الخطوة التالية - عماد الغزالي - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 4:35 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الخطوة التالية

نشر فى : الإثنين 25 مارس 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 25 مارس 2013 - 8:00 ص

ما هى الخطوة التالية بعد أحداث المقطم؟

 

نحن أمام واحد من سيناريوهين: إما أن يتخذ الرئيس مرسى خطوات سريعة لرأب الصدع ولم شمل الفرقاء وإنهاء حالة الانقسام التى أوجدتها سياساته المنحازة للأهل والعشيرة، ويعلن عن إجراءات حاسمة تؤكد أنه رئيس فعلا لكل المصريين وأن لديه خطة لرفع البلاء والعناء عنهم، وإما أن يواصل صمته وانسحابه وتخليه عن مسئولياته، وتتواصل حروب الشوارع بين أنصاره ومعارضيه ويتواصل معها نزيف الدماء.

 

قلت لك فى الأسبوع الماضى وأعيدها اليوم: «حجم الغضب فى نفوس الناس أكبر بكثير مما أريق من الدماء، ولن يطفئ هذا الغضب إلا مزيدا من الضحايا».

 

ومن سوء الطالع أن الشخص الوحيد المسئول عن إطفاء نار الغضب ووقف إراقة الدماء هو الرئيس مرسى شخصيا، لكنه للأسف لا يفعل، بتعبير أكثر دقة، هو لم يفعل طوال ثمانية أشهر من حكمه سوى العكس تماما، فكان أول من دهس الدستور والقانون،  وأول من كذب وخالف وعوده، وبصمته على جرائم جماعته ورغبتها الغاشمة الغشومة فى الاستحواذ والسيطرة، وتجاهله لمطالب الناس المشروعة، خلق حالة بائسة من انسداد الأفق، وفتح بابا واسعا لاستخدام العنف فى العمل السياسى.

 

ليس هذا دفاعا عن العنف بحال، وأرجوك أن تستعيد ما كتبته خلال الشهور الماضية، فقد أدنت بوضوح محاولات حرق الداخلية والمجمع العلمى وأحداث العباسية وغلق مجمع التحرير وتعذيب مواطنين مصريين فى ميدان التحرير وأمام الاتحادية وأحداث محمد محمود وحرق مسرح البالون وغباوات الألتراس،فى وقت كان كثيرون ممن يفزعهم العنف الآن، يمجدون هذه الأعمال وينسبونها زورا وبهتنانا للثورة والثوار.

 

لا أدعى الحكمة بأثر رجعى، لكننى أطالب فقط بأن نضع الجرس فى رقبة الحصان.

 

بوسع الرئيس مرسى وجماعته أن يواصلوا الحديث عن المؤامرة الشيطانية والتمويلات الخارجية ومخططات شفيق والإمارات والأمريكان والصهيونية العالمية لإسقاطهم.

 

 بوسعهم أن يعقدوا المؤتمرات لكشف مخططات الحارة المزنوقة، وألاعيب الإعلاميين من سحرة فرعون، وملاعيب صباحى والبرادعى والبدوى وموسى للقفز على كرسى الرئاسة.

 

بوسعهم أن يهيلوا التراب على كل مخالفيهم ومعارضيهم ويصفونهم بالكذب والتضليل والإلحاد والكفر وكراهية «مشروعهم النهضوى الإسلامى».

 

لكن بوسعهم أيضا أن يعترفوا بأخطائهم وخطاياهم الكارثية، التى أفقدتهم تعاطف الناس ممن آزروهم وناصروهم حتى ألقوا بهم فى واجهة العمل السياسى، وقذفوا بمرشحهم إلى قصر الرئاسة.

 

بوسعهم أن يعترفوا بأن مصر أكبر منهم، وأنهم لن ينجحوا مهما فعلوا فى أن يعيدوا صياغتها على طريقتهم، أو أن يجعلوا منها بقعة فى أوهام خلافتهم المزعومة.

 

بوسعهم أن يمدوا أياديهم لشركائهم فى الوطن من القوى السياسية الأخرى، بنية صافية ورغبة حقيقية فى تجاوز المأزق الذى صنعوه بأنانيتهم وعدائهم لفكرة الدولة ومؤسساتها، وإقصائهم لمخالفيهم وإمعانهم فى التمييز والقسم والتقسيم، حتى صار المصريون بعد شهور قليلة من حكمهم شيعا وجماعات يعادى بعضها بعضا.

 

بوسعهم أن يعلوا مصلحة الوطن فوق مصلحة الجماعة، وأن يدركوا قبل فوات الأوان أن مصر أبقى وأكبر.

 

ترى.. أى الطريقين يختار الرئيس وجماعته؟

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات