- وسط الأهلى وتكوينه الهجومى قوة.. وجبهة الزمالك اليمنى مصدر الخطورة
- ديربى الشرق الأوسط صنعته بطولات ونجوم الفريقين فى الأربعين سنة الأولى من عمر الناديين
** لا تذهب بخيالك إلى تركيب العنوان الأول على الفريقين، لا هذا الأهلى ولا ذاك الزمالك، ولا هما الديناميت قبل مباراة القمة اليوم.. إنه لقب أطلق على منتخب الدنمارك «الديناميت الدنماركى» سبب التسمية بعد تأهل الدنمارك إلى كأس أوروبا 84، خصصت صحيفة دنماركية مسابقة لأفضل أغنية للمنتخب من بين ما جاء بها «نحن الأحمر نحن الأبيض نحن الديناميت» وانتشرت الأغنية بشكل سريع ومنها استمدت الجماهير اللقب ديناميت الدنمارك.. على أى حال نحن أمام الأحمر ونحن أمام الأبيض.. هل سيكون أحدهما اليوم هو الديناميت؟! ومع مراجعة أداء الأهلى والزمالك قبل مباراة القمة وليكن فى المباراة الأخيرة سوف ترى الأهلى يهزم حرس الحدود بصعوبة 3/2 ، وسوف ترى الزمالك يتعادل مع الجونة 1/1. والزمالك يتصدر المسابقة برصيد 17 نقطة من 8 مباريات والأهلى فى المركز الثامن برصيد 12 نقطة من 7 مباريات. وخط سير الزمالك فى المسابقة أفضل من طريق الأهلى حتى اليوم.. إلا أن مباراة القمة ليس لها علاقة على الإطلاق بما كان، وإنما بما سيكون على أرض الملعب.
** مهما كانت الرؤى الفنية والتحليلات يصعب توقع نتيجة المباراة، فكل لقاء بين الفريقين يظل حالة خاصة. وكلاهما يملك أوراقا مهمة من ناحية المهارات. فعلى سبيل المثال سوف يكون البرازيلى بيزيرا من أهم مفاتيح الزمالك الهجومية، فهو سريع ومرواغ، وفى قدميه خطورة فائقة ومربكة وهو ما سوف يدفع عماد النحاس المدير الفنى للأهلى على العمل لتقييد حركة البرازيلى ومناوراته ، وربما يكون الظهير السريع والأقوى هو المرشح للتصدى لبيزيرا. وفى خطوط الفريق المختلفة مهارات أخرى مثل عدى الدباغ رأس الحربة، وناصر ماهر كثير الحركة وعبد الله السعيد عقل الفريق وآدم كايد حين يشتغل، وبنتايك الظهير الأيسر القوى وعمر جابر أحد مفاتيح لعب الزمالك من الخطوط الخلفية
** يقابل هؤلاء نجوم فى الأهلى، يتقدمهم تريزيجيه من موقعه فى التكوين الهجومى وهو يتحرك أمام الصندوق أو على الجناح، ثم بن شرقى أو حسين الشحات، وزيزو لو شارك، وتبدو قوة الأهلى فى خط وسطه المكون من بن رمضان، وديانج، ومروان عطية أفضل لاعبى الوسط فى المسابقة ويلاحظ أنه يتقدم كثيرا إلى ملعب المنافس ويسدد كلما أتيحت له الفرصة إلا أن مباراة أمام الزمالك قد لاتسمح له بمغادرة موقعه كمدافع أول فى وسط الأهلى. المبادرة والسيطرة ستكونان عاملين حاسمين فى الدقائق الأولى وسيكون الصراع بين الفريقين على وسط الملعب متوقفا على الضغط وتضييق المساحات. والكرات العرضية، ستكون عاملا حاسما أيضا فى هذا الصراع على الفوز الذى سيكون للفريق الأهدأ فى تبادل الكرة وتمريرها والأشرس فى مواجهة منافسيه. إنها مباراة خاصة وديربى خاص له أسبابه التاريخية والعميقة.
** عندما انتشر التعصب بين جماهير الأهلى والزمالك طلب الموسيقار محمد عبد الوهاب من الشاعر الكبير حسين السيد كتابة أغنية تخفف من حدة التعصب بين الفريقين فكتب الشاعر الكبير أغنية «بين الأهلى والزمالك محتارة والله» والتى أذيعت عام 1962. وبدت مثل ترنيمة حب للناديين الكبيرين، وكلما دارت فى الإذاعة أو على شاشات التليفريون، تتحرك مشاعر جيل بالذكريات الجميلة للمنافسة الجميلة بين الفريقين.
** السؤال الذى قادنى للبحث فى ديربى الأهلى والزمالك وأسبابه، فهو ديربى فريد، يختلف عن الكثير من الدربيات العالمية والعربية التى يعد معظمها نتيجة منافسة طبقية أو اجتماعية أو سياسية أو دينية أو أسباب جغرافية واقتصادية يطول شرحها. إلا أن ديربى الأهلى والزمالك ولد من قوة الفريقين وتنافسهما على البطولات فى الأربعين سنة الأولى من عمرالناديين.. ففى 8 ديسمبر عام 1928 كتبت مجلة أخبار مصر المصورة ما يلى: «ظهرت فى مصر أربعة فرق متينة التكوينثلاثة منها فى القاهرة، وهى الأهلى والمختلط والترسانة، وواحدة فى الإسكندرية وهى الاتحاد، وكل منها يتألف من عناصر قوية تهدد الفرق الباقية بالخطر. وقد تبارت فرقة الإسكندرية مع الأهلى بالقاهرة فهزمها بست إصابات. وهو فشل محزن، وتبارى الأهلى مع الترسانة فهزمها بثلاث إصابات. ثم تبارت الترسانة مع المختلط فتعادلا بإصابة، وتبارى الأهلى مع المختلط فانهزم بثلاث إصابات».
** الانتصارات المتبادلة صنعت شعبية الأهلى والزمالك خلال 40 سنة.. كانت مسابقة كأس السلطان حسين أولى بطولات الكرة المصرية وبدأت عام 1916 والتقى الأهلى والزمالك فيها 6 مرات وفاز الزمالك 3 مرات وتعادلا مرتين وفاز الأهلى مرة واحدة. وفى الفترة من 1927 إلى 1948 التقى الاهلى والزمالك فى كأس مصر 15 مرة وفاز الأهلى 6 مرات وفاز الزمالك فى 6 مرات وتعادلا 3 مرات.. وفى دورى منطقة القاهرة فى الفترة من 1922 إلى 1938 فاز الأهلى باللقب 15 مرة وفاز الزمالك باللقب 14 مرة.. وكان الفريقان يضمان أفضل نجوم كرة القدم فى مصر خلال تلك السنوات وهو ما أكسبهما المزيد من الشعبية بطبيعة الحال.
والحقيقة أن الجميع تعامل مع الأهلى والزمالك باعتبارهما قوتين متساويتين ومتضادتين والمنافسة بين الفريقين بدأت مبكرا، وقبل بدء بطولة الدورى العام فى 1948. رسم الأهلى والزمالك سيناريو الدراما الأقوى فى الكرة المصرية، وهى مثل الدراما الفنية التى توصف بقوتها ومتعتها عندما يتخاصم خلالها طرفان على نفس القدر من القوة.. هذا هو حديث التاريخ، لكن للواقع وللحاضر كلامه..؟