ثورة 25 يناير.. كى لا ننسى! - إيهاب الملاح - بوابة الشروق
الأحد 15 ديسمبر 2024 5:36 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ثورة 25 يناير.. كى لا ننسى!

نشر فى : الجمعة 26 يناير 2018 - 9:35 م | آخر تحديث : الجمعة 26 يناير 2018 - 9:35 م
(1)
7 سنوات بكاملها مرت على 25 يناير 2011؛ يوم المصريين الأعظم فى الألفية الثالثة حتى الآن، ولم يبق بعد سبع سنوات من ثورة 25 يناير 2011، إلا حلم التأكيد على أنها كانت «ثورة» فى مواجهة الزيف والادعاء والكذب، نعم هى «ثورة» على الرغم ممن يرفضون الاعتراف بأنها «ثورة»، وأنها نجحت ولو للحظات فى مجرى التاريخ فى حسم الصراع بين جيل، بل أجيال ثائرة متمردة مكبوتة، فى مواجهة سلطة مغرورة انكفأت على نفسها، سلطة أثارت النقمة والغضب والسخرية بسبب سياساتها الخرقاء وتصرفاتها الرعناء، نتيجة لمحاولتها فرض قواعد صارمة، مع أنها ليست أهلا للزعامة أو للقيادة أو لإدارة شئون بلد عظيم بحجم مصر.

ثم كان ما كان؛ ولم يبق من يناير فى سبع سنوات إلا تلك الروح النورانية المتمهلة التى أثق بل أومن بأنها هى التى ستبقى، وعليها سينشأ أجيال وأجيال سيكون فى مقدورهم القيام بحق هذا الوطن فى مستقبل كريم، فى مكانة رفيعة بين شعوب الأرض، فى تقدم حقيقى عماده العلم والحرية والثقافة الجادة، وفى مجتمع يتوفر فيه «العيش والكرامة والعدالة الاجتماعية».

أثق فى أن هذه الأجيال ستتلافى الفشل الأكبر والأخطر فى عدم قدرة القوى الثورية مجتمعة على التحول إلى قوى سياسية لها رصيد شعبى حقيقى، وهو ما أدى إلى فراغ مهول وواضح حاولت، وتحاول، وستحاول أن تملأه دائما قوى قديمة بكل أطيافها؛ قوى تنتمى إلى ما قبل 25 يناير. وبدون هذا التحول سيكون أمام الشعب الاختيار من القديم، بينما نجاح الثورات الأهم فى أن تقوم بعملية إحلال للطبقة السياسية، كما حدث فى الثورة الشعبية العظيمة 1919.

وستدرك هذه الأجيال أن ثورة يناير لم تكن ذات صبغة دينية على الإطلاق، ولكنها ثورة شعبية حقيقية؛ لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية؛ وأما ما حدث بعد ذلك من ظهور فصائل تلعب لعبة الدين والسياسة، فلا علاقة لها بثورة يناير، ولا يحق لها أن تتاجر بها أو تستغلها مثلما فعلت، وكان الثمن فادحا وكارثيا ما زلنا ننكوى بناره حتى اللحظة.
ألف رحمة ونور على كل شهيد دفع حياته مخلصا فى سبيل ذلك الحلم النبيل بأن يعيش وطنه بشكل أفضل، وأن ترى الأجيال القادمة ظروفا أحسن مما عاشها.. رحم الله شهداء الوطن.

(2)
لو لم يبقَ من كتابى «مشاغبات مع الكتب» (أول كتبى صدر فى ديسمبر 2015) سوى الفصول التى عقدتها لتوثيق ما صدر من كتب ونصوص عن 25 يناير 2011، لكان ذلك كفيلا بأن يظل حبى لهذا الكتاب راسخا ومقيما. اجتهدت قدر الطاقة فى رصد وتتبع كل ما صدر من كتب اتصلت بسبب من الأسباب بثورة يناير. فى 2011، و2012، كان الكم مهولا، مرعبا، فوق الـ 500 إصدار، فى 2013، و2014، تحولت الدفة قليلا وانتقل مركز الثقل من الحدث الثورة إلى الإسلام السياسى والإخوان والجماعات الإرهابية.. 2015، 2016، 2017.. تقريبا توارى أى ذكر لثورة يناير، تقلصت الكتابات والإصدارات بصورة مذهلة! لن تستطيع إحصاء ما يزيد على الكتب العشرة خلال هذه السنوات! (أكرر هذا جهد فردى يعتمد على شغف صاحبه وولعه فقط برصد الظواهر وتتبعها.. لا إحصاءات ولا بيانات وأى شىء يمكن أن يوثق فيه كان تحت يدى أثناء هذا الحصر الاجتهادى).

المهم، ظللت أتابع وأرصد خلال الفترة (2012 – 2016) وكنت أقوم بتحديث المادة كل عام خلال هذه الفترة، وأتابع قدر الجهد والطاقة أى كتابات تحاول أن تقدم لونا من التحليل أو القراءة الببليوجرافية، الحصيلة كانت «صفرا» لم أعثر على شىء ذى قيمة أو يعتد به فى هذه الدائرة.. لذا فقد قررت أن أجمع كل ما كتبته وحدثته طيلة السنوات الخمس التى تلت الثورة وأنشره فى كتابى «مشاغبات مع الكتب».

وها نحن فى 2018، بعد سبع سنوات من الحدث الأكبر، الأهم، فى حياة جيلى كله، ولم يظهر بعد مجهود جامع مانع يحاول أن يوفر المادة الأولى، الخام التى يمكن أن يشتغل عليها المؤرخون وعلماء الاجتماع والمعرفة فى دراسة هذا الحدث الكبير. وسأكرر دائما: (تذكروا ثورة يناير 2011.. علشان ما تتنسيش).