهر الماضى لحماية العلماء الأمريكيين فى فترة الوباء من أى تدخلات سياسية، كما تناول أيضا توجيها آخر وقع عليه الرئيس بتحويل مركبات الحكومة الفيدرالية إلى مركبات كهربائية محلية الصنع حفاظا على البيئة.. نعرض منه ما يلى.
وقع الرئيس بايدن على مذكرة الشهر الماضى تسعى إلى ضمان قيام العلماء الفيدراليين بعملهم العلمى دون تدخل سياسى. كان هذا الإجراء واحدا من سلسلة من التوجيهات للوكالات الفيدرالية التى تهدف إلى حماية جودة البحث العلمى وتعزيز مرونة مناخ العمل.
تدور المذكرة الرئاسية حول النزاهة العلمية، وبموجبها ستكلف كل وكالة بتعيين موظف مهنى كبير كمسئول عن النزاهة العلمية. سيقوم هذا الشخص بالإشراف على السياسات التى تحمى العلماء من التدخل السياسى وتحسينها.
شدد بايدن على هذا الأمر عند التوقيع قائلا: «سنحمى علماءنا العالميين من التدخل السياسى ونضمن قدرتهم على التفكير والبحث والتحدث بحرية وبطريقة مباشرة سواء معى، أو مع نائب الرئيس أو الشعب الأمريكى».
وكرد فعل على التوقيع أشادت المجموعات العلمية بمذكرة بايدن، قائلة إن إدارة ترامب استلزمت الحاجة إلى هذا التوجيه لأنها تدخلت فى عمل العلماء. وأخبر الموظفون فى وكالات مثل وكالة ناسا ووكالة حماية البيئة والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوى سابقًا المسئول التنفيذى الحكومى أنهم واجهوا تدخلًا غير مسبوق من القيادة السياسية فى عهد الرئيس ترامب، بما فى ذلك التلاعب بالبحوث.
أفاد العلماء أيضا بأنهم تم استبعادهم من الاجتماعات الرئيسية، وشعروا بالخوف فى مكاتبهم وشعور عام بانخفاض الروح المعنوية. ظهرت هذه القضية فى المقدمة خلال جائحة كوفيد ــ 19 بعد تقارير متكررة عن تعيين سياسيين يغيرون أو يؤثرون بشكل غير سليم على النتائج العلمية والطبية. كما قال مسئولون رفيعو المستوى مثل مدير المعهد الوطنى للحساسية والأمراض المعدية، أنتونى فاوتشى، وديبورا بيركس، منسقة الاستجابة لفيروس كورونا فى إدارة ترامب، فى الأيام التى تلت تنصيب بايدن أن عملهما العلمى كثيرًا ما تعطل من قبل ترامب ومساعديه.
وجد استطلاع أجراه اتحاد العلماء المهتمين عام 2018 أن العديد من الموظفين الفيدراليين فى الوظائف العلمية كانوا يشعرون بالإحباط بسبب الرقابة والتدخل من السياسيين؛ حيث قال نصف العلماء الذين شملهم الاستطلاع إن الاعتبارات السياسية تعيق قدرة الوكالات على اتخاذ قرارات تستند إلى العلم.
وكان الرئيس أوباما أول من يصدر مذكرة بشأن النزاهة العلمية فى عام 2009، لكن النقاد قالوا إن المذكرة لم تكن كافية وتم تنفيذها بشكل غير متسق. وفى هذا الشأن قالت جريتشن جولدمان، مديرة الأبحاث فى مركز العلوم والديمقراطية التابع لاتحاد العلماء المهتمين، إن سياسة أوباما مكتوبة على افتراض أن الوكالات ستحافظ على المعايير العلمية والنزاهة، لكن إدارة ترامب أثبتت أن هذا لن يكون دائمًا على هذا النحو. وأشادت بمذكرة بايدن لمراجعتها لسياسات النزاهة الحالية.
قالت جولدمان: «لم أفتح زجاجة الشمبانيا بعد لأحتفل، لكن المذكرة بداية مرحب بها للخروج من النفق ووضع الأمور موضع التنفيذ». وأضافت أنه «من المهم أن يكون لديك موظف مهنى كبير مسئول عن النزاهة العلمية».
من جانبه، قال البيت الأبيض فى ورقة حقائق تابعة للمذكرة إن المعلومات والبيانات والأدلة العلمية أساسية لتحسين السياسات والحوكمة الفعالة، مشيرًا إلى أن الموظفين المهنيين يجب أن يكونوا أحرارًا فى أداء عملهم.
وأضافت الورقة: «إن التدخل السياسى غير اللائق فى العملية العلمية، وفى عمل العلماء، وفى نقل الحقائق العلمية يقوض رفاهية الأمة، ويساهم فى الإجحاف والظلم الممنهج، وينتهك ثقة الجمهور».
جينا مكارثى، مستشارة المناخ القومى للبيت الأبيض، قالت فى مؤتمر صحفى الشهر الماضى إن المذكرة ستساعد فى استعادة ثقة الجمهور. وأضافت: «اليوم هو يوم جيد جدًا للعلم».
فى السابق، سعى المشرعون إلى تقنين معايير النزاهة العلمية وتوسيعها عبر الحكومة، لكن الإجراءات لم تحصل على تصويت فى أى من الغرفتين التشريعيتين على الرغم من دعم الحزبين. هذا الإجراء كان من الممكن أن يعمل على إيضاح الشكل الذى يجب أن تبدو عليه سياسات النزاهة، بما فى ذلك السماح للعلماء المهنيين بمناقشة عملهم مع الجمهور ووسائل الإعلام، والمراجعة النهائية لأبحاثهم لتصحيح الأخطاء والفرص المتاحة أمامهم فى جلسات الاستماع والاستئناف إذا شعروا أنهم واجهوا معاملة غير عادلة أو تدخل.
على صعيد آخر وفى نفس اليوم الذى وقع فيه بايدن على المذكرة المعنية، وجه بايدن أيضا الحكومة الفيدرالية بتحويل أسطولها نحو المركبات عديمة الانبعاثات المصنعة محليًا. حيث اقترح بايدن أنه سيتم استبدال الأسطول الفيدرالى بأكمله بمركبات كهربائية قائلا: «تمتلك الحكومة الفيدرالية أيضًا أسطولًا ضخمًا من المركبات، والتى سنستبدلها بمركبات كهربائية نظيفة تم تصنيعها هنا فى أمريكا بواسطة عمال أمريكيين، مما يوفر ملايين الوظائف ــ مليون وظيفة عامل فى مجال الطاقة النظيفة ــ وسيارات خالية من الانبعاثات». يذكر أنه واعتبارًا من عام 2019، كان الأسطول يتألف من حوالى 650 ألف مركبة تستهلك ما يقرب من 400 مليون جالون من البنزين سنويًا!.
إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد