حين تصبح المشاعر مادة لتحليل الآلة - دوريات أجنبية - بوابة الشروق
السبت 24 مايو 2025 11:06 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

حين تصبح المشاعر مادة لتحليل الآلة

نشر فى : السبت 24 مايو 2025 - 6:35 م | آخر تحديث : السبت 24 مايو 2025 - 6:35 م

نشرت المجلة «WIRED» مقالا عن كيف أصبح الذكاء الاصطناعى التوليدى، مثل ChatGPT، أداة يستخدمها الناس للتعامل مع مشاعرهم ومشكلاتهم العاطفية، فى سياقات كانت تُعد تقليديًا إنسانية بحتة، كالعلاقات العاطفية، الفهم المتبادل، وحل الخلافات الشخصية… نعرض من المقال ما يلى:
الذكاء الاصطناعى والرسائل العاطفية
تبدأ القصة بذكر «جرين»، البالغ من العمر 29 عامًا، والذى تلقى رسالة غير متوقعة من شريكته السابقة بعد انفصالهما، كان من المفترض أن يمتنع الطرفان عن التواصل، لكن الشريكة أرسلت رسالة «مهذبة» صيغت بمساعدة ChatGPT، مؤكدة أنها حرصت على أن تكون غير جارحة، شعر جرين بالانزعاج لا بسبب محتوى الرسالة فقط، ولكن لأن الشريكة لجأت إلى أداة ذكاء اصطناعى لتحليل العلاقة وكتابة الرسالة بدلًا من الاعتماد على فهمه الشخصى للعلاقة، بالنسبة لجرين، كان الأمر غير شخصى ويجرد العلاقة من خصوصيتها ومشاعرها.
استخدام متزايد لحل المشكلات الشخصية
يلجأ العديد من الناس الآن إلى ChatGPT كوسيلة لفهم العلاقات وتفسير الرسائل النصية، وحتى فى اتخاذ قرارات عاطفية، البعض يشعر بالخجل من الإفصاح عن ذلك، لأن الاعتماد على آلة فى مسائل مشاعرية قد يبدو غريبًا أو غير إنسانى.
دانيال كيميل، طبيب نفسى من جامعة كولومبيا، يحذر من الإفراط فى الاعتماد على الذكاء الاصطناعى فى القيام بما يُعرف بـ«العمل العاطفى»، فالصداقة والعلاقات تقوم على روابط متبادلة لا يمكن تقليدها بسهولة، ويؤكد أن الإنسان طور عبر آلاف السنين نظامًا داخليًا لفهم مشاعر الآخرين، بينما الذكاء الاصطناعى يعتمد فقط على الكلمات وليس على التجربة الشعورية.
تجربة «كيت»
كيت، 35 عامًا من دنفر، استخدمت ChatGPT لتحليل علاقة كانت تخوضها، بعد أن شعرت بقلق من ارتباطها بشخص مطلق ولديه طفل، استخرجت محادثاتهما وأدخلتها فى ChatGPT للحصول على «تقرير» عن العلاقة، تلقت تحليلًا حول أساليب التعلق العاطفى، ومدى إعجاب الطرفين ببعضهما، وغيرها، شعرت فى البداية بالصدمة، لكن التحليل منحها بعض الطمأنينة، ورغم أنها تشارك هذه التحليلات مع صديقاتها، فهى تدرك أن هذا النوع من الاستخدام ليس صحيًا دائمًا.
تقول كيت إن ChatGPT أصبح مثل «معالج نفسى بدون احتياجات أو جدول أو مشاكل»، بعكس الأصدقاء الذين لا يمكن تحميلهم دائمًا همومها، رغم ذلك، أبدت معالجتها النفسية البشرية قلقًا من اعتمادها الزائد على الأداة، مؤكدة أن ما تحتاجه كيت هو مواجهة مشاعرها لا تحليلها فقط.
تجربة «أندرو»
أندرو، 36 عامًا من سياتل، استخدم ChatGPT لفهم موقف غامض مع حبيبته السابقة التى أنهت العلاقة برسالة نصية مبهمة، لجأ إلى الأداة ليسألها: «هل انفصلت عني؟» ولم يحصل على إجابة واضحة، لكنه وجد عزاءً فى أن الأداة كانت حائرة مثله، لاحقًا، بدأ يستخدم ChatGPT للتحدث عن مشاعره، خاصة فى ظل صعوبة إيجاد معالج نفسى يناسبه.
بالنسبة له،ChatGPT أشبه بـ«صندوق مغلق» يثق به أكثر من بعض الناس فى حياته، الذين أساءوا استخدام ثقته فى الماضى، يرى أن التكنولوجيا قد تكون أكثر أمانًا من البشر فى بعض الحالات، لأنها لا تنقل أسراره ولا تحكم عليه.
المخاطر والمخاوف
رغم أن العديد من المستخدمين يشعرون بالارتياح عند استخدام ChatGPT، إلا أن هناك مخاوف من ناحية الخصوصية، إدخال تفاصيل حميمة فى المحادثات قد يؤدى إلى تسريبات محتملة أو استخدام غير أخلاقى للبيانات، شركة OpenAI أكدت التزامها بحماية خصوصية المستخدمين، لكنها أيضًا تنصح باللجوء إلى مختصين نفسيين فى حالات الدعم العاطفى.
تنامى الثقافة الرقمية
ينتشر على منصات مثل تيك توك محتوى يروج لاستخدام ChatGPT لتحليل علاقات الحب، وتفسير تصرفات الشريك، وكتابة رسائل الانفصال، تشير كيت إلى أنها تجد فى هذه المقاطع مصدرًا لأفكار جديدة لاستخدام الأداة، لكنها تحاول تقليل استخدامها لها فى حياتها العاطفية، التزامًا بنصيحة معالجتها.
• • •
اختمم المقال بأن هناك تحولًا عميقًا فى الطريقة التى يتعامل بها الناس مع مشاعرهم، حيث باتوا يستخدمون الذكاء الاصطناعى كوسيلة لفهم الذات والآخرين، لكن هذا الاستخدام يطرح تساؤلات حول الخصوصية، والعزلة، وطبيعة العلاقات الإنسانية فى العصر الرقمى، الذكاء الاصطناعى قد يكون أداة مفيدة، لكنه لا يستطيع أن يحل محل التفاعلات البشرية العميقة المبنية على الخبرة، والشعور، والتبادل الحقيقى.

ترجمة وتحرير : يارا حسن
النص الأصلى:

التعليقات