** فى الخامس من أغسطس ذكرت فى مقال هنا أن المرشحين الأربعة للكرة الذهبية هم عثمان ديمبلى وأشرف حكيمى ومحمد صلاح ويامين لامال ووضعت ديمبلى فى المقدمة، لفوز باريس سان جيرمان ببطولة أوروبا ودوره فى هذا اللقب. علما بأننى أكرر كثيرا أن الفريق هو الذى يفوز بالبطولة وليس اللاعب الفرد، وعلى الرغم من رفع معيار البطولة من جانب فرانس فوتبول فإنه ما زال المعيار الأول.
** فى ليلةٍ زاخرةٍ بالبهجة والإثارة فى باريس، فاز عثمان ديمبلى بجائزة الكرة الذهبية، فى لحظة انتصارٍ أشعلت حماس مسرح شاتليه، وأدت إلى احتفالاتٍ ناريةٍ بين جماهير باريس سان جيرمان المحتشدة على ضفاف نهر السين. وهو انتصار مهم بالنسبة لديمبلى ولمشروع باريس سان جيرمان الذى يتوق إلى النجومية وبناء العلامة التجارية، ولكن أيضًا لكرة القدم الفرنسية، التى لسبب ما مقتنعة بشكل غير صحيح بأنها لا تفوز أبدًا بالجوائز الفردية..
** أذكر أن ناصر الخليفى رئيس باريس سان جيرمان كرر عدة مرات أن الكرة الذهبية من حق عثمان ديمبلى وهو الأمر الذى أغضب حكيمى فى فترة من الفترات لأنه شعر بتحيز الخليفى لديمبلى. إلا أن هذا النجم الفائز بالجائزة سجل أهدافا ولمع اسمه بينما كان دور حكيمى تكتيكيا ومؤثرا جدا، لكنه لا يعنى اللمعان، ولذلك كان ديمبلى جزءا من مشروع باريس سان جيرمان.
** على أى حال ما زال معيارى الأول فى اختيار أحسن لاعب فى العالم فى موسم ما مرتبطا بدرجة ما يقدمه من إبداع ومن مفاجآت فى كل لعبة تقريبا، وهو هذا اللاعب الذى تحب أن تذهب الكرة إليه حتى تستمتع بما يقدمه. ولا شك أن الأرقام والأهداف والقياسات والبطولات لها دور فى اختيار أحسن لاعب، لكنها ليست المعيار الأول. ولعل الدور الذى يمارسه اللاعب وتأثير هذا الدور على فريقه يأتى بالنسبة لى كمعيار ثانٍ بعد الإبداع. ويمكن أن تختلفوا على «معيار الإبداع».. الذى يعرفه البعض بأنه مراوغات اللاعب أو أهدافه الساحرة، إلا أن الإبداع هو مجموعة أشياء يفعلها اللاعب فى الملعب فتنتج أكبر قدر من الإبداع والمتعة ومن ذلك تمريرة ساحرة مثلا.
** كان عثمان ديمبلى مرشح بقوة لدوره فى فوز باريس سان جيرمان ببطولات الفريق فى الموسم المنتهى، إن أسلوب اللعب الذى طوره لويس إنريكى فى باريس سان جيرمان، يستحق الإعجاب، إنهم لا يعتمدون فقط على الجانب التكتيكى أو القدرات الفردية؛ بل يعتمدون على مبادئ الفريق. ودور عثمان ديمبلى فى الضغط وفى التحرك واضح فهو أول المدافعين وأول المهاجمين. تجده على حافة منطقة الجزاء، مستعدا للجرى، يطارد حارس المرمى. وضاغطا كمدافع.
** كان الفوز بأوسكار كرة القدم تحولًا مذهلاً فى مسيرة ديمبلى بعد مرور ما يقرب من 12 شهرًا على استبعاده من تشكيلة باريس سان جيرمان لمواجهة أرسنال بعد جدال حاد مع مدربه خلال مباراة فى رين.. ومع تولى لويس إنريكى المهمة تطور الأداء الفنى والتكتيكى بالنسبة لباريس سان جيرمان، وأيضا لنجومه، وفى مقدمتهم ديمبلى وحكيمى الظهير الجناح. وتحققت البطولات فى الموسم الماضى بسبب روح الفريق وبراعة لاعبى باريس.
** هناك فارق بين صياغة أسماء الفائزين أو المرشحين للقب الأفضل، وبين رصد مهارات مجموعة من اللاعبين الذين يستحقون الجائزة ومنهم صلاح ويامين لامال وهما من نجوم اللعبة الذين تحب أن تذهب إليهم الكرة لترى الإبداع الذى ينتزع الآهات، ثم إن صلاح فاز مع ليفربول بكأس البريميرليج وهى بطولة شديدة الصعوبة، إلا أنه أنهى السباق فى المركز الرابع، خلف فيتينا لاعب باريس سان، بينما حصل يامين لامال على جائزة «كوبا» لأفضل لاعب كرة قدم شاب فى العالم للمرة الثانية.
** نشر حساب ليفربول الرسمى على إنستجرام صورة لمحمد صلاح وهو يجلس وإلى جانبه كأس الدورى الإنجليزى التى أحرزها الموسم الماضى، مع عدد من الجوائز والألقاب الفردية التى حققها اللاعب بفضل مستواه فى الموسم الماضى، معلقا: «موسمٌ يستحق التذوق من صلاح».. وهذا جزء من عمليات التسويق والمثابرة على المشروع وتلك الجائزة تظل جزءا من مشروع كل نادٍ كبير فى المستوى العالمى.